(إرم نيوز): يحبس الشرق الأوسط أنفاسه، وتخفق قلوب شعوبه مع كل خبر عاجل، وكل تحرك عسكري، وكل تصريح غامض يصدر من عواصم القرار.
تبدو المنطقة وكأنها تسير على حافة هاوية، حيث تزدحم المؤشرات، وتتداخل رسائل الحرب مع حسابات السياسة، وتغيب الحدود بين التهديد والنية الفعلية.
الشرق الأوسط يقف على حافة الانفجار، وسط تصاعد غير مسبوق في التوترات بين إسرائيل وإيران، وتورط غير مباشر لقوى كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا.
في خضم هذه اللحظة الحرجة، تتوالى الأحداث بسرعة، ويتصارع المنطق السياسي مع جنون السلاح، بينما يطرح السؤال الصعب: إلى أين تتجه هذه الأزمة؟
الأحداث المتسارعة توحي بأن المنطقة مقبلة على تحول خطير، فقد بدأت واشنطن بسحب دبلوماسييها من العراق، وسمحت لعائلات العسكريين الأمريكيين بالمغادرة، ما يعكس تخوفاً فعلياً من عمل عسكري وشيك. في الوقت ذاته، أصدرت بريطانيا تحذيرات مباشرة بشأن مخاطر متزايدة على الملاحة البحرية في الخليج.
التحركات الإسرائيلية توصف بأنها تتجاوز مجرد التحذير أو الضغط الدبلوماسي، مع تقارير استخباراتية تؤكد أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، في لحظة تراها «نقطة ضعف إيرانية». يأتي ذلك بينما تُظهر طهران استعداداً للرد العنيف، ملوّحة باستهداف القواعد الأمريكية في حال اندلاع أي مواجهة، ومعلنة دخول صواريخ جديدة ذات قدرة تدميرية عالية إلى الخدمة.
الجانب الأمريكي يواجه تناقضاً داخلياً؛ فرغم أن الرئيس ترامب كان يرفض التصعيد سابقاً، إلا أن تصريحاته الأخيرة باتت ضبابية ومقلقة، ما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة، من بينها دعم أمريكي محدود لضربة إسرائيلية أو حتى غضّ الطرف عنها ضمنياً.
من جانبها، عبّرت إسرائيل عن استيائها العلني من تهاون المجتمع الدولي مع طهران، متهمةً إياها بإخفاء مواقع نووية ومنع المفتشين من الوصول إليها، وهو ما دعمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقرار يدين إيران رسمياً بعد سنوات من المراوغة.
في المقابل، تصف طهران القرار بأنه مسيّس، وترى فيه أداة ضغط غربية لتقويض حقها في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، مشددة على أنها سترد بـ«إجراءات رادعة».
المنطقة تعيش حالة من الترقب الحذر، والخط الفاصل بين الضغط السياسي والانزلاق إلى الحرب بات رفيعاً.. فهل نحن أمام محاولة للضغط قبيل تفاوض جديد، أم أن ضربة عسكرية فعلية تلوح في الأفق؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك