الرياض – (أ ف ب): بدأت في الرياض أمس محادثات بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين للبحث في هدنة جزئية محتملة في الحرب مع روسيا، وذلك عشية مفاوضات بين الوفدين الروسي والأمريكي تعقد أيضا في السعودية وتوقع الكرملين أن تكون «صعبة».
من جهته، أظهر ستيف ويتكوف موفد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤلا أمس، قائلا إنه يتوقع إحراز «تقدم حقيقي» خلال هذه المحادثات.
وعلى فيسبوك، قال رئيس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف: «بدأنا الاجتماع مع الفريق الأمريكي في الرياض»، مضيفا: «يتضمن جدول الأعمال مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية».
وتدفع واشنطن وكييف، في الحد الأدنى، نحو وقف مؤقت لضربات تستهدف منشآت الطاقة التي تضرّرت على نحو كبير بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء النزاع الأوكراني.
ووفق عمروف «يتضمن جدول أعمال» الاجتماع «مقترحات ترمي إلى حماية منشآت الطاقة وتلك الأساسية».
وسبق أن أبدت أوكرانيا استعدادها لهدنة «عامة» غير مشروطة.
وشددّ الكرملين على أن الاتفاق بين واشنطن وموسكو يقتصر على وقف أعمال القصف التي تطول منشآت الطاقة لدى الطرفين.
وبادر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة، قائلا للتلفزيون الروسي أمس: «هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل».
وأضاف: «لسنا سوى في بداية هذا المسار» لتسوية النزاع.
وفي مؤشّر على التباينات في وجهات النظر يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف، في حين قرّر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رتبة هما سيناتور ودبلوماسي سابق ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي.
ومن نقاط الخلاف الأخرى ما قاله بيسكوف أمس عن أن المسألة «الرئيسية» للمحادثات بين الأمريكيين والروس ستكون «استئناف العمل» باتفاق الحبوب في البحر الأسود، من دون الإشارة بتاتا إلى اتفاق محتمل بشأن وقف محدود أو غير مشروط للقتال.
وأتاحت مبادرة البحر الأسود التي كانت سارية بين صيفي 2022 و2023 لأوكرانيا تصدير حبوبها الأساسية لتغذية العالم، رغم انتشار أسطول روسي في المنطقة.
وانسحبت موسكو عام 2023 من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، متهمة الغرب بعدم الوفاء بالتزاماته بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة.
وأكّد بيسكوف: «نعتزم الاثنين مناقشة موافقة الرئيس بوتين على استئناف العمل بما يسمى مبادرة البحر الأسود، وسيكون مفاوضونا مستعدين لمناقشة الفروقات الدقيقة حول هذه المشكلة».
وصرّح ويتكوف لقناة فوكس نيوز: «أعتقد أنكم سترون في السعودية الاثنين تقدما حقيقيا، ولا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل».
وفي موازاة الجهود الدبلوماسية، أعلن الجيش الأوكراني أمس استعادته قرية صغيرة في منطقة لوغانسك الشرقية، في تقدّم نادر لقوّاته في المنطقة التي سيطرت عليها روسيا في شكل شبه كامل منذ 2022.
وأعلن الجيش الروسي الذي يحرز تقدّما ميدانيا كبيرا السيطرة على بلدة سريبنيه في الشرق الأوكراني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك