العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٦ - الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

مقالات

سبعة أمتار
موقعة الدير وباربار

بقلم: أحمد توفيق

الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

 

خرج‭ ‬الدير‭ ‬فائزًا‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬المثيرة‭ ‬التي‭ ‬جمعته‭ ‬بفريق‭ ‬باربار‭ ‬ضمن‭ ‬منافسات‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬لدوري‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬لكرة‭ ‬اليد،‭ ‬وحجز‭ ‬بطاقة‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬النهائي‭ ‬لملاقاة‭ ‬النجمة‭ ‬في‭ ‬‮«‬نهائي‭ ‬الأقوياء‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فريقا‭ ‬آخر‭ ‬خرج‭ ‬منتصرًا‭ ‬رغم‭ ‬خسارته‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬هو‭ ‬باربار‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬مبارياته‭ ‬نضجًا‭ ‬وروحًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭.‬

النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الدير‭ ‬فاز‭ ‬بنتيجة‭ (‬21-19‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الأول،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الموازين‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مستفيدًا‭ ‬من‭ ‬تألق‭ ‬حارسه‭ ‬هشام‭ ‬الأستاذ‭ ‬ومن‭ ‬أداء‭ ‬متوازن‭ ‬للاعبيه‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني،‭ ‬لكن‭ ‬المتابع‭ ‬لتفاصيل‭ ‬المباراة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحضور‭ ‬اللافت‭ ‬لفريق‭ ‬باربار،‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬مستوى‭ ‬فنيًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الأول،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تشكيلته‭ ‬اعتمدت‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬شابة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التشكيل‭ ‬والبناء‭.‬

هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬الشابة‭ ‬في‭ ‬باربار‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬مكمل‭ ‬عدد،‭ ‬بل‭ ‬أظهرت‭ ‬انسجامًا‭ ‬تكتيكيًا‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬جاد‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬حيث‭ ‬الفريق‭ ‬لعب‭ ‬بثقة‭ ‬وتقدم‭ ‬في‭ ‬النتيجة‭ ‬طوال‭ ‬اللقاء،‭ ‬وأحكم‭ ‬دفاعه،‭ ‬وكان‭ ‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬خطف‭ ‬التأهل،‭ ‬لولا‭ ‬بعض‭ ‬الهفوات‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وضياع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬المحققة،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتحمل‭ ‬التراجع‭.‬

وما‭ ‬يعزز‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬الفني‭ ‬الملفت،‭ ‬هو‭ ‬عودة‭ ‬جماهير‭ ‬باربار‭ ‬بقوة‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬فمدرجات‭ ‬أم‭ ‬الحصم‭ ‬امتلأت‭ ‬بمحبي‭ ‬الفريق‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يبخلوا‭ ‬بصوت‭ ‬أو‭ ‬تشجيع،‭ ‬وكانوا‭ ‬الرقم‭ ‬الصعب‭ ‬طوال‭ ‬اللقاء،‭ ‬حيث‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬دعم‭ ‬معنوي،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬انعكاسًا‭ ‬لحالة‭ ‬من‭ ‬الالتفاف‭ ‬حول‭ ‬الفريق،‭ ‬وروح‭ ‬جديدة‭ ‬بثها‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬اللاعبين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الصغار‭ ‬منهم،‭ ‬كما‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الغياب،‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬مكاسب‭ ‬باربار‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭.‬

في‭ ‬الرياضة‭ ‬هناك‭ ‬مكاسب‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬النتائج،‭ ‬حيث‭ ‬البنفسجي‭ ‬ربح‭ ‬مستقبلًا‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬فريق‭ ‬بهذا‭ ‬العمر،‭ ‬وهذا‭ ‬الأداء،‭ ‬وبهذه‭ ‬الروح،‭ ‬جدير‭ ‬بأن‭ ‬يمنح‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية،‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬مشروع‭ ‬فريق‭ ‬بطل‭ ‬في‭ ‬المواسم‭ ‬المقبلة‭.‬

أما‭ ‬الدير‭ ‬فقدم‭ ‬ما‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬تعامل‭ ‬بذكاء‭ ‬مع‭ ‬مجريات‭ ‬اللقاء،‭ ‬لم‭ ‬ينهر‭ ‬أمام‭ ‬التأخر،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬اللحظات‭ ‬الحرجة‭ ‬بأفضل‭ ‬صورة‭ ‬ممكنة،‭ ‬فقد‭ ‬كانوا‭ ‬لاعبو‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬الموعد،‭ ‬وحارس‭ ‬المرمى‭ ‬هشام‭ ‬الأستاذ‭ ‬كان‭ ‬نجمًا‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭.‬

الأنظار‭ ‬تتجه‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬نهائي‭ ‬‮«‬الأقوياء‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الدير‭ ‬والنجمة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬تابع‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬سيبقى‭ ‬محتفظًا‭ ‬بصورة‭ ‬فريق‭ ‬شاب‭ ‬اسمه‭ ‬باربار،‭ ‬خطف‭ ‬الإعجاب‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬المنافسة،‭ ‬وترك‭ ‬انطباعًا‭ ‬بأن‭ ‬مستقبله‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقًا‭ ‬مما‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭.‬

 

Am96ahmedsrhan@gmail.com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا