غزة - (أ ف ب): انتظر سكان قطاع غزة أمس توزيع مساعدات إنسانية هي الأولى بعد حصار مطبق استمر أكثر من شهرين، في وقت تتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل المتهمة بالسماح بإدخال كميات قليلة جدا لا تكفي الفلسطينيين المهددين بالمجاعة.
وزعمت إسرائيل الثلاثاء أن 93 شاحنة تحمل مساعدات مثل الطحين وطعام الأطفال ومعدات طبية وأدوية، دخلت الى غزة عبر معبر كرم أبو سالم. لكن الأمم المتحدة أكدت أن المعونات لا تزال عالقة ولم يتمّ توزيعها على سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون شخص.
وقالت أم طلال المصري (53 عاما) في اتصال مع وكالة فرانس برس «الوضع لا يحتمل، لم تدخل المساعدات، وأحدا لم يوزع أي شيء علينا، الجميع ينتظر».
وأضافت السيدة الموجودة في مدينة غزة بشمال القطاع «بالكاد نستطيع تحضير وتناول وجبة واحدة في اليوم، المساعدات ليست رفاهية، نحن بحاجة فورية وماسة لكل شيء من غذاء ودواء وماء نظيف ومستلزمات صحية».
وكانت الأمم المتحدة قد اعتبرت أن الكميات التي سمحت إسرائيل بإدخالها، هي «قطرة في محيط» الاحتياجات بعدما أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع منذ الثاني من مارس.
وشكا مكتب الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية (اوتشا) من التعقيدات التي فرضتها إسرائيل وتعيق وصول المساعدات الى مستحقيها بعد دخولها الى القطاع المحاصر.
واتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل بأنها تسمح بدخول مساعدات «غير كافية بشكل مثير للسخرية» إلى غزة لتلبية حاجات القطاع، وذلك لتجنب اتهامها «بفرض التجويع على السكان».
وقالت باسكال كواسار، منسقة الطوارئ في المنظمة في خان يونس بغزة في بيان «هذه الخطة هي وسيلة لتحويل المساعدات إلى أداة لخدمة الأهداف العسكرية للقوات الإسرائيلية».
بدوره، دعا البابا لاوون الرابع عشر أمس إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية «كافية» و«وضع حد للقتال الذي يدفع ثمنه الباهظ الأطفال والمسنون والمرضى»، واصفا الوضع في القطاع بأنه «مقلق ومؤلم».
ورأت المصري أن المساعدات حتى اللحظة «مجرد كلام، لكن المساعدات لو دخلت فعلا فسوف تخفف جزءا بسيطا من معاناتنا. نحن نطحن العدس والمعكرونة لتحضير بعض أرغفة الخبز».
ودفع التصعيد العسكري الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الانسانية والأوضاع الكارثية في القطاع، دولا أوروبية الى توجيه انتقادات غير معهودة وممارسة ضغوط على إسرائيل التي أكدت «رفضها المطلق» لهذه المواقف الغربية.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء إن التكتل القاري سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.
أما بريطانيا، فعلّقت مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية احتجاجا على ممارساتها في قطاع غزة.
ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء برفض دول العالم «لسياسة الحصار والتجويع والتهجير والاستيلاء على الأرض، ومطالبتهم بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية فورا ودون عراقيل عبر الأمم المتحدة ووكالة (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا».
وأشاد برفض دول عدة استخدام إسرائيل المساعدات «سلاحا واداة سياسية... لإنجاز أهدافها غير الشرعية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك