نظمت الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا (RCSI) – الجامعة الطبية في البحرين حملة عامة للتوعية حول سرطان القولون والمستقيم بدعم من 150 طالبًا من كليتي الطب والتمريض. وأقيمت هذه الحملة بالتعاون مع مستشفى الملك حمد الجامعي ومستشفى الملك حمد- الإرسالية الأمريكية وقادها البروفيسور حسين نصيف، بروفيسور مشارك في التمريض ومدير برنامج ماجستير التمريض في جامعة البحرين الطبية، وبدعم من قسم المشاركة المجتمعية.
وهدفت هذه المبادرة إلى التوعية بالأعراض المبكرة وعوامل الخطر المؤدية إلى سرطان القولون والمستقيم، ومن خلالها تم تثقيف أكثر من 250 زائرا لكلى المستشفيين في غضون أربعة أيام من قِبَل الطلبة المتطوعين باستخدام نموذج للقولون قابل للنفخ كأداة تعليمية فعالة.
وأشارت الدراسات الحديثة إلى ان سرطان القولون والمستقيم أحد أبرز التحديات الصحية في مملكة البحرين، حيث يوجد ازدياد في عدد الحالات الجديدة المكتشفة والحاجة الملحّة الى زيادة التوعية بشأنه وضرورة الفحص المبكر وتطبيق إجراءات وقائية فعّالة للتقليل من الإصابة بالمرض.
ووفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية (IARC) جاء سرطان القولون والمستقيم في عام 2022 كأكثر أنواع السرطان تشخيصًا بين الرجال في البحرين، بمعدل إصابة بلغ 14.8%.
أما بين النساء فيُعد ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بعد سرطان الثدي، بمعدل إصابة بلغ 8.2%. وعند مقارنة هذه الأرقام مع بيانات منطقة غرب آسيا –التي بلغت 9.7% بين الرجال و8.7% بين النساء– يتضح أن سرطان القولون والمستقيم هو الأكثر شيوعًا بين الرجال البحرينيين، بينما نسبته بين النساء تكاد تكون مماثلة للمتوسط الإقليمي.
وتُعد أنماط الحياة السلبية من أبرز العوامل التي ترفع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتشمل التدخين، وتناول الكحول، والسمنة، والنظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنعة والدهنية، ونقص الألياف، وقلة النشاط البدني. في المقابل، فإن اتباع نظام غذائي متوازن مع ممارسة النشاط البدني بانتظام يُسهم في تقليل مخاطر الإصابة بالمرض.
وتشمل الأعراض الشائعة للمرض وجود دم في البراز، والشعور بعدم اكتمال عملية التبرز، وألما في أسفل البطن، وفقدان الوزن غير المبرر، وفقدان الشهية، والشعور المستمر بالإرهاق، وفقر الدم. ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض بمراجعة طبيب الأسرة لمراجعة تاريخهم المرضي الشخصي والعائلي، والنظر في خيارات الفحص المتاحة. ويوصى بالخضوع لفحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم بانتظام بداية من سن 45 عامًا لكلا الجنسين، حيث إن الكشف المبكر يزيد بدرجة كبيرة من فرص العلاج الناجح ورفع معدل الحياة.
من جانبه قال البروفيسور سمير العتوم رئيس جامعة البحرين الطبية: «نتقدم بالشكر للمستشفيات الشريكة لنا على استضافتهم ودعمهم لمبادرتنا التوعوية بسرطان القولون والمستقيم. إن تعاوننا في الوصول إلى عامة الناس وتقديم التوعية الصحية يعد خطوة محورية لمواجهة هذا المرض المنتشر، لما فيه مصلحة جميع المواطنين في مملكة البحرين. وتعزز هذه الشراكات رسالتنا في النهوض بصحة المجتمع من خلال التعليم والبحوث والمشاركة المجتمعية».
وتؤكد جامعة البحرين الطبية التزامها بتمكين أفراد المجتمع من خلال تزويدهم بالمعرفة والموارد اللازمة للحد من انتشار سرطان القولون والمستقيم وغيره من الأمراض والحالات الصحية الشائعة. ومن خلال ترسيخ ثقافة التوعية والكشف المبكر والوقاية تواصل الجامعة دورها النشط في دعم صحة ورفاه الأفراد والمجتمع في مملكة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك