دبي - (رويترز): قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس إن الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة مستحيل ما لم تغير سياسة الضغوط التي تتبعها، وذلك في وقت تستعد فيه طهران للرد على رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقترح التفاوض على اتفاق نووي جديد.
وقال ترامب في وقت سابق من الشهر إنه بعث الرسالة إلى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وحذر من أن «هناك طريقتين للتعامل مع إيران: عسكريا أو من خلال إبرام اتفاق».
ورفض خامنئي العرض الأمريكي لإجراء محادثات ووصفه بأنه «خداع»، وقال إن التفاوض مع إدارة ترامب «سيؤدي إلى تشديد العقوبات وزيادة الضغوط على إيران».
لكن عراقجي ذكر يوم الخميس أن طهران سترد قريبا على «التهديدات والفرص» الواردة في الرسالة.
وبينما ترك ترامب الباب مفتوحا أمام إبرام اتفاق نووي مع طهران، أعاد العمل بسياسة «أقصى الضغوط» التي اتبعها في ولايته الأولى وتتضمن جهودا لخفض صادرات إيران من النفط إلى الصفر.
وفرضت الولايات المتحدة أربع جولات من العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس عن عراقجي قوله «في ظل هذه الظروف، لم يعد من الممكن الدخول في محادثات مع أمريكا، إلا إذا تغيرت بعض التوجهات».
وأضاف «عندما نقول لا للمفاوضات مع الولايات المتحدة، فإن ذلك ينبع من التاريخ والخبرة»، في إشارة إلى انسحاب ترامب خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى كبرى عام 2015.
وقال عراقجي «في رأيي، لا يمكن إحياء اتفاق 2015 بصيغته الحالية. لن يكون ذلك في مصلحتنا، لأن وضعنا النووي تطور بشكل ملحوظ، ولم يعد من الممكن أن نعود إلى الأوضاع السابقة».
لكنه قال إن اتفاق 2015 لا يزال من الممكن أن يشكل «أساسا ونموذجا للتفاوض».
من جانبه قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أمس إن رسالة ترامب لخامنئي بشأن اتفاق نووي جديد محتمل هو محاولة لتجنب العمل العسكري.
وقال لشبكة فوكس نيوز «لسنا بحاجة إلى حل كل شيء عسكريا». وأضاف «رسالتنا لإيران هي: دعونا نجلس معا ونرى ما إذا كان بإمكاننا، من خلال الحوار والدبلوماسية، الوصول إلى الحل الصحيح. إذا استطعنا، فنحن مستعدون لذلك. وإذا لم نستطع، فإن البديل ليس خيارا جيدا».
وقال يتكوف: إيران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية و«هذا لا يمكن أن يحدث ولن يحدث»
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي الشهر الماضي إن الوقت ينفد أمام التوصل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني، وذلك مع مواصلة طهران تسريع تخصيب اليورانيوم إلى ما يقرب من درجة صنع الأسلحة.
وتتهم قوى الغرب إيران بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، وهي نسبة تزيد على ما يلزم للاستخدامات المدنية التي تقول طهران إنها هدف برنامجها النووي.
وتؤكد طهران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وأنها تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك