الغمسة المزدوجة هي عادة منتشرة في التجمعات الاجتماعية، وتعني غمس الطعام في صحن مشترك، ثم أخذه لقضمه، ثم إعادة غمسه مرة أخرى. ورغم أنها تبدو تصرفًا بسيطًا وعفويًا فإنها غالبًا ما تُعتبر مخالفة لقواعد الإتيكيت وتثير انزعاج بعض الحاضرين.
وأظهرت دراسات حديثة أن هذه العادة قد تنقل مئات البكتيريا إلى الأطعمة المشتركة، نتيجة اللعاب الذي يلتصق بالطعام بعد قضمه. وقد تؤدي هذه البكتيريا إلى مخاطر صحية، وخاصة لمن يعانون من ضعف المناعة، حتى إن بدت الكميات ضئيلة.
وتتفاوت احتمالات التلوث بحسب نوع الصلصة المستخدمة؛ فالصلصات الحمضية تُظهر مقاومة أفضل لنمو البكتيريا، بينما تسهم الصلصات الغنية بالبروتين، مثل صوص الجبن، في تكاثر البكتيريا بشكل أسرع، ما يزيد من احتمالات التلوث.
ورغم هذه الأدلة العلمية يواصل الكثيرون التقليل من أهمية الغمسة المزدوجة، وينظرون إليها كمخالفة اجتماعية لا أكثر. ويجد المضيفون صعوبة في فرض قواعد صحية صارمة خوفًا من أن يُنظر إليهم على أنهم متشددون أو مفسدون لأجواء الود.
وتوصي الجهات الصحية باتخاذ إجراءات بسيطة لكنها فعالة، مثل تقديم حصص فردية من الصلصات، واستخدام أدوات تقديم مخصصة، أو وضع لافتات توجيهية لطيفة تُشجع على النظافة من دون إحراج الضيوف.
ويبقى التحدي في إيجاد توازن بين الحفاظ على روح الألفة في المناسبات، وتطبيق عادات صحية تقلل من احتمالات نقل العدوى. ومن خلال التوعية والاحترام المتبادل يمكن التوفيق بين العادات والتوصيات الطبية من دون أن نخسر الطابع الاجتماعي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك