العدد : ١٧٢٨١ - الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨١ - الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

تقرير: السعودية لعبت دورا حاسما في إفشال مخطط تهجير الفلسطينيين

الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

كشفت‭ ‬تقارير‭ ‬إعلامية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬إحباط‭ ‬خطة‭ ‬أمريكية‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬كانت‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تهجير‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬‮«‬الهجرة‭ ‬الطوعية‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السعودية‭ ‬لعبت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬ومصالح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وتضع‭ ‬المعطيات‭ ‬الجديدة،‭ ‬التي‭ ‬نقلها‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬واللاه‮»‬‭ ‬الإخباري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬أمنية‭ ‬وسياسية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬مشهد‭ ‬دبلوماسي‭ ‬معقد،‭ ‬حيث‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬أقوى‭ ‬عاصمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬للتراجع‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬خطير‭ ‬كان‭ ‬سيحدث‭ ‬تحولًا‭ ‬جذريًا‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ويمثل‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬السياسات‭ ‬الإنسانية‭ ‬كستار‭ ‬للترحيل‭ ‬الجماعي‭.‬

التحول‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬جاء‭ -‬بحسب‭ ‬الموقع‭ ‬العبري‭- ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬ترامب‭ ‬للرياض‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬ضمن‭ ‬جولته‭ ‬الخليجية،‭ ‬وهي‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬استراتيجية‭ ‬ضخمة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬والقيادة‭ ‬السعودية،‭ ‬شملت‭ ‬مجالات‭ ‬الدفاع،‭ ‬والطاقة،‭ ‬والاستثمارات‭ ‬الثنائية‭ ‬بمئات‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭.‬

وبحسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬التقارير،‭ ‬فإن‭ ‬الجانب‭ ‬السعودي‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬مجالًا‭ ‬للّبس‭ ‬في‭ ‬مواقفه،‭ ‬حيث‭ ‬أبلغ‭ ‬واشنطن‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬خطة‭ ‬تتضمن‭ ‬تهجيرًا‭ ‬جماعيًا‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬جرى‭ ‬تغليفها‭ ‬بصيغة‭ ‬‮«‬الهجرة‭ ‬الطوعية‮»‬،‭ ‬مرفوضة‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلًا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وأن‭ ‬دعم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬قد‭ ‬يُقوّض‭ ‬فرص‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬ويهدد‭ ‬العلاقات‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭.‬

وجاءت‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ترامب‭ ‬قد‭ ‬أعلنها‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬الرئاسة‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬وتضمنت‭ ‬رؤية‭ ‬لتحويل‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬مزدهرة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬‮«‬ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬دعم‭ ‬مالي‭ ‬كبير‭ ‬ومشاريع‭ ‬بنى‭ ‬تحتية،‭ ‬لكن‭ ‬بشروط‭ ‬أبرزها‭ ‬تهجير‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬ثالثة‭.‬

الفكرة‭ ‬رُوّج‭ ‬لها‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬‮«‬إنساني‭ ‬وتنموي‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬واجهت‭ ‬انتقادات‭ ‬لاذعة‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬ووصفتها‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬بأنها‭ ‬محاولة‭ ‬لـ«التهجير‭ ‬القسري‭ ‬المقنّع‮»‬،‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬وهم‭ ‬قابلية‭ ‬الإقناع‭ ‬الطوعي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حصار‭ ‬خانق‭ ‬وظروف‭ ‬معيشية‭ ‬كارثية‭.‬

وقد‭ ‬لعب‭ ‬الموقف‭ ‬السعودي،‭ ‬المدعوم‭ ‬بموقف‭ ‬عربي‭ ‬موحد،‭ ‬دورًا‭ ‬فاصلاً‭ ‬في‭ ‬تقويض‭ ‬الزخم‭ ‬السياسي‭ ‬للمشروع‭. ‬وبحسب‭ ‬مصادر‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬فإن‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬من‭ ‬الرياض‭ ‬كانت‭ ‬صارمة،‭ ‬وتحذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تمرير‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬سيُعتبر‭ ‬خرقًا‭ ‬لتوافقات‭ ‬تاريخية‭ ‬بشأن‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حق‭ ‬العودة،‭ ‬وسيضر‭ ‬بعلاقات‭ ‬أمريكا‭ ‬مع‭ ‬حلفائها‭ ‬التقليديين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

إسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أمريكي‭ ‬واسع‭ ‬لتسويق‭ ‬الخطة،‭ ‬فوجئت‭ ‬بالتراجع‭ ‬المفاجئ‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬واشنطن‭ ‬عقب‭ ‬زيارة‭ ‬الرياض‭. ‬وكشفت‭ ‬التقارير‭ ‬أن‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬حاولت‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الإعلان‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬لاستيعاب‭ ‬لاجئين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬محتملين‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬لكن‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬المساعي‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل‭ ‬نتيجة‭ ‬غياب‭ ‬الغطاء‭ ‬الأمريكي‭ ‬الفعّال‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬لأسباب‭ ‬فردية،‭ ‬فإن‭ ‬التوقعات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والمبنية‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬واشنطن،‭ ‬لم‭ ‬تتحقق‭. ‬ويقر‭ ‬مسؤولون‭ ‬إسرائيليون‭ ‬بأن‭ ‬الخطة‭ ‬‮«‬انهارت‭ ‬عمليًا‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدت‭ ‬الحاضنة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬الخطة،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مقترح‭ ‬أمريكي‭ ‬آخر‭ ‬يتضمن‭ ‬تخصيص‭ ‬نحو‭ ‬ملياري‭ ‬دولار‭ ‬لإنشاء‭ ‬مناطق‭ ‬‮«‬انتقالية‭ ‬إنسانية‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬محيطها،‭ ‬تُستخدم‭ ‬كمراكز‭ ‬مؤقتة‭ ‬لإعادة‭ ‬توطين‭ ‬السكان‭ ‬قبل‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬ثالثة‭. ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬هذا‭ ‬التصور‭ ‬واجه‭ ‬اعتراضات‭ ‬واسعة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬رأت‭ ‬في‭ ‬الفكرة‭ ‬محاولة‭ ‬لتأسيس‭ ‬سياسة‭ ‬طرد‭ ‬جماعي‭ ‬تُقوّض‭ ‬الثقة‭ ‬بأي‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬مستقبلية‭.‬

وأكد‭ ‬دبلوماسي‭ ‬عربي‭ ‬مطلع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القيادة‭ ‬السعودية‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬إبلاغ‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬أي‭ ‬قبول‭ ‬إقليمي،‭ ‬وقد‭ ‬تُفجّر‭ ‬الأوضاع‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬احتوائها‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا