السويداء – (أ ف ب): شنّت اسرائيل أمس غارات على القوّات الحكومية السورية بعيد دخولها مدينة السويداء التي تقطنها غالبية من الأقلية الدرزية.
ودخلت قوات السلطات الانتقالية السورية المدينة الواقعة في جنوب البلاد صباح أمس، وأعلنت وقف إطلاق النار فيها، وذلك بعد مقتل أكثر من مائة شخص في اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو اندلعت في المحافظة الأحد.
وأعلنت القوات الحكومية صباح أمس أنها ستدخل المدينة بموجب اتفاق مع وجهائها من رجال الدين الدروز، مشيرة الى فرض حظر تجول في أنحائها. وبعيد تقدمها، دارت اشتباكات بينها وبين مسلحين من الدروز.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه بدأ «بتوجيهات من المستوى السياسي... مهاجمة آليات عسكرية تابعة للنظام السوري في منطقة السويداء».
وبعد ساعات من دخول القوات الحكومية السورية مدينة السويداء، أعلن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة وقفا تاما لإطلاق النار بعد اتفاق مع وجهاء المدينة.
لكن على الأرض، أفاد شهود بتواصل المواجهات.
وقال أحد سكان السويداء لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه: «أنا في وسط السويداء، أصوات اطلاق النار مستمرة، جرت حالات نهب وسرقة وقتل واعدامات ميدانية وحرق لمحلات تجارية ومنازل وهناك عشرات المخطوفين من المدنيين لا نعرف عنهم شيئا».
وكانت هيئات روحية درزية، من بينها الشيخ البارز حكمت الهجري، قد دعت في بيانات المقاتلين إلى تسليم سلاحهم وعدم مواجهة القوات الحكومية. لكن الهجري عاد ودعا في بيان مصوّر إلى «التصدي لهذه الحملة البريرية بكل الوسائل المتاحة»، موضحا «رغم قبولنا بهذا البيان المذل من اجل سلامة اهلنا واولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العزل».
وعقد اجتماع ظهر أمس في مضافة الشيخ الدرزي البارز يوسف جربوع مع قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء أحمد الدالاتي بحضور عدد من الوجهاء، للحديث عن ترتيبات وقف إطلاق النار، بحسب مصدر مقرّب من المجتمعين.
ودعت وزارة الدفاع بعد دخول السويداء الأهالي الى «التزام المنازل» وقالت: إن «المجموعات الخارجة عن القانون تحاول الهروب من المواجهة عبر الانسحاب إلى وسط مدينة السويداء».
وأعلنت القوات الحكومية الاثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت إلى جانب المسلحين من البدو.
وأفاد المرصد أمس عن مقتل 19 مدنيا درزيا في عمليات «إعدام ميدانية» نفذتها قوات الأمن السورية في السويداء، بينهم 12 في مضافة لإحدى العائلات.
وفي وقت سابق أفاد المرصد عن مقتل 116 شخصا في المواجهات، من بينهم 64 درزيا، غالبيتهم مقاتلون وامرأتين وطفلين، بالإضافة إلى 34 من القوات الحكومية و18 المسلحين البدو. وأعلنت وزارة الدفاع السورية من جهتها مقتل 18 من قواتها في المواجهات.
وتأتي أعمال العنف هذه بعد نحو شهرين من مواجهات قرب دمشق بين مسلحين دروز وقوات الأمن اسفرت عن مقتل 119 شخصا. وعلى إثرها، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد، تولى بموجبها مسلحون دروز إدارة الامن في المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك