د. كوثر العيد: التركيز على الوجبات الصغيرة وزيادة الأطعمة الغنية بالألياف
بعد انقضاء شهر رمضان المُبارك، الشهر الذي تميّز بتنوّع اصناف الطعام على مائدة الإفطار والسحور، يتطلب على المسلم أن يعيد التوازن إلى نظامه الغذائي بعد فترة الصيام والتغيير في العادات الغذائية، ونصحت الدكتورة كوثر العيد استشارية الصحة العامة ورئيس جمعية أصدقاء الصحة بالعودة إلى الطعام بشكل تدريجي والتركيز على تناول وجبات صغيرة ومتعددة بالإضافة إلى زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف والتقليل من الأصناف الدسمة.
وأكدت أهمية تناول الطعام بشكل تدريجي لتجنب اجهاد الجهاز الهضمي، والبدء بوجبات خفيفة ومتوازنة ومن ثم زيادة الكميات بشكل تدريجي، ونوّهت إلى التركيز على تناول وجبات صغيرة ومتعددة عبر تناول من أربع إلى خمس وجبات صغيرة خلال اليوم بدلًا من وجبتين أو ثلاث كبيرة، ويساعد ذلك على تعزيز عملية الهضم ويسهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم.
وتطرّقت إلى ضرورة زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف كونها عامل مساهم في عملية الهضم، حيث أشارت إلى الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات كـأفضل خيار من الألياف لتجنب الإمساك الذي قد يحدث بعد فترة الصيـام، وأكدت أهمية تجّنب وتقليل الأصناف الدسمة من الأطعمة التي قد تكون عاملًا في حدوث مشاكل هضمية أو زيادة في الوزن، حيث نصحت بتناول البروتينات الصحيّة مثل الأسماك واللحوم الخالية من الدهون والبيض.
ومن النصائح التي تطرّقت اليها الدكتورة في الروتين الغذائي بعد شهر رمضان المبارك هي تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات المضافة والتي تتواجد في المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، حيث يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن أو التسبب في تقلبات سريعة في مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى ضرورة شرب كميات كافية من المياه لتعويض نقص السوائل الذي قد حدث أثناء فترة الصيام حيث يساعد الماء في تحسين وظائف الأيض ودعم صحة البشرة.
وفي حديثها عن النظام الغذائي بعد شهر رمضان المبارك فقد أكدت أهمية التنوّع والتوازن في النظام الغذائي حيث نوّهت إلى ضرورة تناول مصادر بروتين متنوعة مثل اللحوم المشوية، الأسماك، البيض، والفاصوليا وذلك لأن البروتين يعزز الشبع ويعمل على بناء الأنسجة والعضلات، ونصحت بالتركيز على الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، الشوفان، والكينوا، حيث توفر طاقة طويلة الأمد وتساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم.
ونصحت بتناول الدهون الصحية في النظام الغذائي مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات. هذه الدهون مهمة لصحة القلب والدماغ، وشددت على تضمين الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الخضروات الورقية، الفواكه، والمكملات الغذائية إذا لزم الأمر. الفيتامينات مثل فيتامين D والكالسيوم ضرورية لصحة العظام، في حين أن فيتامين C والمغنيسيوم يدعمان مناعة الجسم.
وفي حديثها عن أصحاب الأمراض المزمنة بعد شهر رمضان المبارك، فقد نصحت الدكتورة كوثر العيد أصحاب الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وغيرها بالتنسيق مع الطبيب قبل تغيير النظام الغذائي أو تعديل أدوية العلاج بعد رمضان مشيرةً إلى حاجتهم في تعديل جرعات الأدوية لتناسب احتياجاتهم بعد العودة إلى روتين تناول الطعام الطبيعي.
وأكدت ضرورة توزيع الطعام على مدار اليوم لأصحاب الأمراض المزمنة بشكل متوازن عبر تناول من خمس إلى ست وجبات طعام، حيث يسهم ذلك في تجنب تقلبات مستويات السكر في الدم بالنسبة إلى مرضى السكري أو ارتفاع مستويات الدهون، وتحدثت عن ضرورة الحد من الأطعمة المالحة والدهنية وذلك للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب حيث يجب عليهم تقليل تناول الأطعمة المالحة، والأطعمة المقلية، والدهون المشبعة، ويفضل تناول الطعام المطهو بطريقة صحية مثل السلق أو الشوي.
كما نوّهت إلى ضرورة مراقبة مستويات السكر في الدم بصورة دقيقة ومن الضروري توزيع الكربوهيدرات بانتظام على الوجبات وعدم تناول كميات كبيرة دفعة واحدة، ومن النصائح التي تقدمت بها استشاري الصحة العامة لأصحاب الأمراض المزمنة هي تجنب الإفراط في الطعام بعد شهر رمضان المبارك والذي قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع مستوى الدهون في الدم، ومن المهم تناول الطعام بكميات معتدلة والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية الفارغة، وكانت آخر نصائحها هي ممارسة النشاط البدني بشكل معتدل مثل المشي أو السباحة، إذ يساعد النشاط البدني في تحسين مستوى السكر في الدم وتعزيز صحة القلب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك