دمشق - (أ ف ب): شنّت إسرائيل أمس سلسلة غارات قرب مقر الأركان العامة في دمشق، محذّرة السلطات السورية من «ضربات موجعة» في حالة استمرار التعرض للدروز بعد أيام من اشتباكات دامية أوقعت أكثر من 300 قتيل، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
يأتي ذلك في وقت تعهّدت الرئاسة السورية «محاسبة» مرتكبي «الانتهاكات» في السويداء وسط اتهامات للقوات الحكومية بتنفيذ إعدامات ميدانية بحقّ مدنيين وعمليات نهب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود وفصائل درزية.
وبعد الضربات الإسرائيلية، أعلنت وزارة الداخلية السورية وقف إطلاق نار في السويداء، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
وحذّرت اسرائيل السلطة السورية الانتقالية أمس من «ضربات موجعة» وتوعّد وزير دفاعها يسرائيل كاتس بأن يعمل الجيش الإسرائيلي «بقوة» في السويداء في جنوب سوريا «لتصفية القوات التي هاجمت الدروز حتى انسحابها الكامل».
وتواصلت الاشتباكات المتقطعة أمس في السويداء التي انتشرت فيها القوات الحكومية الثلاثاء في محاولة لفرض سيطرتها على المدينة التي كانت بيد المقاتلين الدروز.
وكرّرت إسرائيل التي تحتلّ جزءا من الجولان السوري، في الأيام الأخيرة، أنها لن تسمح بوجود عسكري في جنوب سوريا قرب حدودها.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد حذّر في بيان أمس من أنه «يجب على النظام السوري أن يترك الدروز في السويداء وشأنهم، وأن يسحب قواته» منها.
وقال إن الجيش الإسرائيلي «سيواصل مهاجمة قوات النظام حتى انسحابها من المنطقة وسيرفع قريبا مستوى الرد ضد النظام إذا لم يتم استيعاب الرسالة».
وتنفيذا لهذه التهديدات، شنّت إسرائيل أمس سلسلة ضربات على مقر الأركان العامة في العاصمة دمشق.
وأعلن الجيش الاسرائيلي قصف «بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة التابع للنظام السوري» في العاصمة.
وبعيد هذه الضربات، أفاد التلفزيون الرسمي السوري عن ضربتين أخريين قرب مقر الأركان. وأفادت وزارة الصحة السورية بمقتل شخص وإصابة 18 على الأقل في هذه الضربات.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قرر «تعزيز عدد القوات في منطقة الحدود مع سوريا في منطقة السياج الأمني» في المنطقة الحدودية بين سوريا والجولان المحتلّ.
وحاول عشرات عبور الحدود الشديدة التحصين، كما شاهد مراسل فرانس برس في مجدل شمس، وهي بلدة ذات غالبية درزية تقع في الجولان السوري المحتلّ.
وقال الجيش الاسرائيلي إن قواته تعمل على «منع عملية التسلل وتفريق الحشود». كما أشار إلى عبور عدد من «المواطنين الإسرائيليين السياج الحدودي إلى داخل سوريا في منطقة مجدل شمس» وأن قواته تعمل على إعادتهم.
وناشد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه الأربعاء المواطنين الدروز عدم عبور الحدود إلى سوريا.
وفي منشور على منصة اكس، دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس براك «جميع الأطراف الى التراجع والانخراط في حوار هادف يفضي إلى وقف إطلاق نار دائم»، مشددا على ضرورة «محاسبة المرتكبين».
ودعا من جهته الاتحاد الأوروبي إلى «احترام» السيادة السورية بعد الضربات الإسرائيلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك