إسطنبول - (أ ف ب): تواصلت الاحتجاجات في تركيا بعد أسبوع من توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أبرز خصوم الرئيس رجب طيب أردوجان الذي تعهد مجددا عدم الاستسلام لـ«إرهاب الشوارع». للّيلة السابعة على التوالي، تجمّع عشرات آلاف الأشخاص الثلاثاء ملوحين بالأعلام التركية ولافتات مناهضة للسلطة أمام مبنى بلدية إسطنبول بدعوة من المعارضة. وتزامن ذلك مع تظاهر آلاف الطلاب تحت رايات جامعاتهم، وقد غطوا وجوههم خشية أن تتعرف عليهم الشرطة.
وأعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، أنه سيتوقف عن الدعوة إلى «التظاهر كل ليلة أمام بلدية إسطنبول». لكنه في المقابل دعا إلى تظاهرة حاشدة السبت في إسطنبول، رغم الحظر الساري منذ الأسبوع الماضي في المدينة وفي العاصمة أنقرة وإزمير، ثالث مدن البلاد. وفرّقت الشرطة التي أوقفت أكثر من 1400 شخص منذ 19 مارس، المتظاهرين في إسطنبول الثلاثاء من دون عنف، على عكس الليالي السابقة، بحسب صحفيين في وكالة فرانس برس.
وبحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أوقف 172 شخصا في إسطنبول في الأيام الأخيرة بسبب استفزازات وأعمال عنف أو بسبب إخفاء وجوههم أثناء التظاهرات. ومساء الثلاثاء، قال أردوجان في مواجهة هذه الحركة غير المسبوقة منذ تحرك غيزي الذي انطلق من ساحة تقسيم في إسطنبول عام 2013 «لا يمكننا تسليم هذا الوطن لإرهاب الشوارع». ورد أوزيل «ثمة شيء واحد يجب أن يعرفه السيد طيب، وهو أن عددنا لا يتناقص مع التوقيفات والسجن: بل يتزايد!».
وذلك ما أثبته آلاف الطلاب الذين تظاهروا في أنقرة وإسطنبول، وسط تصفيق سكان محليين في منطقة على الجانب الأوروبي من المدينة تحت مراقبة الشرطة، فيما بدأ البعض يقرع على أوان ومقال من النوافذ وعلى عتبات الأبواب. وقبل ذلك بساعات، أمرت محكمة في إسطنبول بإيداع سبعة صحفيين أتراك الحبس الاحتياطي أحدهم من وكالة فرانس برس، بتهمة المشاركة في تجمعات محظورة.
ودعا رئيس مجلس إدارة وكالة فرانس برس فابريس فريس الثلاثاء الرئاسة التركية إلى «الإفراج السريع» عن مصورها ياسين أكغول الموقوف بتهمة المشاركة في تجمع في إسطنبول حظرته السلطات التركية. وأكد فريس في رسالة موجهة إلى الرئاسة التركية أن «ياسين أكغول لم يكن يتظاهر، كان يغطي كصحفي إحدى التحركات الاحتجاجية العديدة التي نظمت في البلاد منذ الأربعاء 19 مارس « بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض. ووصف فريس توقيفه الثلاثاء بأنه «غير مقبول».
من جهتها، دانت منظمة «مراسلون بلا حدود» غير الحكومية «القرار الفاضح (الذي) يعكس الوضع الخطر للغاية الجاري في تركيا». وفي واشنطن، أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال استقباله نظيره التركي هاكان فيدان الثلاثاء عن «قلقه» إزاء هذه التوقيفات والتظاهرات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك