العدد : ١٧٢٣٨ - الثلاثاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٨ - الثلاثاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

مقالات

سحابة رأي: الغسالة البشرية .. أحدث ابتكار تكنولوجي!

بقلم: إسراء القصاب

الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

لا‭ ‬يتوانى‭ ‬مصنعي‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬عملًا‭ ‬ولا‭ ‬يألو‭ ‬جهداً‭ ‬عن‭ ‬مفاجأة‭ ‬البشرية‭ ‬باختراعاتهم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخطر‭ ‬على‭ ‬البال‭ ‬ولا‭ ‬الخاطر،‭ ‬ليأخذوا‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عالم‭ ‬الأحلام‭ ‬والخيال‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬حقيقية‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬واستخدام‭ ‬تقنياته‭ ‬الحديثة‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الراحة‭ ‬ويختصر‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد،‭ ‬ويلبي‭ ‬كافة‭ ‬مستلزمات‭ ‬واحتياجات‭ ‬البشرية؛‭ ‬باتت‭ ‬الأدوات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬تغزو‭ ‬حياتنا‭!‬

لا‭ ‬شك‭ ‬إن‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الغسالة‮»‬‭ ‬عندما‭ ‬يطرح‭ ‬أمامك‭ ‬سيخطر‭ ‬على‭ ‬بالك‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬غسالة‭ ‬الملابس‭ ‬أو‭ ‬غسالة‭ ‬الأطباق،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأدوات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬توظيفها‭ ‬بهذين‭ ‬المنتجين؛‭ ‬إلا‭ ‬أنهما‭ ‬لن‭ ‬يثيروا‭ ‬دهشتك‭ ‬وأن‭ ‬أثاروا‭ ‬فضولك،‭ ‬لأنك‭ ‬تدرك‭ ‬الفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬لاستخدامهما،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬تصنيعهما‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬مضت،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أنك‭ ‬كنت‭ ‬تراهما‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬ولدت‭. ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الغسالة‮»‬‭ ‬الآن‭ ‬يتشعب‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬مما‭ ‬تظنه‭! ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬قلنا‭ ‬لك‭ ‬بأننا‭ ‬موعودين‭ ‬اليوم‭ ‬بطرح‭ ‬نوع‭ ‬أخر‭ ‬من‭ ‬الغسالات‭ ‬قريبًا‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ (‬غسالة‭ ‬الإنسان‭)‬،‭ ‬نعم‭ ‬ما‭ ‬قرأته‭ ‬صحيح،‭ ‬غسالة‭ ‬لغسل‭ ‬البشر،‭ ‬حيث‭ ‬تخطط‭ ‬الشركة‭ ‬اليابانية‭ (‬ساينس‭ ‬كو‭) ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬أحواض‭ ‬الاستحمام‭ ‬ورؤوس‭ ‬الدش‭ ‬لتصنيع‭ ‬ما‭ ‬تطلق‭ ‬عليه‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬غسالة‭ ‬الإنسان‭ ‬المستقبلية‮»‬‭.‬

إذ‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يشبه‭ ‬شكلها‭ ‬الكبسولة‭ ‬الفضائية‭ ‬ومزودة‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬قمرة‭ ‬القيادة،‭ ‬ويقوم‭ ‬عملها‭ ‬على‭ ‬غسل‭ ‬وتنشيف‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬15‭ ‬دقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬تمتلئ‭ ‬جزئيًا‭ ‬بالماء‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬المستخدم‭ ‬على‭ ‬المقعد‭ ‬الرئيسي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬إطلاق‭ ‬فقاعات‭ ‬هوائية‭ ‬صغيرة‭ ‬ومجهرية‭ ‬لتنظيف‭ ‬الجسم‭ ‬بفعالية،‭ ‬كما‭ ‬تحتوي‭ ‬الغسالة‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬استشعار‭ ‬متطورة‭ ‬خاصة‭ ‬بها؛‭ ‬تعنى‭ ‬باستخلاص‭ ‬البيانات‭ ‬البيولوجية‭ ‬للمستخدم‭ ‬لضبط‭ ‬حرارة‭ ‬الماء‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬قراءات‭ ‬جسده‭ ‬الحيوية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬لها‭ ‬فوائد‭ ‬طبية‭ ‬وعلاجية‭ ‬أيضًا،‭ ‬كقياس‭ ‬ضربات‭ ‬قلب‭ ‬وضغط‭ ‬دم‭ ‬المستخدم،‭ ‬وفحص‭ ‬مستويات‭ ‬التوتر‭ ‬والهدوء‭ ‬باستخدام‭ ‬نظام‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬واستنادًا‭ ‬عليه‭ ‬يقوم‭ ‬الجهاز‭ ‬ببث‭ ‬صور‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الحالة‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭ ‬للمستخدم‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬المدمجة‭ ‬بغطاء‭ ‬الغسالة‭ ‬الشفاف،‭ ‬وذلك‭ ‬لخلق‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬والهدوء‭ ‬تحسن‭ ‬من‭ ‬حالته‭ ‬المزاجية‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬الغسالة‭ ‬البشرية‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اليوم،‭ ‬إنما‭ ‬وجدت‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الخمس‭ ‬عقود،‭ ‬إذ‭ ‬أطلقتها‭ ‬آنذاك‭ ‬الشركة‭ ‬اليابانية‭ ( ‬سانيو‭ ‬الكهربائية‭) ‬والتي‭ ‬تسمى‭ ‬حاليًا‭ ( ‬مجموعة‭ ‬شركات‭ ‬بانسونيك‭) ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تبصر‭ ‬النور‭ ‬حينها،‭ ‬ولكن‭ ‬المثير‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬ليس‭ ‬فكرة‭ ‬الغسالة‭ ‬فحسب،‭ ‬إنما‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬شركة‭ (‬ساينس‭ ‬كو‭) ‬لاستكمال‭ ‬الفكرة،‭ ‬والذي‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬حلم‭ ‬لازم‭ ‬طفل‭ ‬منذ‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الرابع؛‭ ‬عقب‭ ‬ما‭ ‬شاهد‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الغسالة‭ ‬وانبهر‭ ‬بها،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬دفعه‭ ‬فضوله‭ ‬لزيارة‭ ‬معرض‭ (‬أوسكا‭ ‬كانساي‭) ‬عام‭ ‬1970م،‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬السيد‭ (‬ياسواكي‭ ‬أوياما‭) ‬ويشغل‭ ‬حاليًا‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬شركة‭ (‬ساينس‭ ‬كو‭) ‬لذلك‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬جوهر‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬ألهمته‭ ‬وسبق‭ ‬وذهل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬طفولته‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬روح‭ ‬العصر،‭ ‬ومن‭ ‬المزمع‭ ‬أن‭ ‬يعرضها‭ ‬بذات‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الغسالة‭ ‬ستستقبل‭ ‬بحفاوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستهلك،‭ ‬لاسيما‭ ‬إنها‭ ‬توعده‭ ‬بخوض‭ ‬تجربة‭ ‬استحمام‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬قياسي،‭ ‬وبدون‭ ‬أي‭ ‬جهد،‭ ‬بل‭ ‬وستحقق‭ ‬له‭ ‬أجواء‭ ‬جسدية‭ ‬ونفسية‭ ‬مثالية‭ ‬يخرج‭ ‬منها‭ ‬منتعشًا،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬بفضل‭ ‬هذا‭ ‬الاختراع‭ ‬الواعد‭ ‬والانجاز‭ ‬العلمي‭ ‬المبهر‭ ‬مفهوم‭ ‬النظافة‭ ‬الشخصية‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭ ‬ربما،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬ابتكار‭ ‬وانجاز‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العناية‭ ‬الشخصية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حجم‭  ‬تكلفة‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬الأسطوري‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يتراود‭ ‬للأذهان،‭ ‬خاصة‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع،‭ ‬يبقى‭ ‬جواب‭ ‬السؤال‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬غير‭ ‬معروف،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬الشركة‭ ‬المصنعة‭ ‬أي‭ ‬تصريحات‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا