بيروت – (أ ف ب): توعدت إسرائيل أمس الجمعة بأنها ستواصل شنّ ضربات في لبنان إذا لم تنزع السلطات سلاح حزب الله، غداة سلسلة غارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في هجوم اعتبره المسؤولون اللبنانيون انتهاكا «سافرا» لاتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية والحزب. وهذه المرة الرابعة التي تستهدف فيها إسرائيل الضاحية التي تعد معقلا للحزب المدعوم من إيران، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بعد نزاع امتد أكثر من عام على خلفية الحرب في غزة.
وعلى رغم الاتفاق، واصلت إسرائيل شنّ ضربات تقول إنها تستهدف عناصر أو مواقع للحزب، مؤكدة أنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تكبد خلالها خسائر كبيرة. واستُهدفت الضاحية آخر مرة في 27 أبريل. وسبق الغارات إنذار إسرائيلي للإخلاء، ما تسبب بحركة نزوح كبيرة للسكان في الضاحية الجنوبية وازدحام مروري خانق في شوارعها، بينما قام كثيرون بإطلاق النار في الهواء لتحذير سكان المناطق المحددة بوجوب مغادرتها. وصباح أمس الجمعة، شاهد مراسل وكالة فرانس برس دمارا كبيرا في مكان وقوع الغارات التي أتت عشية عيد الأضحى، فيما كان يعود بعض السكان الذين فروا مساء الخميس إلى منازلهم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان أمس الجمعة: «لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن دولة إسرائيل». أضاف «يجب احترام الاتفاقات، وإذا لم تفعلوا ما هو مطلوب، سنواصل التحرك، وبقوة كبيرة». وتعرضت الضاحية الجنوبية لحوالي عشر غارات، اثنتان منها «عنيفتان» بحسب وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية. وأكد وزير الصحة اللبناني ركان ناصر الدين إصابة عدد من الأشخاص بجروح «نتيجة الدمار الكبير وتساقط زجاج المباني المستهدفة وتلك المحيطة بها».
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أهدافا تابعة لـ«الوحدة الجوية» في حزب الله، خصوصا مواقع تحت الأرض لإنتاج الطائرات المسيّرة. وندّد الرئيس اللبناني جوزيف عون الخميس بـ«استباحة سافرة» من قبل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما دعا رئيس الوزراء نواف سلام المجتمع الدولي الى «تحمّل مسؤولياته في ردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها والعمل على إلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة». من جهته، حضّ النائب عن حزب الله علي عمار «كافة القوى السياسية اللبنانية، بمختلف انتماءاتها (على) ترجمة بيانات الإدانة إلى خطوات عملية وحاسمة» تشمل الضغط دبلوماسيا لوضع حد للهجمات الإسرائيلية.
أما إيران الداعمة لحزب الله، فوصفت الضربات بأنها «عمل عدواني صارخ ضد سلامة أراضي لبنان وسيادته»، بحسب ما جاء على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي. وقالت قيادة الجيش اللبناني أمس الجمعة إنها «فور إعلان العدو الإسرائيلي عن تهديداته، باشرت التنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية لمنع وقوع الاعتداء»، مضيفة أنها أرسلت «دوريات إلى عدد من المواقع للكشف عليها بالرغم من رفض العدو للاقتراح». وتابع الجيش في بيان أن «إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الاتفاقية ورفضه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش، ومن شأنه أن يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية».
وقال مسؤول عسكري لبناني لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته: «حاول الجيش التوجه إلى أحد المواقع المذكورة في الدعوة إلى الإخلاء، لكن الضربات التحذيرية الإسرائيلية منعته من تنفيذ مهمته».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك