مستشار الرئيس الروسي: توقيع 1060 اتفاقية بقيمة 83 مليار دولار خلال المنتدى
اللقاءات الثنائية مع الجانب البحريني حملت مؤشرات إيجابية لعلاقات اقتصادية أكثر عمقًا في المستقبل
سانت بطرسبرغ – عبدالمجيد حاجي وعلي عبدالخالق:
تصوير - محمود بابا
أكد أنطون كوبياكوف، مستشار الرئيس الروسي ومنسق منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أن نسخة 2025 من المنتدى كرّست موقعها كمنصة اقتصادية عالمية فاعلة، في ظل حضور قياسي وتوقيع اتفاقيات استراتيجية تعكس حجم الثقة الدولية.
وقال كوبياكوف خلال المؤتمر الصحفي الختامي للمنتدى: شارك هذا العام أكثر من 20,000 شخص من 144 دولة، من ضمنهم رؤساء دول وحكومات، ووزراء، ورؤساء شركات ومؤسسات استثمارية كبرى. وقد تم توقيع 1060 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة إجمالية بلغت 6,3 تريليونات روبل (ما يعادل 83 مليار دولار أمريكي تقريبا).
وأشار إلى أن المنتدى تضمن أكثر من 350 فعالية، شملت 24 حوارًا اقتصاديًا ثنائيًا، إلى جانب تنظيم 30 فعالية رياضية و18 مسابقة، مما يعكس تنوع المنتدى بين الجوانب الاقتصادية والرياضية والثقافية.
وردًا على سؤال «أخبار الخليج»، ثمّن كوبياكوف زيارة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، مترأسًا وفد مملكة البحرين، مؤكدًا أن اللقاء الثنائي الذي جمع سموه بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين كان من أبرز محطات المنتدى.
وقال: «مباحثات سمو الشيخ ناصر مع القيادة الروسية كانت مثمرة وتعكس عمق العلاقات الثنائية. البحرين شريك استراتيجي، ووجودها كضيف شرف هذا العام يؤكد متانة الروابط بين روسيا والبحرين ودول الخليج عموماً».
وأشار إلى «أن مشاركة مملكة البحرين كضيف شرف هذا العام أضفت زخمًا خاصًا على فعاليات المنتدى، وأسهمت في توسيع آفاق التعاون بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدًا أن اللقاءات التي جرت مع الجانب البحريني حملت مؤشرات إيجابية لعلاقات اقتصادية أكثر عمقًا في المستقبل».
كما كشف كوبياكوف أن المملكة العربية السعودية ستكون ضيف شرف منتدى سان بطرسبورغ 2026، مضيفًا أن العلاقات الروسية الخليجية تشهد نموًا مطردًا على جميع المستويات، لاسيما في مجالات الطاقة، الاستثمار، والتقنية.
وفي تعليقه على التطورات الدولية، قال كوبياكوف: «منتدى هذا العام لم يكن بمنأى عن التغيرات الجيوسياسية. الصراع الروسي الأوكراني يؤثر على موازين الاقتصاد العالمي، ويدفعنا إلى تعزيز الشراكات مع آسيا، وأفريقيا، والعالم العربي. أثبتنا أننا قادرون على تجاوز القيود والعقوبات عبر تنويع الشراكات وفتح أسواق بديلة».
وفيما يخص منطقة الشرق الأوسط، قال: «التصعيد بين إيران وإسرائيل مصدر قلق لنا جميعًا. أي اضطراب واسع النطاق ستكون له انعكاسات مباشرة على استقرار أسواق الطاقة. ندعو إلى التهدئة وضبط النفس».
وبخصوص التعريفات الأمريكية الجديدة، علّق كوبياكوف: «الحمائية التجارية تقوّض النمو العالمي. ندعم اقتصادًا عالميًا أكثر عدالة وتوازنًا، خاليًا من التسييس والضغوط». وختم قائلاً: «نجاح منتدى 2025 يتجلى في الحوارات والشراكات التي ستثمر قريبًا مشاريع ملموسة بين الشرق والغرب».
مدير منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي:
البحرين شريك واعد ونرحب بتعزيز حضورها في المنصات الدولية
توسيع مجالات التعاون في الابتكار والاستثمار وريادة الأعمال مع البحرين
أكد أليكسي فالكوف، نائب مدير مؤسسة «روس كونغرس» ومدير منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أهمية مشاركة مملكة البحرين في النسخة الحالية من المنتدى، مشيرًا إلى أن المنتدى أصبح منصة رائدة للحوار الاقتصادي العالمي وتعزيز الشراكات بين الشرق والغرب.
وقال فالكوف في إجابته عن سؤال «أخبار الخليج» خلال مؤتمر صحفي انعقد على هامش المنتدى: «نثمّن مشاركة مملكة البحرين هذا العام كضيف شرف، ونعتبرها شريكاً استراتيجياً في منطقة الخليج العربي. المنتدى ليس مجرد حدث اقتصادي، بل مساحة لبناء الثقة وتأسيس مشاريع ممتدة بين الحكومات وقطاع الأعمال. نرحب بالمزيد من الحضور البحريني في فعالياتنا المستقبلية، سواء عبر ممثلي الحكومة أو القطاع الخاص، ونتطلع لتوسيع مجالات التعاون في الابتكار والاستثمار وريادة الأعمال».
ويُعد فالكوف من أبرز الشخصيات التنظيمية في روسيا، حيث تخرج في جامعتي العلاقات الدولية والعلوم السياسية بسان بطرسبورغ، وانضم إلى «روس كونغرس» عام 2009. ومنذ 2017، يشغل منصب مدير المنتدى، كما ترأس مشاريع كبرى، من بينها الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية بالأمم المتحدة في 2019، ومؤتمر العلماء الشباب الحائز عدة جوائز.
من جانبه، صرّح أرمين خاتشاتريان، نائب الرئيس التنفيذي ومدير البرنامج في مؤسسة «روس كونغرس»، وعضو المجلس العام في منتدى الشراكة الروسية الإفريقية، بأن برنامج منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي لعام 2025 يعكس التحولات العالمية واهتمامات الشركاء الدوليين، مؤكداً أن تصميم البرنامج يتم بعناية فائقة لضمان التنوع والعمق في الطروحات.
وقال خاتشاتريان في حديث لـ«أخبار الخليج» إن المنتدى هذا العام ركّز على قضايا النمو الاقتصادي في بيئة عالمية متغيرة، والابتكار الرقمي، وأمن الطاقة، إضافة إلى موضوعات التعاون جنوب-جنوب، التي لاقت اهتماماً واسعاً من الوفود القادمة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويشغل خاتشاتريان منصب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة روس كونغرس، ويشرف على إعداد البرامج الرئيسية للمنتديات الدولية الكبرى، كما يُعدّ من أبرز المتخصصين في العلاقات الدولية وبرامج الحوار متعدد الأطراف.
وقال: «نعتمد في تشكيل برنامج SPIEF على مجموعة من العوامل، أبرزها التوجهات الاقتصادية العالمية، ومدخلات شركائنا الدوليين، إضافة إلى تقييم نتائج المنتديات السابقة. نحن لا نختار المواضيع نظرياً، بل نستجيب للتحديات الفعلية التي تواجه الحكومات والشركات حول العالم، مما يجعل المنتدى منصة ذات صلة واهتمام حقيقي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك