القراء الأعزاء،
ها قد انتصف شهر رمضان المبارك، والجميع الآن فرِح في زخم الاحتفالات الأسرية التقليدية المصاحبة لانتصافه بمناسبة (القرقاعون)، ومن الاضاءات المتزامنة مع هذا الفرح الشعبي أن تطلّ مملكة البحرين على العالم من نافذة تعزيز واحترام حقوق المرأة عمود الأسرة والركن الركين في المجتمع، من خلال جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظّم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة (الجائزة العالمية لتمكين المرأة).
ومن المعلوم بأن شهر مارس موعود مع المرأة ومحبّتها ومُنجزاتها بالفرح والاحتفاء، فلم نبعد كثيراً عن اليوم الثامن منه، حيث احتفينا باليوم العالمي للمرأة، وسنحتفي في الواحد وعشرين منه بيوم الأم أو بعيد الأم الذي خُصص لتقدير وتكريم الأمهات على الدور العظيم والنبيل الذي تضطلعن به من إنجاب وتربية الأبناء لبناء المجتمعات، وهو دور يستحق التقدير بشكل يومي وعلى مدار العام عن استحقاق كثقافة وأسلوب حياة، نظراً إلى حجم العطاء والتفاني والتضحيات التي تقدمها الأمهات في العالم.
وفي خضمّ الاحتفاء بالمرأة، وقبل يومين من تاريخه أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة والتعاون مع مملكة البحرين ممثلة في المجلس الأعلى للمرأة إطلاق النسخة الثالثة من جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة، وتم فتح باب التقديم والترشح للمستحقين لهذه الجائزة في مجال رصد وتوثيق الجهود الرسمية والمجتمعية والفردية في مجال تمكين المرأة حول العالم.
وتعتبر الجائزة هي النسخة العالمية على غرار جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتقدم المرأة البحرينية، التي أنشأت بالأمر الملكي رقم (5) لسنة 2004 المعدل بالأمر الملكي رقم (17) لسنة 2019، والتي تُمثل مبادرة وطنية متقدمة ورائدة في مجال تعزيز مركز المرأة في مجال على أسس من التوازن بين الجنسين باعتبارها ثقافة مجتمع يؤمن بقدرات المرأة ويهيئ لها البيئة التي تُبدع فيها لتسهم في نماء الوطن اجتماعيّاً وسياسيّاً وثقافيّاً وتكون شريكاً فاعلاً في البناء ودفع عجلة اقتصاده بصورة مستدامة.
حيث جاءت فكرة الجائزة العالمية من لدن صاحبة السمو الملكي بعد نجاح التجربة البحرينية وتراكم خبراتها ضمن استراتيجيات وخطط وطنية للنهوض بالمرأة بتمكينها ومن ثم تقدمها، حتى تبنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة هذه الجائزة لتحفيز وتشجيع الجهود الوطنية في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لكي تحذو حذو التجربة البحرينية الرائدة في مجال تمكين المرأة، وتفعيل دورها كشريك فاعل في نماء المجتمع على أسس من مبدأ تكافؤ الفرص، وإبراز قصص النجاح الدولية في هذا المجال على الصعيد الرسمي والمؤسسي والأهلي والفردي وتقديرها على عين الأشهاد دوليّاً.
ومن الجميل تقدير دور المرأة من خلال التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي تضطلع بها من أجل المجتمع وهي كثيرة جداً، وهنا سأقتنص الفرصة كي ألقي الضوء على نموذج لتجربة أهلية قريبة جميلة جداً وإنسانية جداً، برز فيها دور المرأة في اسعاد محيطها، وتتمثل التجربة في اهتمام سيدات أحد فرجان المحرق (بمعاونة سادتها طبعاً) في تنظيم احتفالية (قرقاعون اهل المحرق) حيث استطاعت أن تجمع جميع أجيال أبناء الفريج بأعمارهم المختلفة صغيرهم وكبيرهم، نساءهم ورجالهم كيدٍ واحدة في موقعٍ واحد واحتفالٍ واحد وفرحةٍ واحدة حفاظاً على موروث يستوجب الصون والحماية وتعزيزاً لأواصر القربي والجوار والصداقة والمحبة بين سكانه وضيوفه، بل بين كل من تواجد باعتباره فرداً من عائلة الفريج الكبيرة بصرف النظر عن موطنه الأصلي أو عرقه أو لغته أو جينه أو لونه، ليتقاسم الجميع الفرح على الشيوع، فشكراً لليالي شهر رمضان المبارك وشكراً لمنظمات هذه الاحتفالية، ولله درّ النساء أينما وُجدن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك