الوكالات: شنت إسرائيل أمس سلسلة ضربات غير مسبوقة على مواقع نووية وعسكرية في إيران شملت منشأة نطنز وطهران ومدن أخرى، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين كبار، بينما توعدت طهران بالرد معتبرة ما حصل «إعلان حرب».
وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن «الهجمات المقبلة» على إيران ستكون «أكثر عنفا».
وأدت الضربات إلى إصابة 95 شخصا في انحاء مختلفة من إيران، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أجهزة طرد مركزية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منشأة نطنز وسط إيران، فيما أكدت طهران أن معظم الأضرار اللاحقة بالمنشأة «سطحية».
وبعد ساعات من الضربات التي نفذت فجر أمس، تحدث الاعلام الإيراني عن اندلاع حريق في مطار تبريز (شمال غرب).
وقتل في الضربات رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، أعلى مسؤول في الهيكلية العسكرية، فضلا عن حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإسلامي، وقائد القوة الجوفضائية للحرس أمير علي حاجي زاده.
كما قتل ستة علماء نوويين كبار بحسب الإعلام الإيراني.
وأصيب بالهجوم أيضا علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، على ما أعلن التلفزيون.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الضربات أدت إلى قتل معظم كبار قادة القوة الجوفضائية في الحرس الثوري «أثناء اجتماعهم في مقرهم السري».
وأطلقت طهران نحو مائة مسيّرة باتجاه اسرائيل على ما أفاد الجيش الإسرائيلي الذي عمل على اعتراضها خارج اسرائيل.
وأتى الهجوم الإسرائيلي في خضم مباحثات نووية بين إيران والولايات المتحدة، كانت الجولة المقبلة منها مقررة في مسقط غدا.
وانتشرت تقارير كثيرة في الأيام الأخيرة عن احتمال حصول ضربة إسرائيلية قوية لطهران.
وبدأت الضربات خلال الليل واستهدفت مناطق عدة بينها طهران.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية ستتواصل «ما يلزم من أيام»، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية تواصل ضرب الأراضي الإيرانية.
وأكد نتنياهو أن الضربات الأولى كانت «ناجحة للغاية».
وأصيب 95 شخصا ونقلوا إلى المستشفيات «في 12 محافظة في البلاد استهدفت» بالضربات بحسب الناطق باسم أجهزة الطوارئ الوطنية مجتبى خالدي في تصريح للتلفزيون الرسمي.
وكان التلفزيون قد تحدث عن «انفجارات قوية» في مبانٍ سكنية في العاصمة.
ودمرت الضربات الطوابق العليا في بعض الأبنية فيما تضررت واجهات مبان أخرى بحسب أحد مصوري وكالة فرانس برس. وأصيب كذلك مقر قيادة الحرس الثوري.
وهتف إيرانيون تظاهروا في وسط العاصمة: «الموت لإسرائيل! الموت لأمريكا!».
وقال الجيش الإسرائيلي إن حوالي 200 من طائراته الحربية شاركت في الضربات على حوالي مائة هدف من منشآت نووية ومواقع عسكرية.
وبعد ساعات على أولى الضربات قال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت «حوالي مائة مسيرة» باتجاه إسرائيل، مؤكدا ان قواته بدأت اعتراضها خارج مجالها الجوي.
كذلك، أكد الأردن اعتراض مسيرات وصواريخ انتهكت مجاله الجوي.
وقال التلفزيون الإيراني إن موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم «استهدف مرات عدة»، وبث مشاهد تظهر تصاعد الدخان الكثيف فوقه.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن المنشآت النووية «يجب ألا تهاجم أبدا»، داعية كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد.
وأكد نتانياهو: «لقد ضربنا قلب البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم. لقد ضربنا قلب البرنامج النووي العسكري الإيراني. لقد استهدفنا منشأة التخصيب الإيرانية الرئيسية في نطنز»، مشيرا أيضا إلى أنّ الغارات استهدفت أيضا «قلب برنامج الصواريخ البالستية الإيراني».
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يملك معلومات تثبت أن طهران شارفت على «نقطة اللاعودة» نحو القنبلة النووية. وأضاف أن «النظام الإيراني كان لديه خطة ملموسة لتدمير دولة إسرائيل».
وأغلق المجال الجوي في إسرائيل وإيران والعراق وسوريا.
وأكدت إيران «حقها القانوني والمشروع» في الرد على الضربة الإسرائيلية محملة الولايات المتحدة حليفة إسرائيل «تبعات» الهجوم.
وتوعد خامنئي إسرائيل بمصير «مؤلم»، مؤكدا: «لقد أعد الكيان الصهيوني بهذه الجريمة مصيرًا مريرًا ومؤلماً لنفسه، وسيجنيه حتمًا».
وفي رسالة إلى الأمم المتحدة، وصف وزير الخارجية عباس عراقجي الهجوم بأنه «إعلان حرب»، ودعا «مجلس الأمن إلى التحرك على الفور».
وأكدت القوات المسلحة الإيرانية أن «لا حدود» في الرد. وقالت هيئة الأركان العامة: «الآن وقد تجاوز النظام المحتل للقدس كل الخطوط الحمر... (لن تكون ثمة) حدود في الرد على هذه الجريمة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك