طهران - (أ ف ب): هددت إيران أمس باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع في وقت يستعد البلدان الخصمان لجولة مباحثات نووية جديدة في ظل الخلاف بشأن تخصيب اليورانيوم.
وقال وزير الدفاع عزيز ناصر زاده ردا على التهديدات الأمريكية بالتحرك عسكريا إذا فشلت المفاوضات: «نحن نأمل أن تصل المفاوضات إلى نتيجة ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا».
وتابع: «لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعدها. سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها»، مضيفا «وفي هذه الحالة، ستضطر أمريكا إلى مغادرة المنطقة».
وتملك الولايات المتحدة العديد من القواعد العسكرية في دول مجاورة لإيران، كبراها في قطر، حيث مقر القيادة العسكرية الوسطى الأمريكية (سنتكوم).
وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ أبريل، بوساطة من سلطنة عُمان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان الثلاثاء إنه «من المقرر عقد الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأحد المقبل في مسقط»، عاصمة سلطنة عُمان.
ولم يصدر تعليق بعد من السلطنة التي استضافت بعض الجولات السابقة، في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين إن المحادثات قد تعقد الخميس.
وفي حديث مع «نيويورك بوست» نشر الأربعاء، قال ترامب «أصبحت أقل ثقة بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق» مع إيران حول الملف النووي.
وأضاف الرئيس الأمريكي الذي هدد مرارا باللجوء إلى عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية «يبدو أنهم يماطلون».
ويسعى الطرفان إلى التوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي بدلا من اتفاق عام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة منه. وتريد واشنطن والأطراف الغربيون ضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، وهو ما تنفي طهران بشدة سعيها إليه، وتطلب في المقابل رفع العقوبات التي تشلّ اقتصادها.
وتتباين مواقف البلدين بشأن قضية احتفاظ طهران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم. ففي حين تطالب الولايات المتحدة إيران بالتخلي عن هذه النشاطات، تعتبرها إيران «حقا» لها غير قابل للتفاوض، تكفله معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقّعتها.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة أسلحة نووية التي تُخصّب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ (60%)، ما يتجاوز بكثير حد 3,67% الذي حدده اتفاق 2015 بين طهران والقوى الكبرى.
وكانت جولات التفاوض الخمس التي عقدها الطرفان أعلى مستوى من الاتصال بين البلدين منذ سحب ترامب بلاده من اتفاق عام 2015 خلال ولايته الأولى، معيدا فرض عقوبات على إيران.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك