مع إسدال الستار على موسم اتسم بالتقلبات والمفاجآت، عاد (النجمة) ليؤكد مجددا أنه لا يعرف المستحيل، متربعًا على عرش دوري خالد بن حمد لكرة اليد، ومضيفا اللقب الرابع والعشرين إلى خزائنه العامرة، حيث الفريق الذي بدأ خطواته في الدور التمهيدي على وقع الشكوك، أنهى الموسم بصيحة البطل، تاركًا بصمته بحروف من ذهب.
ما صنعه «العالمي» هذا الموسم لا يُقاس بالنتائج وحدها، بل يظهر في روح جماعية أبت السقوط، واستعداد دائم للمواعيد الكبرى، وبرغم العثرات من إصابات وغيابات وتحديات، أثبت (النجمة) أنه لا يغيب عن المنصات طويلاً، وأنه يعرف كيف يعود حين تشتد المنافسة.
ولا يمكن نسيان دور المدرب الكبير (السيد علي الفلاحي) الذي كان العقل المدبر وراء تتويج النجمة، إذ أدار الفريق بهدوء وحنكة رغم التحديات التي فرضها الموسم، ونجح في إعادة ترتيب الصفوف فنيًا ومعنويًا، حتى أعاد «العالمي» إلى منصة التتويج، وبهذا الإنجاز يضيف (الفلاحي) لقبه السابع في الدوري، في رقم يُعد استثنائيًا على مستوى الساحة البحرينية، أما الحارس محمد عبدالحسين فكان الحصن المنيع في اللحظات الحاسمة، وقدم أداءً يؤكد أحقيته بلقب «رقم واحد» ليس فقط في البحرين، بل من دون مبالغة على مستوى القارة الآسيوية أيضًا.
ولا تكتمل فصول هذا الموسم من دون الإشادة بما قدمه فريق (الدير)، الذي سار بثبات نحو النهائي، وفرض احترامه على الجميع بأداء بطولي وروح قتالية عالية، حيث احتل المركز الثاني للعام الثاني تواليًا، لكنه ترك انطباع البطل المنتظر، الذي لا يهاب التحديات، وجماهيره التي زحفت خلفه وساندته حتى في لحظة الخسارة، قدمت درسًا في الوفاء، تستحق لأجله كل التحية والتقدير.
وأخيراً، يبرز (الأهلي) كواحد من العناوين البارزة لهذا الموسم، إذ إن الفريق الذي غاب طويلًا عن منصة البطولات، عاد بقوة ليحصد لقب الكأس، ويصل إلى نصف نهائي الدوري ويظفر بالمركز الثالث، في موسم يليق بتاريخه ويعكس حجم العمل الكبير داخل أروقته، إذ قدّم الأهلي كرة يد حديثة ومنظّمة، بفضل لاعبين أثبتوا علو كعبهم، على رأسهم (علي عيد) صاحب التأثير الواضح، والحارس المتألق (صلاح عبدالجليل)، وغيرهم من الأسماء التي تستحق الإشادة.
Am96ahmedsrhan@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك