تشهد مملكة البحرين تحوّلاً نوعيًا في المشهد العقاري، يعكس ديناميكية اقتصادية متسارعة واستجابة ذكية للتغيرات التشريعية والاجتماعية والبرامج الإسكانية الجديدة.
في قلب هذا التحول، يبرز القطاع السكني كأحد أعمدة النمو، مدفوعاً بإصلاحات قانونية وبرامج دعم قوية، على رأسها برنامج «مزايا بلس» الجديد الذي منح المواطنين دفعة قوية نحو تملّك المسكن المناسب، بتمويل يصل إلى 90 ألف دينار بحريني، وقد تجاوز عدد المستفيدين منه 13 ألف مواطن، مع توسيع رقعته ليشمل أكثر من 1400 مستفيد إضافي خلال عام 2024.
هذه الطفرة في الطلب على العقارات السكنية انعكست مباشرة على الأسعار، حيث سجل متوسط سعر القدم المربعة في مناطق مثل البسيتين وسترة 33 ديناراً، بينما تتراوح الأسعار عموماً بين 25 و30 ديناراً في معظم المناطق الحيوية.
في المقابل، يعيش القطاع الصناعي والتجاري مرحلة من إعادة التوازن، إذ أدى تعثّر بعض المشاريع الصناعية والشركات وإفلاسها إلى عرض عدد من المصانع والمباني في مزادات علنية مؤخراً مع عدم مقدرة بيع بعضها، ما ولّد وفرة غير مسبوقة في الأراضي الصناعية داخل بعض المناطق كمنطقة عسكر والمعامير ورأس زويد وغيرها، حيث هبط سعر القدم المربعة إلى مستويات أقل من 8 دنانير للقدم فقط بسبب الوفرة المتزايدة والطلب القليل على شراء الأراضي الصناعية، في حين توافر مخزون الأراضي الصناعية للتأجير بعقود مريحة وإيجارات ميسرة تنافسية بسعر دينار واحد للمتر المربع سنوياً لعقود طويلة المدى، وهذا الأمر طيب وإيجابي لتطوير القطاع الصناعي وتخفيض التكاليف على القطاع الصناعي لإنشاء المشروعات الصناعية الجديدة سواء بشراء الأراضي او تأجيرها من ادارة الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة.
ورغم هذا الانخفاض في أسعار الأراضي الصناعية، فإنه يمكن اعتباره مؤشرا إيجابيا لتعزيز التنافسية وخلق بيئة خصبة للاستثمار الصناعي. فتوافر الأراضي الصناعية للتأجير أو الشراء بأسعار تنافسية مع بنية تحتية متطورة، يمثل فرصة ذهبية للمستثمرين المحليين والأجانب لتأسيس مشاريع صناعية ذات قيمة مضافة في السوق البحريني لدعم صناعة البضائع البحرينية.
يظهر التباين بين العقار السكني والصناعي في البحرين كصورة ناضجة لاقتصاد متحوّل، يُعيد رسم خريطة الفرص بأسلوب مدروس، حيث يلتقي النمو مع الانفتاح، والتحديات مع الآفاق الواعدة لنهضة الاقتصاد الوطني.
الفاتحالرئيس التنفيذي لمجموعة الفاتح
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك