ابوظبي - (أ ف ب): اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته الخليجية أمس من الإمارات، عقب محطّتين في السعودية وقطر، أبرم خلالها صفقات بمليارات الدولارات، وحصل على تعهد استثماري من أبوظبي يفوق تريليون دولار.
وأنهى ترامب أمس جولة دامت أربعة أيام، بدأها الثلاثاء من الرياض ثم انتقل إلى الدوحة وأنهاها في أبوظبي.
وشهدت أول جولة خارجية لترامب في ولايته الثانية صفقات ضخمة في مجالات مختلفة، إلى جانب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإبداء تفاؤل بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
وكانت الحفاوة عنوان استقبال الرئيس الأمريكي في الدول الثلاث التي أشاد ترامب بزعمائها، وقال إنه وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يكنّان «الكثير من الود» أحدهما للآخر، في تناقض صارخ مع العلاقات السعودية-الأمريكية الفاترة التي طبعت بداية ولاية سلفه جو بايدن.
وأشاد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالشراكة القوية التي تعززت تحت قيادة ترامب، وتعهّد باستثمار 1,4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة.
وتعليقا على ذلك، قال ترامب مخاطبا محمد بن زايد: «أنتم دولة رائعة. أنتم دولة غنية»، مضيفا: «هذا أكبر استثمار لكم على الإطلاق، ونحن نقدره حقا».
وأجرى الطرفان محادثات مساء الخميس في أبوظبي. وحضر ترامب أمس اجتماعا للتجارة والأعمال، ثم زار بيت العائلة الإبراهيمية في جزيرة السعديات.
وقال إنه يرغب في لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين «بمجرد أن نتمكن من ترتيب ذلك»، بعد أن صرح مرارا باستعداده للسفر إلى تركيا للانضمام إلى أول محادثات سلام روسية-أوكرانية مباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في كلمة له أمس.
خلال محطّته في الدوحة، أشاد ترامب بما وصفه «صفقة قياسية» للخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات بوينغ بقيمة 200 مليار دولار.
كما ألمح من قطر إلى قرب التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما سيجنّب العمل العسكري، في إعلان تسبب في انخفاض أسعار النفط.
وقبيل مغادرته الامارات، أعاد ترامب التطرق إلى الملف الإيراني، قائلا إن واشنطن سلّمت طهران مقترحا للتوصل إلى اتفاق، مردفا: «لديهم مقترح، والأهم من ذلك، أنهم يعلمون أن عليهم التحرك بسرعة وإلا فسيحدث أمر سيئ».
لم يُعلن ترامب تقدما في ملف حرب غزة خلال زيارة قطر التي أدت دور وساطة رئيسيا في محادثات الهدنة، وكرّر في الدوحة أن على واشنطن «أخذ» القطاع وتحويله إلى «منطقة حرية». لكنه أقر في أبوظبي بأن «كثيرين يتضورون جوعا» في القطاع المحاصر، مضيفا: «سنعمل على حل هذه المشكلة».
وتخلّلت المحطة السعودية وعود قدّمتها الرياض باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، ضمنها صفقة أسلحة قال البيت الأبيض إنها «الأكبر في التاريخ».
كما أعلن البيت الأبيض أن شركة «داتا فولت» السعودية ستستثمر 20 مليار دولار في مواقع مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وأن شركات تكنولوجيا، بما فيها غوغل، ستستثمر في كلا البلدين.
ووُقعت اتفاقات أمريكية إماراتية بقيمة 200 مليار دولار، وفق البيت الأبيض، بما فيها طلبية من شركة الاتحاد للطيران بقيمة 14,5 مليار دولار لبوينغ وجي إي أيروسبايس، ومشاركة مجموعة أدنوك الإماراتية لإنتاج النفط في مشروع قدره 60 مليار دولار في الولايات المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك