العدد : ١٧١٦٦ - الأحد ٢٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٦٦ - الأحد ٢٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ رمضان ١٤٤٦هـ

مقالات

تمكين المرأة من البحرين إلى العالم تحية إجلال لأمهات البحرين

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٦ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

ها‭ ‬قد‭ ‬انتصف‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬والجميع‭ ‬الآن‭ ‬فرِح‭ ‬في‭ ‬زخم‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الأسرية‭ ‬التقليدية‭ ‬المصاحبة‭ ‬لانتصافه‭ ‬بمناسبة‭ (‬القرقاعون‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬الاضاءات‭ ‬المتزامنة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفرح‭ ‬الشعبي‭ ‬أن‭ ‬تطلّ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬نافذة‭ ‬تعزيز‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬عمود‭ ‬الأسرة‭ ‬والركن‭ ‬الركين‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جائزة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظّم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ (‬الجائزة‭ ‬العالمية‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭). ‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬بأن‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬موعود‭ ‬مع‭ ‬المرأة‭ ‬ومحبّتها‭ ‬ومُنجزاتها‭ ‬بالفرح‭ ‬والاحتفاء،‭ ‬فلم‭ ‬نبعد‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬اليوم‭ ‬الثامن‭ ‬منه،‭ ‬حيث‭ ‬احتفينا‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة،‭ ‬وسنحتفي‭ ‬في‭ ‬الواحد‭ ‬وعشرين‭ ‬منه‭ ‬بيوم‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬الذي‭ ‬خُصص‭ ‬لتقدير‭ ‬وتكريم‭ ‬الأمهات‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬العظيم‭ ‬والنبيل‭ ‬الذي‭ ‬تضطلعن‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إنجاب‭ ‬وتربية‭ ‬الأبناء‭ ‬لبناء‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬يستحق‭ ‬التقدير‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬استحقاق‭ ‬كثقافة‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬العطاء‭ ‬والتفاني‭ ‬والتضحيات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الأمهات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬خضمّ‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالمرأة،‭ ‬وقبل‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬تاريخه‭ ‬أعلنت‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمرأة‭ ‬بالشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬إطلاق‭ ‬النسخة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬جائزة‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬العالمية‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬وتم‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬التقديم‭ ‬والترشح‭ ‬للمستحقين‭ ‬لهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬رصد‭ ‬وتوثيق‭ ‬الجهود‭ ‬الرسمية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والفردية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

وتعتبر‭ ‬الجائزة‭ ‬هي‭ ‬النسخة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬جائزة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬التي‭ ‬أنشأت‭ ‬بالأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬5‭) ‬لسنة‭ ‬2004‭ ‬المعدل‭ ‬بالأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬17‭) ‬لسنة‭ ‬2019،‭ ‬والتي‭ ‬تُمثل‭ ‬مبادرة‭ ‬وطنية‭ ‬متقدمة‭ ‬ورائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬مركز‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬باعتبارها‭ ‬ثقافة‭ ‬مجتمع‭ ‬يؤمن‭ ‬بقدرات‭ ‬المرأة‭ ‬ويهيئ‭ ‬لها‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬تُبدع‭ ‬فيها‭ ‬لتسهم‭ ‬في‭ ‬نماء‭ ‬الوطن‭ ‬اجتماعيّاً‭ ‬وسياسيّاً‭ ‬وثقافيّاً‭ ‬وتكون‭ ‬شريكاً‭ ‬فاعلاً‭ ‬في‭ ‬البناء‭  ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬اقتصاده‭ ‬بصورة‭ ‬مستدامة‭.‬

حيث‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬الجائزة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتراكم‭ ‬خبراتها‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وخطط‭ ‬وطنية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمرأة‭ ‬بتمكينها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقدمها،‭ ‬حتى‭ ‬تبنت‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمرأة‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬لتحفيز‭ ‬وتشجيع‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لكي‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬دورها‭ ‬كشريك‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬نماء‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬وإبراز‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الرسمي‭ ‬والمؤسسي‭ ‬والأهلي‭ ‬والفردي‭ ‬وتقديرها‭ ‬على‭ ‬عين‭ ‬الأشهاد‭ ‬دوليّاً‭.‬

ومن‭ ‬الجميل‭ ‬تقدير‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬والكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تضطلع‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المجتمع‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬جداً،‭ ‬وهنا‭ ‬سأقتنص‭ ‬الفرصة‭ ‬كي‭ ‬ألقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬لتجربة‭ ‬أهلية‭ ‬قريبة‭ ‬جميلة‭ ‬جداً‭ ‬وإنسانية‭ ‬جداً،‭ ‬برز‭ ‬فيها‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬اسعاد‭ ‬محيطها،‭ ‬وتتمثل‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬اهتمام‭ ‬سيدات‭ ‬أحد‭ ‬فرجان‭ ‬المحرق‭ (‬بمعاونة‭ ‬سادتها‭ ‬طبعاً‭) ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬احتفالية‭ (‬قرقاعون‭ ‬اهل‭ ‬المحرق‭) ‬حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تجمع‭ ‬جميع‭ ‬أجيال‭ ‬أبناء‭ ‬الفريج‭ ‬بأعمارهم‭ ‬المختلفة‭ ‬صغيرهم‭ ‬وكبيرهم،‭ ‬نساءهم‭ ‬ورجالهم‭ ‬كيدٍ‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬موقعٍ‭ ‬واحد‭ ‬واحتفالٍ‭ ‬واحد‭ ‬وفرحةٍ‭ ‬واحدة‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬موروث‭ ‬يستوجب‭ ‬الصون‭ ‬والحماية‭ ‬وتعزيزاً‭ ‬لأواصر‭ ‬القربي‭ ‬والجوار‭ ‬والصداقة‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬سكانه‭ ‬وضيوفه،‭ ‬بل‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تواجد‭ ‬باعتباره‭ ‬فرداً‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬الفريج‭ ‬الكبيرة‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬موطنه‭ ‬الأصلي‭ ‬أو‭ ‬عرقه‭ ‬أو‭ ‬لغته‭ ‬أو‭ ‬جينه‭ ‬أو‭ ‬لونه،‭ ‬ليتقاسم‭ ‬الجميع‭ ‬الفرح‭ ‬على‭ ‬الشيوع،‭ ‬فشكراً‭ ‬لليالي‭  ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬وشكراً‭ ‬لمنظمات‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية،‭ ‬ولله‭ ‬درّ‭ ‬النساء‭ ‬أينما‭ ‬وُجدن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا