يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
التضامن مع قطر.. والرسالة لإيران
منذ اللحظة الأولى لوقوع الهجوم الصاروخي الإيراني على قطر بادرت البحرين على الفور بإعلان موقف حاسم وحازم من الهجوم.
فور وقوع الهجوم، أجرى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اتصالًا هاتفيًا مع سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وفي الاتصال لخص جلالته موقف البحرين في نقاط ثلاث: تضامن مملكة البحرين الكامل مع قطر الشقيقة، وإدانة البحرين الشديدة للهجوم الذي يعد انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومخالفة واضحة لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحد، ووضع البحرين كل إمكاناتها لمساندة دولة قطر الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات.
موقف البحرين الواضح الحازم على هذا النحو من الاعتداء الإيراني على قطر أكدته وزارة الخارجية في بيانها، كما أكده مندوب البحرين في الأمم المتحدة في مجلس الأمن.
كل دول مجلس التعاون بادرت أيضا بالتعبير عن التضامن الكامل مع قطر، وإدانة الاعتداء الإيراني.
هذا الموقف الذي اتخذته البحرين وكل دول مجلس التعاون مهم وبمثابة رسالة واضحة إلى إيران، فنحن إزاء تطور خطير وعمل عدواني سافر أقدمت عليه إيران.
الخطير فيما فعلته إيران بهذا الهجوم أنه ليس له أي مبرر على الإطلاق، وخصوصا على ضوء الموقف الذي اتخذته دول مجلس التعاون من الهجوم الإسرائيلي على إيران.
منذ بدء الهجوم الإسرائيلي أدانته فورا وبلا تردد كل دول مجلس التعاون، واعتبرته انتهاكا لسيادة إيران واستقلالها وخرقا للقانون الدولي وتهديدا لأمن المنطقة، وأعربت عن تضامنها مع إيران.
ولم تكتف دول مجلس التعاون بهذا، بل جندت كل علاقاتها واتصالاتها الدولية من اجل العمل على وقف الهجوم.
دول مجلس التعاون اتخذت هذا الموقف من الهجوم على إيران كموقف مبدئي. وعلى الرغم من تاريخ إيران الطويل العدواني تجاه الدول الخليجية العربية وتدخلاتها السافرة في شؤونها الداخلية ودعمها لجماعات إرهابية طائفية.. وهكذا.
وغير هذا، ليس لدول مجلس التعاون دخل ولا علاقة بالأزمة بين إيران وإسرائيل وأمريكا. والقاذفات الأمريكية التي ضربت منشآت نووية إيرانية لم تنطلق أي منها من أي دولة خليجية، وإنما انطلقت من أمريكا مباشرة نحو إيران.
على ضوء كل هذا، نفهم سبب الغضب الشديد لدول مجلس التعاون وإدانتها للاعتداء الإيراني على قطر.
هذا الموقف الذي اتخذته دول مجلس التعاون له أهمية كبرى لأسباب كثيرة.
هو أولا تأكيد لمبدأ وحدة الأمن الخليجي، وأن أي تهديد أو اعتداء على أي دولة في المجلس هو تهديد واعتداء على كل دوله، وأن هناك التزاما جماعيا باتخاذ موقف موحد.
الأمر الثاني أنه في الوقت الذي يدور فيه الحديث منذ فترة عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون وإيران، فإن هذه العلاقات يجب أن تقوم على أسس واضحة من احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حسن الجوار.
وموقف مجلس التعاون الأخير من الهجوم على قطر هو رسالة واضحة إلى إيران بأنه لا يمكن أبدا قبول علاقات تقوم على انتهاك السيادة والاعتداء وخرق القانون الدولي على نحو ما حدث.
هذه هي الرسالة الخليجية العربية لإيران.
وعلى أي حال، دول مجلس التعاون، وكل الدول العربية، مطالبة اليوم ببحث هادئ وصريح لمستقبل المنطقة ومستقبل السياسات العربية التي من المفترض اتباعها، والمواقف من مختلف القوى الإقليمية والدولية.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك