تغطية: مروة أحمد
تصوير: محمود بابا
أكد الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة أهمية إقامة المؤتمرات الصحية للتعرف على أحد ما توّصل اليه العلم والمجال البحثي على الصعيد الطبي والعلاجي، مؤكدًا أهمية إشراك المختصين في البحرين بآخر هذه التطورات بكل المجالات الطبية.. جاء ذلك في تصريح خاص على هامش افتتاحه أعمال مؤتمر ومعرض البحرين للتخدير وإدارة الألم أمس الخميس الذي نظمته المستشفيات الحكومية، بحضور الدكتورة جليلة بنت السيّد حسن جواد وزيرة الصحة والشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة رئيس مجلس أمناء المستشفيات الحكومية، بالإضافة إلى الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية وبمشاركة نخبة من الأطباء والاستشاريين المتخصصين بمجال التخدير وإدارة الألم من داخل وخارج البحرين.
وأوضح أن هذا المؤتمر يعتبر الأول في البحرين المسؤول عن تناول تخصص التخدير وإدارة الألم بشكل مفصل وبصورة علمية، منوها بالأجهزة المعروضة في المعرض المصاحب للمؤتمر والتي يتم استخدامها في البحرين، وأن هذا المعرض يمثل فرصة للتعرّف على أحدث الأجهزة الطبية في مجال التخدير وإدارة الألم.
وقال إن المؤتمر يجسد ما يحظى به القطاع الطبي من دعم ورعاية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كما أشاد بالجهود المبذولة من المستشفيات الحكومية في تنظيم مثل هذه الملتقيات العلمية التي تسهم في تعزيز نمو القطاع الطبي ورفع كفاءته في المملكة.
من جانبها، قالت الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية لـ«أخبار الخليج» إن التخدير يعتبر من التخصصات النادرة وإدارة الألم أكثر ندرة عالميًّا، ومن هذا المنطلق عملت المستشفيات الحكومية على احتضان مختلف الاستشاريين والاطباء والأخصائيين المعنيين بهاذين المجالين من داخل وخارج البحرين تحت قبة هذا المؤتمر وذلك للتعرّف على آخر مستجدات مجال التخدير وأحدث وسائله وآلياته والمضاعفات الحاصلة عنه.
وحول جهود المستشفيات الحكومية في تطوير التخصص في البحرين، أكدت د. الجلاهمة وجود الخطط والبرامج التدريبية المخصصة لحديثي التخرج والشاملة لهذا التخصص، من خلال اشراك هذه الفئة في برامج البورد التي يعلنها المجلس الأعلى للصحة والمدعومة من صندوق العمل «تمكين»، وتحدثت الجلاهمة عن مشاركة القطاع الخاص خلال العام الماضي بتمويل برامج تدريب للأطباء في مجال التخدير وإدارة الألم لتوظيفهم في المستشفيات الخاصة نظرًا الى الحاجة الماسّة الى هذا التخصص.
وأضافت أن المستشفيات الحكومية وضعت خطة سنوية لعقد مؤتمرات متخصصة ومؤتمر البحرين للتخدير وإدارة الألم بحكم وجود أمراض ذات آلام مزمنة تتطلب تدّخل استشاري التخدير المتخصص في علاج هذا النوع من الألم عن طريق وضع خطة علاجية معنية بعلاج هذا الألم من خلال بعض الأدوية والمسكنات.
وأوضحت الدكتورة زينة عبدالستـار رئيسة المؤتمر لـ«أخبار الخليج» أن المؤتمر يتضمن 21 محاضرة تتناول التطوّر السريع الحاصل في مجال التخدير، واستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التخدير، واستعراض أنواع التخدير وآلياته وما يتناسب مع كل مريض، وعلاج الآلام المزمنة من استخدام الأدوية والمسكنات إلى العلاجات التداخلية، وكيفية استخدام الأجهزة الحديثة وأجهزة الموجات فوق صوتية، لافتة إلى مشاركة خمس شركات كبرى في مجال الأجهزة الطبية في المعرض المصاحب للمؤتمر.
وتحدث الدكتور حازم العالي رئيس الخدمات الطبية بالمستشفيات الحكومية عن أهمية إقامة هذا النوع من المؤتمرات في البحرين وعلى مستوى المنطقة، مشيرا إلى أن المؤتمر سيركز على آخر مستجدات تخصص التخدير وإدارة الألم.
وكشف الدكتور معتصم المشعور استشاري التخدير وعلاج الألم بمجمع السلمانية الطبي رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر لـ«أخبار الخليج» أنه خلال الآونة الأخيرة تمكن التخصص من استقبال عددٍ من الأطباء المقيمين والجُدد المهتمين به في البحرين، مشيرًا إلى بعض التحديات المتعلقة بالتخصص التي تمحورت حول شح الاقبال عليه بسبب النظرة السلبية له وغياب العيادات المتخصصة وحاجته الماسة إلى تسليط مزيد من الضوء عليه حول العالم.
وفي حديثه عن موضوعات المؤتمر ومنها الذكاء الاصطناعي، أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يواجه صعوبة في الوجود بمجال التخدير والألم لأن المختص والاستشاري بهذا المجال يركز على أكثر من زاوية متعلقة بالمريض من ناحية تاريخه المرضي ووضعه الصحي والكثير من المواضيع التي يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة بتناولها.
واستعرض اليوم الأول من المؤتمر تسع محاضرات إلى جانب جلستين نقاشيتين أولها ناقشت الابتكارات العالمية في التخدير وسد الممارسات التقليدية مع التقنيات الناشئة، والجلسة الحوارية الثانية تحدثت عن الابتكارات في إدارة الألم وما وراء النُهج التقليدية، وبالنسبة الى المحاضرات فقد كان ضمنها محاضرة بعنوان «علم وظائف الأعضاء والتطبيق السريري لطب الفضاء الجوي»، ومحاضرة عن أهمية التخدير إلى جانب محاضرة عن تجنب المواد الأفيونية لجراحة القلب، ومن المحاضرات الخاصة باليوم الأول ستكون عن التخدير الناحي في جراحة القلب، والولادة الطبيعية وما وراء الأبيديورل، وسيتم استعراض الدليل المزدوج للمعايير الذهبية لكتل الأعصاب الطرفية، وآخر محاضرات اليوم الأول تطرّقت إلى تطور التقنيات التدخلية.
ومن المتوقع اليوم الجمعة أن يقيم المؤتمر في يومه الأخير أربع جلسات حوارية أولها تتطرّق إلى التقدم في السلامة والراحة في تخدير الأطفال، والجلسة الثانية ستركز على تحسين النتائج الجراحية من خلال مسارات التعافي التي تركز على المريض، أما الجلسة الحوارية الثالثة فستتحدث عن تطوير الرعاية في الصدمات والرعاية الحرجة بالإضافة إلى جلسة حوارية أخيرة تناقش مستقبل التخدير عبر الحلول الشخصية وابتكارات الذكاء الاصطناعي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك