لا يتوانى مصنعي التكنولوجيا عملًا ولا يألو جهداً عن مفاجأة البشرية باختراعاتهم التي لا تخطر على البال ولا الخاطر، ليأخذوا بنا من حيث عالم الأحلام والخيال إلى منتجات حقيقية ملموسة على أرض الواقع، ومن منطلق الدور الذي يلعبه التطور التكنولوجي في تسهيل حياة الإنسان، واستخدام تقنياته الحديثة بهدف تحسين جودة الحياة، بما يحقق الراحة ويختصر الوقت والجهد، ويلبي كافة مستلزمات واحتياجات البشرية؛ باتت الأدوات التكنولوجية تغزو حياتنا!
لا شك إن مصطلح «الغسالة» عندما يطرح أمامك سيخطر على بالك للوهلة الأولى غسالة الملابس أو غسالة الأطباق، وبغض النظر عن الأدوات التكنولوجية الحديثة الذي يتم توظيفها بهذين المنتجين؛ إلا أنهما لن يثيروا دهشتك وأن أثاروا فضولك، لأنك تدرك الفكرة الأساسية لاستخدامهما، لاسيما أن تاريخ تصنيعهما يعود إلى عقود مضت، مما يعني أنك كنت تراهما منذ أن ولدت. لكن ماذا لو كان مصطلح «الغسالة» الآن يتشعب إلى ما هو أبعد مما تظنه! ماذا لو قلنا لك بأننا موعودين اليوم بطرح نوع أخر من الغسالات قريبًا في الأسواق، تحت مسمى (غسالة الإنسان)، نعم ما قرأته صحيح، غسالة لغسل البشر، حيث تخطط الشركة اليابانية (ساينس كو) المختصة في صناعة أحواض الاستحمام ورؤوس الدش لتصنيع ما تطلق عليه مسمى «غسالة الإنسان المستقبلية».
إذ من المفترض أن يشبه شكلها الكبسولة الفضائية ومزودة بما يشبه قمرة القيادة، ويقوم عملها على غسل وتنشيف البشر في غضون 15 دقيقة، حيث تمتلئ جزئيًا بالماء من بعد أن يجلس المستخدم على المقعد الرئيسي، ومن ثم يتم إطلاق فقاعات هوائية صغيرة ومجهرية لتنظيف الجسم بفعالية، كما تحتوي الغسالة على أجهزة استشعار متطورة خاصة بها؛ تعنى باستخلاص البيانات البيولوجية للمستخدم لضبط حرارة الماء بما يتوافق مع قراءات جسده الحيوية، بالإضافة إلى إن لها فوائد طبية وعلاجية أيضًا، كقياس ضربات قلب وضغط دم المستخدم، وفحص مستويات التوتر والهدوء باستخدام نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي، واستنادًا عليه يقوم الجهاز ببث صور ومقاطع فيديو تتوافق مع الحالة الجسدية والنفسية للمستخدم على الشاشة المدمجة بغطاء الغسالة الشفاف، وذلك لخلق مساحة من الراحة والهدوء تحسن من حالته المزاجية. والجدير بالذكر أن فكرة الغسالة البشرية ليست وليدة اليوم، إنما وجدت قبل ما يقارب الخمس عقود، إذ أطلقتها آنذاك الشركة اليابانية ( سانيو الكهربائية) والتي تسمى حاليًا ( مجموعة شركات بانسونيك) إلا أنها لم تبصر النور حينها، ولكن المثير في القصة ليس فكرة الغسالة فحسب، إنما السبب الذي دعا شركة (ساينس كو) لاستكمال الفكرة، والذي تجسد في العمل على تحقيق حلم لازم طفل منذ كان في الصف الرابع؛ عقب ما شاهد النسخة الأولى من الغسالة وانبهر بها، بعد ما دفعه فضوله لزيارة معرض (أوسكا كانساي) عام 1970م، هذا الطفل اليوم هو السيد (ياسواكي أوياما) ويشغل حاليًا منصب رئيس شركة (ساينس كو) لذلك عمل على جوهر الفكرة التي ألهمته وسبق وذهل بها في طفولته بما يواكب روح العصر، ومن المزمع أن يعرضها بذات المعرض في نسخة هذا العام.
لا شك إن هذه الغسالة ستستقبل بحفاوة من قبل المستهلك، لاسيما إنها توعده بخوض تجربة استحمام كاملة في زمن قياسي، وبدون أي جهد، بل وستحقق له أجواء جسدية ونفسية مثالية يخرج منها منتعشًا، إذ من المتوقع أن يتغير بفضل هذا الاختراع الواعد والانجاز العلمي المبهر مفهوم النظافة الشخصية بشكل تام ربما، إذ تعد ابتكار وانجاز غير مسبوق في مجال العناية الشخصية، إلا أن حجم تكلفة هذا الجهاز الأسطوري هو السؤال الذي يتراود للأذهان، خاصة إنه من غير المتوقع أن يكون في متناول الجميع، يبقى جواب السؤال ما زال غير معروف، إذ لم تصدر الشركة المصنعة أي تصريحات بهذا الشأن حتى الآن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك