تتفاوت تصنيفات الفنادق باختلاف مستوى الخدمات التي تقدمها والرفاهية التي توفرها. وفي الوقت الذي يشير عدد النجوم في تصنيف كل فندق إلى مستوى ونوعية الخدمات التي تميز هذا الفندق أو ذاك، فإن هناك تصنيفا آخر ربما لا يزال غير دارج في منطقتنا وهو فنادق البوتيك.
تعرف فنادق البوتيك او الفندق البوتيكي بأنه فندق يكون في الغالب أصغر حجما من الفنادق العادية والفخمة، ولكنه يتميز بنوعية مختلفة من الخدمات والرفاهية التي تتسم بطابع شخصي وعصري. حيث ان كل فندق يتخذ لنفسه طابعا مميزا كأن يكون طابعا تاريخيا او فضائيا او صحراويا وغيرها، بمعنى ان الإقامة في مثل هذا الفندق توفر تجربة فريدة ومخصصة للنزلاء، في حين ان الفنادق العادية مهما كانت فارهة فإنها تعتم على أنماط محددة وثابتة في الخدمات والديكورات.
ويعرف لقاموس أوكسفورد فندق البوتيك بأنه «فندق صغير أنيق، يقع عادةً في موقع حضري عصري. ويتميز بطابع مميز وتصميم وديكور مقصود وخدمة شخصية.
ومن أبرز خصائص فندق البوتيك وفقا
لموقع «Hotel Tech Report»:
حجم أصغر: حيث تحتوي الفنادق البوتيكية عادةً على أقل من 100 غرفة، وعدد قليل من المرافق الترفيهية، ومساحة اجتماعات محدودة.
الموضوع: كل فندق بوتيكي له طابع فريد، بعضها تاريخي، وبعضها يركز على الطهي، والبعض الآخر يركز على عناصر محددة مثل كتاب أو لون أو شخصية مشهورة. الموضوع موجود ليس فقط في جمالية الفندق، ولكن ربما أيضًا في اسمه والزي الرسمي للموظفين ووسائل الراحة.
النمط: السمة المميزة لفندق البوتيك هي الأناقة، فهذه هي الفنادق التي ستلهم المصمم الداخلي أو المصور الداخلي الخاص بك. ويتم اختيار كل عنصر من عناصر مظهر الفندق بعناية، بل إن البعض يعرض الفن أو الهدايا التذكارية التي اختارها المالك شخصيًا. تقوم فنادق البوتيك برعاية كل شيء بعناية بدءًا من تصميم موقع الويب الخاص بالفندق مرورًا بوسائل الراحة الفندقية لتتماشى مع روح علامتها التجارية.
الخدمة: نظرًا إلى الحجم الحميم للفندق، يمكن لموظفي الفندق التركيز على تقديم خدمة ضيوف استثنائية.
وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون فندقًا فاخرًا أيضًا. ولكن تتميز غرف الفنادق البوتيكية عادةً بديكور فريد ووسائل راحة منتقاة بعناية ومجموعة متنوعة من التصميمات. وغالبًا ما يشتمل الديكور في غرفة فندق بوتيكية على أعمال فنية وورق حائط وألوان طلاء غير تقليدية وأشكال ضوئية انتقائية ومفروشات عتيقة وغير ذلك.
في مقال له، أكد سعد عودة، رئيس مجلس إدارة Campbell Gray، انه بينما تنتشر المنتجعات الضخمة وسلاسل الفنادق العالمية في أنحاء الخليج، تبرز اليوم فرصة لافتة لتقديم تجربة ضيافة أكثر تميزًا وتفرّدًا، فالمسافر المعاصر، سواء كان من روّاد الإبداع أو من أصحاب الثروات، بات يفضّل وجهات تلامس وجدانه وتمنحه شعوراً بالتفرّد، بعيداً عن القوالب التقليدية. وهذه الفرص هي الفنادق البوتيكية التي تمنح الأولوية للخصوصية والدفء والإحساس بالانتماء. فما كان يُعد في السابق خياراً إضافياً، أصبح اليوم مطلباً أساسياً، لاسيّما بعد الجائحة التي سلّطت الضوء على الحاجة إلى أماكن أقل ازدحامًا توفّر الراحة وتُقلّل من التفاعل المباشر.
وفي حين تتركّز معظم مشاريع الضيافة في الخليج على تطوير فنادق ضخمة وفاخرة تقودها مجموعات عالمية، لا يزال قطاع الفنادق البوتيكية شبه غائب عن المشهد. على الرغم من ان الفندق البوتيكي لا يقِلّ فخامة عن أكبر الفنادق، بل يتفوّق عليها أحيانًا. فعدد الغرف القليل لا يمنع تقديم أعلى مستويات الخدمة التي تلبّي جميع التوقّعات، من خدمة الغرف، والمطاعم المتنوّعة، إلى مرافق العافية وخدمات الكونسيرج. فالفرق ليس بتوافر المرافق، بل بجودة التجربة والهدف منها. هنا، ينعم الضيف بإحساس بالخصوصية والرعاية، في أجواء هادئة بعيداً عن صخب الزحام. ويتجلّى المعنى الحقيقي للضيافة، فكلّما صَغُر إطار التجربة ازدادت دفئاً وصدقاً، ولامست الضيف على مستوى شخصي وعاطفي». ويضيف عودة: بالنسبة إلى مالكي العقارات في دول الخليج، يمثّل هذا التوجّه فرصة استثمارية واعدة جاءت في توقيت مثالي. فالمساحات الصغيرة، أو الفلل غير المستثمرة، أو المباني المتوسّطة التي قد لا تلائم المشاريع الفندقية الضخمة، يمكن تحويلها إلى فنادق بوتيكية ذات قيمة عالية. وهذا النموذج لا يحتاج إلى استثمارات ضخمة، وغالباً ما يُمكن تنفيذه من خلال إعادة تأهيل مبانٍ قائمة، مثل الفلل أو المباني منخفضة الارتفاع، مما يتيح دخول السوق بسرعة وفعالية.
كما تتميّز الفنادق البوتيكية بقدرتها على تحقيق معدّلات عائد يومي أعلى، بفضل طابعها الفريد وتجاربها المصمّمة بعناية، مما يجعلها خياراً مثالياً للمناطق الناشئة التي قد لا تكون ملائمة للمشاريع الفندقية الكبرى. وعلى الصعيد العالمي، يشهد هذا القطاع نمواً لافتاً، إذ بلغت قيمة سوق الفنادق البوتيكية 25 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقّع أن تتجاوز 40.3 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدّل نمو سنوي مركّب قدره 7.1%، بحسب تقرير صادر عن Grand View Research. ويُظهر التقرير أيضاً أنّ أكثر من 70% من نزلاء الفنادق البوتيكية في عام 2023 كانوا من المسافرين بهدف الترفيه، في دلالة واضحة على استمرار الإقبال على تجارب إقامة شخصية تضع الراحة والتميّز في صميم أولوياتها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك