العدد : ١٧٢٦٠ - الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٦٠ - الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

مجموعة متطرفة غير معروفة تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

دمشق‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تبنّت‭ ‬مجموعة‭ ‬جهادية‭ ‬متطرفة‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الهجوم‭ ‬الانتحاري‭ ‬الدامي‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬كنيسة‭ ‬مار‭ ‬الياس‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬السلطات‭ ‬نسبته‭ ‬الى‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭. ‬وأسفر‭ ‬هجوم‭ ‬نفذه‭ ‬انتحاري‭ ‬الأحد‭ ‬على‭ ‬الكنيسة‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬الدويلعة‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬25‭ ‬شخصا‭ ‬وإصابة‭ ‬العشرات‭ ‬بجروح،‭ ‬ما‭ ‬جدّد‭ ‬مخاوف‭ ‬الأقليات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬حضّ‭ ‬مرارا‭ ‬السلطة‭ ‬الانتقالية‭ ‬على‭ ‬حمايتها‭ ‬وإشراكها‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭. ‬

وأوردت‭ ‬‮«‬سرايا‭ ‬أنصار‭ ‬السنّة‮»‬‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬تلغرام،‭ ‬‮«‬أقدم‭ ‬الأخ‭ ‬الاستشهادي‭ ‬محمّد‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬أبو‭ ‬عثمان‭.. ‬على‭ ‬تفجير‭ ‬كنيسة‭ ‬مار‭ ‬إلياس‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬العملية‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬استفزاز‮»‬‭ ‬من‭ ‬مسيحيي‭ ‬دمشق‭ ‬‮«‬في‭ ‬حق‭ ‬الدعوة‭ ‬وأهل‭ ‬الملَّة‮»‬‭. ‬واعتبرت‭ ‬المجموعة،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬بعيد‭ ‬إطاحة‭ ‬الحكم‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬ديسمبر،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬إعلام‭ ‬حكومة‭ ‬الجولاني‭ ‬عار‭ ‬عن‭ ‬الصحة‮»‬،‭ ‬مهددة‭ ‬بأن‭ ‬جنودها‭ ‬‮«‬من‭ ‬استشهاديين‭ ‬وانغماسيين،‭ ‬على‭ ‬أتمّ‭ ‬الجاهزية،‭ ‬عدة‭ ‬وعددا‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬الداخلية‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬الأحد‭ ‬إن‭ ‬منفذ‭ ‬الهجوم‭ ‬‮«‬يتبع‭ ‬لتنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابي‮»‬‭. ‬وألقت‭ ‬الإثنين‭ ‬‮«‬القبض‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجرمين‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الهجوم‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬أمنية‭ ‬‮«‬ضد‭ ‬خلايا‭ ‬تابعة‭ ‬لتنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابي‮»‬‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬دمشق‭. ‬ولم‭ ‬يتبن‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الهجوم‭. ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬أول‭ ‬هجوم‭ ‬انتحاري‭ ‬داخل‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬النزاع‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬إذ‭ ‬سبق‭ ‬وتضررت‭ ‬كنائس‭ ‬عدة‭ ‬أو‭ ‬تعرض‭ ‬محيطها‭ ‬لهجمات،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستهدف‭ ‬هجوم‭ ‬مباشر‭ ‬المصلين‭ ‬داخلها‭. ‬

وكان‭ ‬إشكال‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬أمام‭ ‬الكنيسة،‭ ‬بعدما‭ ‬اعترض‭ ‬سكان‭ ‬على‭ ‬توقف‭ ‬سيارة‭ ‬دعوية‭ ‬بثّت‭ ‬عبر‭ ‬مكبر‭ ‬الصوت‭ ‬أناشيد‭ ‬اسلامية‭ ‬وأجبروا‭ ‬ركابها‭ ‬على‭ ‬المغادرة‭. ‬وتدخل‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬لاحقا‭ ‬لاحتواء‭ ‬الوضع‭. ‬وأعقب‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬الكنيسة‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬ذات‭ ‬خلفية‭ ‬طائفية‭ ‬أسفرت‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬1700‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬السوري،‭ ‬غالبيتهم‭ ‬الساحقة‭ ‬علويون،‭ ‬ثم‭ ‬اشتباكات‭ ‬مع‭ ‬مسلحين‭ ‬دروز‭ ‬قرب‭ ‬دمشق‭ ‬أوقعت‭ ‬عشرات‭ ‬القتلى‭. ‬وفاقم‭ ‬ذلك‭ ‬مخاوف‭ ‬الأقليات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬كذلك‭ ‬لمضايقات‭ ‬وانتهاكات‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تُصنّف‭ ‬‮«‬فردية‮»‬،‭ ‬وأوحت‭ ‬بعض‭ ‬الاجراءات‭ ‬والقرارات‭ ‬الرسمية‭ ‬بتوجه‭ ‬لفرض‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬الشخصية‭.‬

ويشكل‭ ‬بسط‭ ‬الأمن‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الرئيس‭ ‬الانتقالي‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مناطق‭ ‬خارج‭ ‬سيطرته‭ ‬أمنيا‭ ‬وانضواء‭ ‬مجموعات‭ ‬مسلحة‭ ‬ذات‭ ‬خلفيات‭ ‬عدة‭ ‬بينها‭ ‬جهادية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجيش‭ ‬الجديد‭. ‬ولا‭ ‬يُعرف‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬‮«‬سرايا‭ ‬أنصار‭ ‬السنة‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬منشوراتها‭ ‬تتضمن‭ ‬انتقادات‭ ‬للشرع‭ ‬وسلطته‭. ‬ووفق‭ ‬أيمن‭ ‬التميمي،‭ ‬وهو‭ ‬محلل‭ ‬وباحث‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬فإن‭ ‬المجموعة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬فصيلا‭ ‬منشقا‭ ‬مؤيدا‭ ‬لتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬تشكّل‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬انشقت‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وفصائل‭ ‬أخرى،‭ ‬لكنها‭ ‬تعمل‭ ‬حاليا‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‮»‬‭ ‬عن‭ ‬التنظيم‭. ‬ولا‭ ‬يستبعد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كذلك‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬واجهة‮»‬‭ ‬للتنظيم‭ ‬المتطرف‭. ‬

ويقود‭ ‬المجموعة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ينقل‭ ‬التميمي‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬منها،‭ ‬قيادي‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام،‭ ‬الفصيل‭ ‬الذي‭ ‬ترأسه‭ ‬الشرع‭ ‬وقاد‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬أطاح‭ ‬الأسد‭. ‬وتضم‭ ‬في‭ ‬قيادتها‭ ‬عضوا‭ ‬سابقا‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬حراس‭ ‬الدين،‭ ‬المرتبط‭ ‬بتنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬والذي‭ ‬أعلن‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬حل‭ ‬نفسه،‭ ‬بعيد‭ ‬إطاحة‭ ‬الحكم‭ ‬السابق‭. ‬وسبق‭ ‬للمجموعة،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭ ‬السوري،‭ ‬أن‭ ‬هددت‭ ‬باستهداف‭ ‬الأقلية‭ ‬العلوية‭. ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬السوري‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا