إقبال كبير على مهرجان التوت بسوق المزارعين
المزارعون: المهرجان فرصة لإبراز الإنتاج البحريني
تغطية: أمل الحامد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
قام سمو الشيخ محمد ب سلمان بن حمد آل خليفة بزيارة لمهرجان التوت البحريني المقام في سوق المزارعين بهورة عالي يوم أمس، واطلع سموه خلال جولته على المنتجات الزراعية الوطنية المتميزة ومنتجات الأسر المنتجة المعروضة في المهرجان.
وأعرب عدد من المزارعين عن تقديرهم لهذه الزيارة التي تعكس حرص سموه على دعم المزارع البحريني، وتشجيع المبادرات الزراعية، وتسويق المنتجات البحرينية، مشيرين إلى أن هذه اللفتة ليست بغريبة على سموه، إذ يحرص دوما على زيارة سوق المزارعين في مختلف الفعاليات لدعم المبادرات الموجهة لتعزيز الإنتاج الزراعي ودعم المزارع البحريني في النهوض بالمنتج الزراعي الوطني وتحقيق الأمن الغذائي.
يعتبر التوت البحريني من الفواكه المحببة التي تشهد إقبالا كبيراً عليها من الكثير خصوصاً في السنوات الأخيرة مع ظهور العديد من الهبات مثل الآيسكريم والحلويات والعصائر وخبز الرقاق والحلوى البحرينية وغيرها من منتجات.
وانطلق مهرجات التوت البحريني يوم أمس بسوق المزارعين بهورة عالي ويستمر إلى اليوم السبت، حيث يتوافر للزائرين تجربة المنتجات المعدة والمعروضة من التوت مثل آيسكريم التوت اللذيذ، عصير التوت المنعش، وخبز الرقاق بالتوت التقليدي، إلى جانب منتجات الأسر البحرينية المنتجة، وكذلك يتوافر ركن للأطفال.
وقال مزارعون لـ«أخبار الخليج»: إن فاكهة التوت البحريني من الثمار المتوافرة منذ القدم وزرعها الآباء في مملكة البحرين، وخلال الأعوام الأخيرة شهدت إقبالا كبيراً عليها مع ظهور هبات آيسكريم التوت وعصير التوت وغيرها من منتجات دخل التوت في إعدادها.
وقال المزارع محمد ميرزا «أبو محمد»: إن مهرجان التوت يشهد إقبالا كبيراً خصوصاً أن هذه الثمار محبوبة ومرغوبة في المملكة وتتوافر العديد من الأصناف، مشيراً إلى توافر أشجار التوت الصيني بالمزرعة، إلى جانب التوت البحريني، والأمريكي والتايلندي، مؤكداً أن الأسعار في مهرجان التوت مناسبة وأقل مما عليه في الأسواق، حيث يباع الكيلو بسعر 1.5 دينار، وعندما يتوافر بكميات أكبر ينخفض السعر إلى دينار واحد، إلى جانب بيعه بأسعار مناسبة لأصحاب المشاريع.
وأشار إلى توافر أنواع جديدة من أشجار التوت في المهرجان مثل أشجار التوت المصري، الذي يعد حافزاً لزراعة أنواع جديدة من التوت في المملكة، وأكد أن السوق يشهد إقبالا كبيراً على شراء التوت منذ انطلاق المهرجان يوم أمس.
فيما قال المزارع إبراهيم سبت: إن ثمار فاكهة التوت في السابق نوعان هما البحريني الأحمر والصيني، أما حالياً فتوجد 5 أنواع من التوت يتم زراعتها في المملكة، وهم التايلندي والصيني والبحريني والكشميري والسكري، مشيراً إلى أن الإقبال على التوت ازداد في السنوات الأخيرة قبل حوالي 5 إلى 8 سنوات مع ظهور هبات الحلويات والآيسكريم وغيرها. وذكر أن أسعار التوت تتراوح ما بين دينار واحد للكيلو ويصل إلى 5 دنانير بحسب النوع.
وأشار المزارع علي العجيمي إلى توافر التوت البحريني الأصلي بكميات قليلة، مضيفاً أن التوت الصيني والتوت السكري يشهدان طلباً كبيراً عليهما.
وجدير بالذكر أن موسم حصاد التوت يبدأ في مارس ويستمر إلى مايو، ويعتبر التوت من الفواكه الغنية بفيتامين سي (C) والألياف ومضادات الأكسدة، ومن فوائده الصحية معالجة مشاكل الجهاز الهضمي وتنقية الكبد، ويمتاز التوت بمذاقه المميز معتدل الحلاوة والحموضة، مثالي للمربى والعصائر والآيسكريم والكعك وغيرها، إلى جانب استخدامه في الأطباق والحلويات البحرينية التقليدية.
من جانبهم، قال زائرون للمهرجان لـ«أخبار الخليج»: إن هذه الزيارة لتجربة أنواع التوت المعروضة للبيع والمنتجات المعدة منه نظراً إلى حبهم لهذه الفاكهة.
وأكد باقر زين الدين، زائر للمهرجان مع عائلته، أن المهرجان يعد فرصة لتسليط الضوء على منتج يعتبر من التراث البحريني، وتعد فرصة جميلة لرؤية التوت في عدة منتجات مثل المأكولات والمخبوزات والكعك والآيسكريم، وفرصة لإبراز هذا المنتج الموسمي بشكل مبتكر في المهرجان.
وأشار إلى أن التوت البحريني شهد طفرات في الفترات السابقة وتطور في النبتة مع دخول بعض الأنواع الآسيوية في تطعيم النبات البحريني وظهرت منتجات جديدة ومتميزة، ولكنه لا يزال يفضل التوت البحريني بالنكهة الأصيلة القديمة.
فيما قال إبراهيم سند «أبوخليل»، زائر للمهرجان: إن التوت البحريني يشهد إقبالا ويعتبر من أفضل الأنواع في دول الخليج، كما أن مذاقه المميز يسهم في جعل جميل من يتذوقه يحبه.
إلى ذلك، قالت رحمة محمد خريجة زراعة: إن شجرة التوت كانت تزرع منذ القدم في مملكة البحرين خاصة في المناطق الزراعية مثل النويدرات وكرزكان ودمستان وسند، حيث كانت التربة الجوفية مناسبة لزراعة هذه الشجرة.
وقالت المهندسة الزراعية إيمان الفضل إن الاسم العلمي لشجرة التوت (Morus)، وهي شجرة متساقطة الأوراق تنتمي إلى عائلة التوتيات، والتي تتميز بثمارها الصغيرة التي تتراوح ألوانها بين الأحمر، الأسود، والأبيض بحسب النوع، مشيرة إلى التوت يعتبر من الفواكه المغذية التي تحتوي على مضادات أكسدة قوية، مثل الأنثوسيانين، والتي تسهم في تقوية جهاز المناعة وتقليل الالتهابات. كما يحتوي على فيتامينات A وC وK، وألياف غذائية مفيدة للهضم. وحتى أوراقها تُستخدم في تغذية ديدان الحرير.
وأشارت إلى أنه من الناحية الزراعية، تُعد شجرة التوت من الأشجار التي تتحمل الجفاف نسبيًّا وتتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، ما يجعلها مناسبة للزراعة في البيئات الحارة مثل مناخ البحرين، وأظهرت تجارب زراعية محلية أن التوت يمكن أن ينمو بنجاح في التربة الرملية بشرط توفير الري المنتظم خلال فترات النمو.
وذكرت أنه يتم تشجيع زراعة التوت في مملكة البحرين كجزء من التوجه نحو تعزيز الأمن الغذائي، وتنويع المحاصيل المحلية، ومثل هذه الفعاليات الزراعية – ومنها فعالية التوت التي أُقيمت في هورة عالي – تسهم في زيادة الوعي بأهمية هذا النوع من الأشجار، ودوره في دعم الإنتاج المحلي، وتوفير منتجات طبيعية لدعم الأمن الغذائي المحلي وزيادة الاكتفاء الذاتي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك