ميونيخ - (أ ف ب): لم يكن تتويج باريس سان جرمان بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم انتصارا للفرنسيين فحسب، بل لدولة قطر أيضا، خاصة رئيس النادي وجهاز قطر للاستثمار ناصر الخليفي الذي جعل من الفوز بهذا اللقب قضية شرف منذ 14 عاما.
ويُعتبر الخليفي، المقرّب من الأمير تميم بن حمد آل ثاني والمنحدر من عائلة صائدي لؤلؤ، شخصية متعددة المناصب (بين شبكة بي إن الإعلامية، الاتحاد القطري لكرة المضرب، رياضة البادل وغيرها).
يؤكد جان-بابتيست غيغان، مؤلف كتاب «قطر: الهيمنة عبر الرياضة، جيوسياسية الطموح»، في تصريح لوكالة فرانس برس أن الخليفي «سيجني بالتأكيد ثمار هذا النجاح»، على الرغم من متاعبه القضائية في فرنسا.
هو مقرّب من رئيس رابطة الدوري الفرنسي فينسنت لابرون، ويُنظر إليه كصاحب نفوذ كبير على الصعيد الأوروبي أيضا، بصفته رئيس رابطة الأندية الأوروبية منذ عام 2021، وعضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا».
قال الخليفي هذا العام لصحيفة بيلد الألمانية «لم يكن هدفي أبدا أن أكون بهذه الدرجة من النفوذ أو القوة»، مضيفا «ليست لدي أي طموحات تتعلق بالتأثير أو السلطة».
قال الخليفي في مارس الماضي لصحيفة بيلد «الخطة الخمسية (الفوز بدوري الأبطال في غضون خمس سنوات) كانت خطأ، أعترف بذلك علنا. لكننا نتعلم من أخطائنا».
مرّ النادي بمراحل عديدة أبرزها في السنوات الأخيرة حين ضم الثلاثي الشهير الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي، وهي مرحلة تُعد فشلا رياضيا لكن نجاحا اقتصاديا مذهلا من حيث التذاكر والمبيعات والقمصان وغيرها. أما الموسم الحالي، فقد شهد نهاية «سياسة النجوم» وبداية عصر اللعب الجماعي.
خلال هذه السنوات، لم يتوقف الخليفي عن تكرار مقولته الشهيرة في المقابلات والمداخلات الإعلامية «باريس سيفوز بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين».
وكما هو حاله، فإن المستثمرين في الدوحة الذين لا يتدخلون في الشأن الرياضي اليومي، المُدار من مقر «فاكتوري» في باريس و«كامبوس بواسي» في إقليم إيفلين، ظلوا يعبّرون عن هوسهم بالفوز بدوري الأبطال. ومع ذلك، أصبح الخطاب أكثر تواضعا خلال العامين الماضيين بعد خيبات الأمل المتكررة، بالتزامن مع تراجع ظهور الخليفي في الإعلام منذ وصول المدرب الإسباني لويس إنريكي إلى الجهاز الفني عام 2023.
قال في حديثه لصحيفة بيلد «إذا سألتموني إن كان هدفنا الفوز بدوري الأبطال، سأقول لا».
وللمفارقة، فإن الموسم الذي قلّ الضغط فيه على الفريق بالتصريحات الإعلامية، هو نفسه الموسم الذي فاز فيه النادي بالثلاثية التاريخية: دوري الأبطال، الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك