خرج الدير فائزًا من المواجهة المثيرة التي جمعته بفريق باربار ضمن منافسات الدور نصف النهائي لدوري خالد بن حمد لكرة اليد، وحجز بطاقة العبور إلى النهائي لملاقاة النجمة في «نهائي الأقوياء»، لكن الحقيقة أن هناك فريقا آخر خرج منتصرًا رغم خسارته على الورق، هو باربار الذي قدم واحدة من أكثر مبارياته نضجًا وروحًا في هذا الموسم.
النتيجة النهائية تقول إن الدير فاز بنتيجة (21-19)، بعد أن عاد من تأخر في الشوط الأول، وتمكن من قلب الموازين في اللحظات الأخيرة، مستفيدًا من تألق حارسه هشام الأستاذ ومن أداء متوازن للاعبيه في الشوط الثاني، لكن المتابع لتفاصيل المباراة لا يمكن أن يتجاوز الحضور اللافت لفريق باربار، الذي قدم مستوى فنيًا كبيرًا، خاصة في الشوط الأول، رغم أن تشكيلته اعتمدت بشكل أساسي على عناصر شابة ما زالت في طور التشكيل والبناء.
هذه الأسماء الشابة في باربار لم تكن مجرد مكمل عدد، بل أظهرت انسجامًا تكتيكيًا يشير إلى عمل جاد في إعداد هذا الجيل، حيث الفريق لعب بثقة وتقدم في النتيجة طوال اللقاء، وأحكم دفاعه، وكان قريبًا من خطف التأهل، لولا بعض الهفوات في اللحظات الأخيرة، وضياع عدد من الفرص المحققة، والتي جاءت في وقت لم يكن يتحمل التراجع.
وما يعزز هذا الحضور الفني الملفت، هو عودة جماهير باربار بقوة هذا الموسم، فمدرجات أم الحصم امتلأت بمحبي الفريق الذين لم يبخلوا بصوت أو تشجيع، وكانوا الرقم الصعب طوال اللقاء، حيث الحضور الجماهيري لم يكن مجرد دعم معنوي، بل كان انعكاسًا لحالة من الالتفاف حول الفريق، وروح جديدة بثها الجمهور في نفوس اللاعبين، خصوصًا الصغار منهم، كما هذه العودة الجماهيرية، بعد سنوات من الغياب، هي أحد أبرز مكاسب باربار هذا الموسم.
في الرياضة هناك مكاسب أخرى لا تقل أهمية عن النتائج، حيث البنفسجي ربح مستقبلًا يمكن البناء عليه، كما أن فريق بهذا العمر، وهذا الأداء، وبهذه الروح، جدير بأن يمنح الاهتمام والرعاية، لأنه ببساطة مشروع فريق بطل في المواسم المقبلة.
أما الدير فقدم ما عليه، حيث تعامل بذكاء مع مجريات اللقاء، لم ينهر أمام التأخر، ونجح في استثمار اللحظات الحرجة بأفضل صورة ممكنة، فقد كانوا لاعبو الخبرة في الموعد، وحارس المرمى هشام الأستاذ كان نجمًا فوق العادة.
الأنظار تتجه الآن إلى نهائي «الأقوياء» بين الدير والنجمة، لكن من تابع نصف النهائي سيبقى محتفظًا بصورة فريق شاب اسمه باربار، خطف الإعجاب قبل أن يغادر المنافسة، وترك انطباعًا بأن مستقبله قد يكون أكثر إشراقًا مما يظن البعض.
Am96ahmedsrhan@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك