بيروت - (وكالات الأنباء): أوعز رئيس الجمهورية جوزيف عون أمس الإثنين الى الجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران من الجانب السوري، بعدما أدى إطلاق نار عبر الحدود الى مقتل طفل وإصابة ستة آخرين بجروح، وفق السلطات اللبنانية.
وقد تبادلت قوات سورية إطلاق النار مع جنود لبنانيين وجماعات مسلحة في شمال شرق لبنان الليلة الماضية وفي الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين في إطار حلقة جديدة من الاشتباكات على الحدود بين البلدين.
وتشهد الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا توترا بدأ ليل الأحد الماضي، وفق ما قال مصدر أمني لبناني لفرانس برس، إثر دخول «ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري الى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب»، ما أسفر عن مقتلهم. واتهمت وزارة الدفاع السورية الأحد «حزب الله بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود اللبنانية قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم»، الأمر الذي نفاه حزب الله «بشكل قاطع». سكان شمال شرق لبنان كانوا يخشون تعرض بلدتهم لهجوم. وقالت وزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني إن القوات السورية قصفت بلدات حدودية لبنانية ليلا ردا على مقتلهم. وقال سكان من بلدة القصر التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن الحدود لرويترز إنهم فروا مبتعدين عن المناطق الحدودية هربا من القصف.
وذكر مراسل من رويترز على الحدود أن الجيش السوري أرسل قافلة من الجنود وعدة دبابات إلى الحدود أمس الاثنين. وأطلقت القوات السورية النار في الهواء أثناء مرورها عبر البلدات في طريقها إلى الحدود. وقال ماهر الزيواني، وهو قائد فرقة من الجيش السوري تنتشر على الحدود: «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت لدعم المواقع على الحدود السورية اللبنانية ومنع أي انتهاكات في الأيام المقبلة». وفي منشور على منصة اكس أمس الإثنين، اعتبر عون أن «ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، ولن نقبل باستمراره». وأضاف: «أعطيتُ توجيهاتي للجيش اللبناني بالردّ على مصادر النيران».
وكان الجيش اللبناني أعلن أنه نفّذ «تدابير أمنية استثنائية وأجرى اتصالات مكثفة» منذ ليل الأحد سلّم نتيجتها الجثامين الثلاثة للجانب السوري. وأفاد عن تعرض قرى وبلدات لبنانية في المنطقة الحدودية «لقصف من جهة الأراضي السورية»، ردّت عليه الوحدات العسكرية «بالأسلحة المناسبة، وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني».
وأفاد أيضا عن اتصالات مستمرة بين «قيادة الجيش والسلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية». وفي ختام جلسة للحكومة اللبنانية، أعلن وزير الإعلام بول مرقص مقتل طفل وإصابة ستة أشخاص بجروح، مشيرا الى حركة نزوح للمدنيين العزل من المنطقة التي طالتها النيران. وأوعزت الحكومة اللبنانية، وفق مرقص، الى الوزراء المعنيين «برفع مستوى التنسيق مع السلطات السورية المختصة لمعالجة هذه الأمور، وأُعطيت التعليمات اللازمة للتشدد في ضبط الحدود». وشكلت الحكومة لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء نواف سلام وعضوية وزراء الداخلية والدفاع والمالية والعدل والأشغال «لاقتراح التدابير اللازمة لضبط ومراقبة الحدود ومكافحة التهريب». ومن بروكسل، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن السوريين «لن يتسامحوا مع أي محاولة للمساس بالسيادة السورية»، متهما «جهات خارجة عن القانون»، بينها «بعض المليشيات المتمركزة على حدودنا مع دول الجوار» من دون ان يسميها، بتشكيل «تهديد مستمر» لأمن بلاده واستقرارها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك