العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

غضب في مجلس الأمن بعد فيتو أمريكي ضد مشروع قرار لوقف النار في غزة

الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

الامم‭ ‬المتحدة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أثارت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأربعاء‭ ‬غضب‭ ‬بقية‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬باستخدامها‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ (‬الفيتو‭) ‬ضدّ‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وإتاحة‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الانسانية‭ ‬بدون‭ ‬قيود‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬المحاصر،‭ ‬مبرّرة‭ ‬خطوتها‭ ‬بأن‭ ‬النصّ‭ ‬يُقوّض‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرامية‭ ‬الى‭ ‬حلّ‭ ‬النزاع‭. ‬

وانتقد‭ ‬السفير‭ ‬الباكستاني‭ ‬عاصم‭ ‬افتخار‭ ‬أحمد‭ ‬بشدّة‭ ‬الفيتو‭ ‬الأمريكي،‭ ‬معتبرا‭ ‬إياه‭ ‬ضوءا‭ ‬أخضر‭ ‬لإبادة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬و«وصمة‭ ‬عار‭ ‬أخلاقية‭ ‬في‭ ‬ضمير‮»‬‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭. ‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬نظيره‭ ‬الجزائري،‭ ‬عمّار‭ ‬بن‭ ‬جامع‭: ‬إنّ‭ ‬‮«‬الصمت‭ ‬لا‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬الموتى،‭ ‬ولا‭ ‬يمسك‭ ‬بأيدي‭ ‬المحتضرين،‭ ‬ولا‭ ‬يواجه‭ ‬تداعيات‭ ‬الظلم‮»‬‭. ‬

أمّا‭ ‬السفير‭ ‬السلوفيني‭ ‬صموئيل‭ ‬زبوغار‭ ‬فقال‭: ‬إنّه‭ ‬‮«‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تُختبر‭ ‬فيه‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإنّ‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬هذا‭ ‬وُلد‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬شعورنا‭ ‬المشترك‭ ‬بالمسؤولية‭. ‬مسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬وتجاه‭ ‬الرهائن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬و«مسؤولية‭ ‬أمام‭ ‬التاريخ‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬كفى،‭ ‬كفى‭!‬‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جهتهما‭ ‬أعرب‭ ‬سفيرا‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬أسفهما‮»‬‭ ‬لنتيجة‭ ‬التصويت،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ألقى‭ ‬السفير‭ ‬الصيني‭ ‬فو‭ ‬كونغ‭ ‬باللوم‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬داعيا‭ ‬إيّاها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التخلّي‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬السياسية‭ ‬وتبنّي‭ ‬موقف‭ ‬عادل‭ ‬ومسؤول‮»‬‭. ‬

وهذا‭ ‬أول‭ ‬فيتو‭ ‬تستخدمه‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬منذ‭ ‬عاد‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭. ‬

وحصل‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬طُرح‭ ‬للتصويت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأعضاء‭ ‬العشرة‭ ‬غير‭ ‬الدائمين‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬على‭ ‬14‭ ‬صوتا‭ ‬لصالحه‭ ‬وصوت‭ ‬واحد‭ ‬ضده‭. ‬ودعا‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬وغير‭ ‬مشروط‭ ‬ودائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‮»‬‭ ‬والإفراج‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬عن‭ ‬الرهائن‭. ‬كما‭ ‬سلّط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬الكارثي‮»‬‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬الرفع‭ ‬‮«‬الفوري‭ ‬وغير‭ ‬المشروط‭ ‬لكل‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬وتوزيعها‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

ونددت‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬على‭ ‬تلجرام‭ ‬بالقرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬وقالت‭ ‬على‭ ‬تلغرام‭ ‬‮«‬الفيتو‭ ‬الأمريكي‭ ‬يُجسّد‭ ‬انحياز‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأعمى‭ ‬لحكومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ويدعم‭ ‬جرائمها‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬

وكان‭ ‬السفير‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رياض‭ ‬منصور‭ ‬قد‭ ‬قال‭ ‬الثلاثاء‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يُمكنكم‭ ‬أن‭ ‬تشهدوا‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭... ‬وتقبلوا‭ ‬أن‭ ‬تكونوا‭ ‬عاجزين،‭ ‬عليكم‭ ‬أن‭ ‬تتحركوا‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬منسق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬توم‭ ‬فليتشر‭ ‬ودعا‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬منع‭ ‬الإبادة‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭.  ‬

وحذّر‭ ‬من‭ ‬أنّه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استخدام‭ ‬الفيتو،‭ ‬سيكون‭ ‬الضغط‭ ‬‮«‬على‭ ‬من‭ ‬يمنعون‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياته‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬سيُحاسبنا‭ ‬التاريخ‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعلناه‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭. ‬

وقبيل‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬النصّ،‭ ‬قالت‭ ‬المندوبة‭ ‬الأمريكية‭ ‬دوروثي‭ ‬شيا‭: ‬إنّ‭ ‬‮«‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬أن‭ ‬يُقوّض‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرامية‭ ‬للتوصّل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬يعكس‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ويُشجّع‭ ‬حماس‭. ‬كذلك‭ ‬فإنّ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬يرسي‭ ‬مساواة‭ ‬زائفة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‮»‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيرها‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬وصف‭ ‬السفير‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬داني‭ ‬دانون‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬بأنه‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬هدية‭ ‬لحماس‮»‬،‭ ‬وشكر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬‮«‬وقوفها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحق‮»‬‭ ‬بوأده‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا