بصيرة فنية تنسج المجوهرات برؤية فلسفية وهوية بحرينية عصرية
فاطمة الصديقي ليست مجرد مصممة مجوهرات، بل فنانة مبدعة تنسج من الالماس والأحجار الكريمة واللؤلؤ لوحات فنية تنبض بالمشاعر والتفاصيل الخلابة. وتمثل نموذجاً للمصممة البحرينية التي جمعت بين الحس الجمالي العميق، والرؤية الفلسفية، والبصمة الشخصية الفريدة. ولا تعد تشكيلاتها من المجوهرات قطعاً للزينة فقط، بل هي فلسفة قائمة بذاتها، تحكي عن الذات، وعن الشغف، وعن المرأة القوية والرقيقة في آنٍ واحد.
بدأت رحلتها في عالم المجوهرات في عام 2021، من خلال تصميم قطع تعبّر عن ذوقها الشخصي، لكن ما لبثت أن اكتشفت أن هذا العالم أكبر وأعمق مما كانت تتصور . وسرعان ما تحولت تلك الرغبة إلى شغف حقيقي تم تعزيزه بالالتحاق بعدد من الكورسات المتخصصة في تصميم المجوهرات، والتعمق في اسرار الأحجار الكريمة وطاقتها ،لتجد في هذا العالم وسيلة تعبّر بها عن ذاتها وتوجهاتها الإبداعية .
حرصت فاطمة على مواكبة أحدث التقنيات والتطورات في هذا المجال، وزيارة العديد من المعارض المتخصصة بمملكة البحرين وخارجها، لتبقى على اطلاع مستمر بكل جديد يُعرض في الساحة. هذا بالإضافة الى توسيع شبكة علاقتها مع رواد وخبراء المجوهرات والاستفادة من التجارب المحلية والدولية الناجحة بنفس المجال .ومن هنا نشأت علامتها التجارية» Vion»، والتي تعني “الرؤية” أو “البصيرة”، لتكون مرآة لشغفها وبداية لرحلتها الذهبية. ما يميز تصاميمها هو أسلوبها الذي يجمع بين الكلاسيكية والحداثة بانسجام تام . وتعتمد على قصات فريدة للأحجار لتبرز جمالها وتفردها وتعكس شخصية المرأة التي ترتديها. كما تهتم فاطمة بملمس الذهب وتنوع خاماته، وتحب دمج عناصر متعددة في تصميم واحد، مما يمنح القطعة عمقاً فنياً وتناسقاً بصرياً يميز أسلوبها الخاص. وبالرغم من مواجهتها لبعض الصعوبات المتمثلة في إيجاد حرفيين متخصصين في صقل الأحجار وتنفيذ التفاصيل الدقيقة لتصاميمها ، إلا ان ذلك لم يثنيها عن تقديم الأحجار بجرأة، وتوظيفها بتصاميم ذات تفاصيل متقنة ودقيقة.
لا تبحث المصممة فاطمة الصديقي عن الإلهام، بل تراه وتحس به في البيئة المحيطة بها . وكل تصميم لديها يخبّئ في طياته قصة، وبصمة ،وكل اسم اختارته يحمل دلالة ورسالة. ومن هذه التصاميم «ڤيونا» المستوحاة من الطائرة الورقية، وترمز للانطلاق والتحرر . وتعد تشكيلة «سلام « المستوحاة من حمامة السلام من التصاميم الكلاسيكية، التي تم تجسيدها بطريقة فنية باستخدام حبات الماس ليحمل الجمال الأبدي كرسالة سلام وسمو. هذا بجانب بعض المجموعات المبنية على الحضارات القديمة مثل ناميسا وبيراميد الذي يتميز بشكل الحجر الهرمي المرصع بالألماس بطريقة فنيه مع الحروف العربية .أما عن تصميم «فيلا» فيرمز للنقاء والحب الأبدي .وتم فيها توزيع حبات الالماس بطريقة متناثرة لتشكل وردة الجيسبوفيلا بكل حرفية. ويأتي تصميم Blocks”» على شكل حجر مستطيل مرصع بالألماس الفريد. دخلت فاطمة عالم الذهب البحريني، ومزجت بين تراث الأجداد وحداثة الحاضر. ووظفت النقوش العربية بذكاء، ودمجتها مع الاحجار واللؤلؤ البحريني وألوان المينا لتُنتج قطعاً تراثية بروح مستقبلية تعبّر عن الهوية الخليجية. وتحمل أسماء عربية تنبض بالأنوثة منها مريم و مشاعل و روضة و منيره ونجلة وغيرها. تعرض المصممة البحرينية المبدعة تصاميمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب تواجدها في مجوهرات الفردان ومجوهرات الكوهجي، ما يعكس تميّز أعمالها والإقبال المتزايد عليها، ومؤكّدًا مكانتها المتصاعدة في عالم المجوهرات.وتطمح الى الالتحاق بالجامعات الأكاديمية المعتمدة في مجال المجوهرات، بهدف صقل مهاراتها واكتساب تقنيات متقدمة، مما يمهّد الطريق لتحقيق حلمها في الوصول إلى منصات المجوهرات العالمية، و تصبح تصاميمها انعكاسًا للهوية الخليجية العصرية ورسالة جمال أبدية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك