في عدد صحيفة أخبار الخليج رقم 16525 الصادر بتاريخ 21 يونيو 2023، وتحت عنوان «محطات عقارية»، نشرت مقالاً حذّرت فيه بشكل صريح من خطر داهم يتعلق بزراعة أشجار الواشنطونيا بكثافة في مسافة الأمان عند مدخل ومخرج منطقة سار.
وجاء في المقال بالنص: «تمت زراعة أشجار الواشنطونيا بكثافة في مسافة الأمان التي يُمنع حتى وقوف السيارات بها، وهذا ما ينذر بحوادث خطرة لا سمح الله، فمثلاً لو سيارة اضطرت الى التجاوز، هل ستذهب السيارة الأخرى في حضن الأشجار؟!»
لم يكن هذا التحذير تنبؤاً عابراً، بل توصيفاً دقيقاً لواقع هندسي خطير. والمؤسف أنه تم تجاهله آنذاك من الجهات المختصة رغم وضوحه ومباشرته.
اليوم… وقع ما حذرنا منه
فللأسف، وقع الحادث المؤلم الذي حذّرنا منه في ذات الموقع تماماً. حادث مروري مروّع وقع قبل أيام، وأودى بحياة شخصين، وأدى إلى إصابة أطفالهما الثلاثة وهم في حالة حرجة. والمأساة أن سيناريو الحادث مطابق تماماً لما تم التنبيه إليه في المقال المنشور قبل عام ونصف.
فقد تحوّلت مسافة الأمان إلى أحواض زراعية برصيف مغلق بأشجار ذات جذوع كبيرة، تمنع المركبات من التوقف الاضطراري أو الخروج من المسار، في شارع ضيق بمسار واحد فقط، من دون أي مراعاة لحالات الطوارئ أو التجاوز.
غياب تام لرد الجهات المعنية:
من المؤسف أن الجهات المعنية لم ترد أو تعلق على ما نُشر في حينه، ولم يصدر عنهما أي تفاعل رسمي رغم وضوح التحذير وخطورته. إن هذا التجاهل لما تطرحه الصحافة يطرح بحد ذاته تساؤلات مشروعة حول مدى وآليات التفاعل مع الإعلام المسؤول انطلاقا من أهمية العمل التكاملي لتفادي الأخطاء قبل أن تتحول إلى كوارث.
مطالبنا اليوم واضحة وعاجلة
نكرر اليوم، بعد أن وقعت الكارثة فعلياً، ما ورد سابقاً من دعوات مهنية مسؤولة:
1- إزالة الأشجار المزروعة فوراً في مسافات الأمان عند مداخل ومخارج سار.
2- إعادة توزيعها وزراعتها في أماكن آمنة وجمالية، مثل شارع «سار 15» الجديد أو غيره.
3- مراجعة السياسات الحالية للتشجير الحضري، بحيث لا يُقدَّم الجمال على حساب سلامة الإنسان.
4- فتح تحقيق مهني نزيه في ملابسات إهمال التحذير الذي نُشر سابقًا.
5- إعادة تقييم البنية الهندسية للمدخل والمخرج في ضوء معايير السلامة الدولية.
السلامة ليست خياراً
إننا نؤمن بأن السلامة المرورية يجب أن تكون أولوية مطلقة في كل قرار تخطيطي وهندسي. لا يمكن القبول بأن يتحول شارع سار الحيوي إلى فخ قاتل بسبب خيار جمالي غير مدروس، ولا يجوز أن يُهمَّش الصوت الإعلامي المتخصص حين ينبّه إلى خطأ يهدد الأرواح.
دعاؤنا للضحايا
نسأل الله أن يتغمد المتوفَيَين بواسع رحمته، وأن يمنّ على أبنائهما بالشفاء العاجل. ونتمنى أن تكون هذه الحادثة المؤلمة درساً حقيقياً نحو اتخاذ إجراءات واقعية وجادة تحفظ الأرواح، وتمنع تكرار ما جرى.
الرئيس التنفيذي لمجموعة الفاتح
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك