لم يكن الدور نصف النهائي من كأس الاتحاد البحريني لكرة اليد مجرد محطة عبور إلى النهائي، بل كان في حد ذاته بطولة مصغرة جمعت بين القوة، والإثارة، والدهاء التكتيكي، وجسدت عمق المنافسة في واحدة من أكثر النسخ توازنًا على المستوى الفني.
مواجهتان كانتا بمثابة نهائيين مبكرين، جمعتا أربعة فرق قدمت كرة يد حقيقية فيها من الصراع ما يستحق المتابعة، ومن التفاصيل ما يستحق التقدير.
في اللقاء الأول، احتاج الأهلي إلى كل خبرته وتاريخه ليخرج من عنق زجاجة التضامن، لم يكن الفوز سهلًا، ولا الأداء مقنعًا من الناحية الهجومية، لكن ثبات الفريق في لحظات الحسم، وبراعة الحارس صلاح عبدالجليل، حسمتا المواجهة لصالح القلعة الصفراء، في مباراة امتدت حتى رميات الترجيح أمام التضامن، الذي قدّم واحدة من أقوى مبارياته هذا الموسم بقيادة المدرب أمين القلاف، الذي وضع الأهلي في مأزق حقيقي بفضل قراءة فنية عالية، وانضباط تكتيكي يُدرّس.
أما في المواجهة الثانية، فكانت القصة مختلفة، فالشباب يصعد والنجمة يخرج، وهي جملة كانت في السابق من الصعب تصورها، لكنها تحققت على أرض الواقع، حيث الشباب أظهر شخصية فريق كبير، وتفوق ذهنيًا وتكتيكيًا، خاصة في الجانب الدفاعي، كما نجح المدرب أحمد المدوب في تحجيم خطورة النجمة وإخراجه من السباق في مواجهة كانت مغلقة تكتيكيًا من الطراز الرفيع.
ما يحسب لهذا الدور، أنه لم يكن فيه طرفا ضعيفا، بل اظهر كل فريق استعداده الفني والذهني، سواء من تأهل أو من غادر، فقدّم التضامن مشروعًا واضحًا، فيما دفع النجمة ثمن الغيابات في صفوفه، لكنه بقي نداً حتى النهاية، أما الأهلي والشباب فقد أثبتا أن النهائي القادم سيكون على مستوى الحدث، وربما يتفوق في الإثارة على ما رأيناه حتى الآن.
Am96ahmedsrhan@gmail.com

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك