شهدت أنظمة المراقبة بالفيديو في الشرق الأوسط تطوراً هائلاً، حيث أصبحت تعتمد على شبكات متقدمة من الكاميرات الذكية وأجهزة الاستشعار وبرامج إدارة الفيديو الحديثة. وعلى الرغم من أن هذه التطورات عززت مستويات الأمن والكفاءة التشغيلية، إلا أنها فتحت الباب أمام تهديدات إلكترونية جديدة تتطلب يقظة مستمرة واعتماد استراتيجيات دفاعية استباقية.
تعزز مبادرات مثل رؤية السعودية 2030 ومشاريع مدينة دبي الذكية الحاجة إلى أنظمة مراقبة آمنة ومبتكرة. ويتوقع أن ينمو سوق المراقبة بالفيديو في الإمارات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.35% حتى عام 2028، مدفوعاً بالمشاريع الذكية وارتفاع متطلبات الأمن. كما سلطت فعاليات كبرى مثل إكسبو 2020 دبي الضوء على أهمية أنظمة المراقبة بالفيديو في إدارة مشاريع ضخمة في القطاعين العام والخاص.
تتسم أنظمة المراقبة بالفيديو الحديثة بتعقيدها الشديد، مما يجعلها عرضة للاختراقات إذا لم تُطبق بروتوكولات أمنية صارمة. ويمكن لأخطاء بسيطة، مثل استخدام بيانات اعتماد غير آمنة أو عدم تحديث البرامج، أن تؤدي إلى اختراقات خطيرة. ويمثل كل مكون من مكونات النظام – من الكاميرات إلى أجهزة الحوسبة الطرفية – نقطة ضعف محتملة قد يستغلها المهاجمون الإلكترونيون.
يتطلب التصدي للهجمات السيبرانية فهماً عميقاً لأنماطها. ومن هنا تقدم «سلسلة القتل السيبراني»، التي طورتها شركة لوكهيد مارتن، نموذجاً يشرح المراحل المختلفة للهجوم السيبراني بدءاً من الاستطلاع وحتى التنفيذ. وفي ظل تصاعد التهديدات السيبرانية التي تستهدف البنى التحتية الحيوية مثل منشآت النفط والغاز ومراكز البيانات الحكومية في المنطقة، أصبحت استراتيجيات الدفاع متعددة الطبقات ضرورة ملحة.
تشكل برامج إدارة الفيديو (VMS) ركيزة أساسية لأي نظام مراقبة بالفيديو، حيث تضمن التنسيق بين جميع الأجهزة وتعزز التدابير الأمنية. وفي الصناعات الحيوية بالمنطقة، مثل الضيافة والتجزئة والبنى التحتية، يعتبر اعتماد هذه البرامج ضرورة لتقليل المخاطر السيبرانية. ومع توسع الاعتماد على الحوسبة السحابية، تُفرض تشريعات مثل إطار الأمن السيبراني في السعودية وقانون حماية البيانات في مركز دبي المالي العالمي معايير صارمة للأمان، مما يدفع الابتكار في حلول VMS لتشمل التشفير والكشف عن التهديدات غير الطبيعية.
تقدم خدمات الأمن بالفيديو السحابية (VSaaS) مزايا إضافية، مثل التحديثات التلقائية وتقنيات الحماية السيبرانية المتطورة. ومن المتوقع أن يتجاوز حجم سوق المراقبة بالفيديو في الشرق الأوسط 4.3 مليارات دولار بحلول نهاية العام، مدفوعاً بالطلب المتزايد على الحلول السحابية القابلة للتوسع.
إلى جانب برامج إدارة الفيديو، يعد تأمين الكاميرات وأجهزة الحوسبة الطرفية أمراً أساسياً، لا سيما مع الانتشار الواسع للكاميرات في البنى التحتية والمساحات العامة. وقد تبنت دول مثل السعودية والإمارات إجراءات صارمة تشمل استبدال كلمات المرور الافتراضية واعتماد تقنيات الحماية من العبث والتشفير لضمان أمان البيانات.
تلعب الأخطاء البشرية دوراً بارزاً في تهديد الأمن السيبراني. لذلك، يعد تدريب الموظفين على أفضل ممارسات الأمان، مثل اختيار كلمات مرور قوية والتعرف على التهديدات السيبرانية، أمراً ضرورياً. وتشير الكلفة العالية لاختراقات البيانات في المنطقة، التي تصل إلى متوسط 8 ملايين دولار لكل خرق، إلى أهمية التوعية المستمرة.
باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات تحظى باهتمام كبير في مجال المراقبة بالفيديو. ويظهر ذلك جلياً في مشاريع مثل مدينة نيوم في السعودية ومركز الشرطة الذكي في دبي.
وفي ظل التوسع في مشاريع التكنولوجيا الذكية في المنطقة، تظل حماية أنظمة المراقبة بالفيديو أولوية قصوى. ومن خلال الاستثمار المستمر في حلول مبتكرة للأمن السيبراني، يمكن للمنطقة تعزيز حماية بناها التحتية الحيوية ودفع عجلة الابتكار.
المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا في مايلستون سيستمز
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك