تصدرت صورة لطفلة تدعى «سوهان» مواقع التواصل الاجتماعي، وهي على متن قارب هجرة غير نظامية في عرض البحر، في محاولة يائسة للوصول إلى إيطاليا بحثا عن علاج لمرض نادر في الكبد.
وتعاني الطفلة سوهان من ارتفاع حاد في إنزيمات الكبد، وفق ما أوردته وسائل إعلام ليبية. ودفع العجز الطبي والواقع المأساوي عائلتها إلى اتخاذ قرار محفوف بالمخاطر، ومغادرة البلاد عبر البحر في رحلة غير شرعية، ليس هربا من الحرب أو الفقر، بل للبحث عن رعاية طبية قد تنقذ حياة ابنتهم.
وأثارت هذه القصة المؤلمة تفاعلا واسعا وغضبا عارما في الشارع الليبي وعلى منصات التواصل. واعتبر ناشطون أن ما جرى يُعدّ «وصمة عار على جبين الدولة»، حيث كتب أحدهم: «حين يجبر أطفال ليبيا على ركوب قوارب الموت من أجل جرعة دواء، فنحن أمام انهيار أخلاقي وصحي لا يمكن السكوت عنه».
على أثر ذلك، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة تعليماته لرئيس جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية بمتابعة علاج الطفلة سوهان.
وتضمنت التعليمات تكليف رئيس جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية بالسفر الفوري إلى إيطاليا لمتابعة حالة الطفلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاجها على حساب الدولة.
كما وجه الدبيبة السفير الليبي في إيطاليا بالتواصل بشكل عاجل مع عائلة الطفلة وتأمين احتياجاتها والتواصل مع مستشفى متخصص لبدء علاجها بشكل فوري.
وسلطت القضية الضوء من جديد على واقع المنظومة الصحية الليبية، التي تعاني من شح الأدوية وغياب التجهيزات الأساسية، وسط وعود رسمية لا تترجم إلى أفعال.
ويدعو ناشطون المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل لمساعدة الحالات الحرجة داخل ليبيا، من بينها حالة الطفلة سوهان، التي تحولت قصتها إلى رمز لمعاناة الطفولة في بلد أنهكته الفوضى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك