العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

رفض دعوى أم طالبت بحضانة الأولاد بسبب اتفاقها السابق مع الأب

السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الشرعية‭ ‬دعوى‭ ‬أقامتها‭ ‬مطلقة‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬ابنيها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سبق‭ ‬وتنازلت‭ ‬عنها‭ ‬باتفاق‭ ‬قبل‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬الابنين‭ ‬لدى‭ ‬والدتهما‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬بنحو‭ ‬من‭ ‬التفاهم‭ ‬والتراضي‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬لا‭ ‬يسوغ‭ ‬اكتساب‭ ‬المدعية‭ ‬حقا‭ ‬خالصا‭ ‬بإسقاط‭ ‬حق‭ ‬الأب‭.‬

وقال‭ ‬المحامي‭ ‬جاسم‭ ‬العيسى‭ ‬وكيل‭ ‬الأب‭ ‬ان‭ ‬موكله‭ ‬‮«‬المدعى‭ ‬عليه‮»‬‭ ‬طلق‭ ‬المدعية‭ ‬منذ‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬الطلاق‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحضانة‭ ‬لدى‭ ‬الأب،‭ ‬لكنه‭ ‬حاضن‭ ‬صوري‭ ‬وتقوم‭ ‬هي‭ ‬بكافة‭ ‬شؤون‭ ‬الحضانة‭ ‬سواء‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الأبناء‭ ‬عندها‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬يكونون‭ ‬عنده،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬حتى‭ ‬الإنفاق‭ ‬والتوصيل‭ ‬الى‭ ‬المدارس‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالشؤون‭ ‬الأخرى،‭ ‬وأنه‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يهددها‭ ‬بأخذ‭ ‬الأبناء‭ ‬منها‭ ‬ومنعها‭ ‬منهم‭ ‬بالقوة‭ ‬كونه‭ ‬الحاضن‭ ‬الصوري،‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬شؤون‭ ‬الأبناء،‭ ‬وطلبت‭ ‬الحكم‭ ‬لها‭ ‬بحضانة‭ ‬البنت‭ ‬والابن‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬الطلاق‭ ‬من‭ ‬تصالح‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬حضانة‭ ‬هذين‭ ‬الابنين‭ ‬لدى‭ ‬أبيهما،‭ ‬وأن‭ ‬المدعية‭ ‬تدعي‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬تخلى‭ ‬عن‭ ‬مسؤولية‭ ‬الولدين‭ ‬وتركهما‭ ‬لديها‭ ‬منذ‭ ‬تاريخ‭ ‬الطلاق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬ادعائها‭ ‬بعدم‭ ‬صلاحيته‭ ‬للحضانة‭ ‬وأيضا‭ ‬ادعائها‭ ‬بخلاف‭ ‬الأصل‭ ‬وخلاف‭ ‬الظاهر‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الابنين‭ ‬لدى‭ ‬والدهما‭ ‬رسميا‭ ‬وفعليا،‭ ‬وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬المدعية‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬عبء‭ ‬إثبات‭ ‬ذلك‭. ‬

ولفتت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬تقدمت‭ ‬لإثبات‭ ‬ذلك‭ ‬بشهادة‭ ‬شهودها،‭ ‬وهي‭ ‬شهادة‭ ‬لم‭ ‬تطمئن‭ ‬اليها‭ ‬المحكمة‭ ‬لما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬العمومية‭ ‬وضعف‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬ينهض‭ ‬لإثبات‭ ‬خلاف‭ ‬الأصل‭ ‬والظاهر‭ ‬المؤيد‭ ‬بما‭ ‬أفاده‭ ‬أهل‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬شهادة‭ ‬بأن‭ ‬الابنين‭ ‬وأغراضهما‭ ‬لدى‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬والمؤيد‭ ‬بتسجيل‭ ‬الابنين‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬قرب‭ ‬عنوان‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬لسنوات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬تاريخ‭ ‬قضائي‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬التسليم‭ ‬بحصول‭ ‬ذلك‭ ‬واقعا‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬مطالبة‭ ‬الأب‭ ‬الآن‭ ‬بإرجاع‭ ‬الحضانة‭ ‬إليه،‭ ‬فإن‭ ‬تفويض‭ ‬الأب‭ ‬للأم‭ ‬برعاية‭ ‬الأولاد‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ -‬على‭ ‬فرض‭ ‬حدوثه‭- ‬لا‭ ‬ينافي‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬استرجاع‭ ‬الحضانة‭ ‬مجددا،‭ ‬إلا‭ ‬لو‭ ‬ثبت‭ ‬الإهمال‭ ‬أو‭ ‬التهاون‭ ‬الشديد،‭ ‬وشيء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭. ‬

وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬استندت‭ ‬عليه‭ ‬المدعية‭ ‬من‭ ‬أقوال‭ ‬للأطفال‭ ‬طلبت‭ ‬جلبها‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬البلاغات‭ ‬مردود‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬زيارات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬ارتياح‭ ‬الطفلين‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬والديهما،‭ ‬وعدم‭ ‬جواز‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬مجرد‭ ‬أقوال‭ ‬الأطفال‭ ‬غير‭ ‬الراشدين‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬غير‭ ‬المتصلة‭ ‬ببعض‭ ‬النزاعات‭ ‬الجنائية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مقرر‭ ‬شرعا‭.‬

واستقر‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬المحكمة‭ ‬وتشخيصها‭ ‬للواقع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فترات‭ ‬ظل‭ ‬فيها‭ ‬الابنان‭ ‬لدى‭ ‬والدتهما‭ ‬وأخرى‭ ‬لدى‭ ‬والدهما‭ ‬بنحو‭ ‬من‭ ‬التفاهم‭ ‬والتراضي‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬توزيع‭ ‬عبء‭ ‬مسؤولية‭ ‬ورعاية‭ ‬الولدين‭ ‬بين‭ ‬أبويهما،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التراخي‭ ‬والتهاون‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬منهما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬يسوغ‭ ‬اكتساب‭ ‬المدعية‭ ‬حقا‭ ‬خالصا‭ ‬بإسقاط‭ ‬حق‭ ‬الأب‭ ‬في‭ ‬الحضانة،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬ولا‭ ‬يرقى‭ ‬الى‭ ‬مرتبة‭ ‬التنازل‭ ‬الدائم‭ ‬عن‭ ‬الحضانة‭ ‬وحكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا