سيبي، باكستان - (أ ف ب): أكدت مصادر أمنية باكستانية أمس الأربعاء أن الجيش نجح في تحرير 190 راكبا احتجزهم مسلحون انفصاليون منذ الثلاثاء على متن قطار في جنوب غرب البلاد. وكان أكثر من 450 راكبا على متن القطار عندما سيطرت جماعة انفصالية مسلحة عليه في منطقة حدودية نائية، علما بأن عدد الرهائن الذين مازالوا محتجزين لم يُعرف بعد.
وقالت مصادر أمنية لفرانس برس إنه «تم حتى الآن إنقاذ 190 راكبا فيما قُتل 30 إرهابيا. يجري العمل بحذر الشديد بسبب وجود نساء وأطفال مع انتحاريين (على متن القطار). العملية متواصلة للقضاء على باقي المسلحين». ازدادت في السنوات الأخيرة الهجمات التي تنفذها جماعات متمردة تتهم الباكستانيين المتحدرين من مناطق خارج الإقليم بنهب الموارد الطبيعية في إقليم بلوشستان المحاذي لأفغانستان وإيران.
وأعلن «جيش تحرير بلشوستان» مسؤوليته عن العملية ونشر تسجيلا مصورا لانفجار على السكة أعقبه تدفق عشرات المسلحين من المناطق الجبلية واقتحام العربات. وأفاد مصدر أمني في المنطقة فرانس برس بأن «المعلومات تشير إلى أن بعض المسلحين هربوا واصطحبوا معهم عدد غير معروف من الرهائن إلى المرتفعات». وأكد المسؤول عن السكك الحديد في مدينة كويتا عاصمة الإقليم محمد كاشف لفرانس برس الثلاثاء أنه تم احتجاز أكثر من 450 راكبا.
وروى بعض الركاب المحررين الذين ساروا لساعات في مناطق جبلية وعرة قبل أن يصلوا الى بر الأمان تفاصيل إطلاق سراحهم من قبل المسلحين. وقال العامل المسيحي البالغ 38 عاما بابار مسيح لفرانس برس الأربعاء: «ناشدتهم النساء وتركونا.. قالوا لنا اخرجوا ولا تنظروا إلى الخلف. ركضنا ورأيت الكثير من الأشخاص الآخرين يركضون إلى جانبنا». وفي محطة قطارات في كويتا، جلبت قوات مساندة للجيش نعوشا لإرسالها إلى موقع الحادثة. وقال محمد بلال الذي كان برفقة والدته على متن القطار: «تعجز الكلمات عن وصف كيف تمكّنا من النجاة. الأمر مرعب».
نفّذ «جيش تحرير بلوشستان» سلسلة هجمات مؤخرا استهدفت قوات الأمن وباكستانيين من أقاليم وولايات أخرى يتهمهم، إلى جانب المستثمرين الأجانب، بنهب المنطقة الغنية بالموارد وحرمان السكان المحليين من ثرواتها. وطالب بمبادلة عناصر أمن بأعضائه المسجونين. قُتل سائق القطار وشرطي وجندي في الهجوم، بحسب المسعف ناظم فاروق والمسؤول في سكك الحديد محمد أسلم.
وأفاد عدد من الركاب فرانس برس بأن المسلحين دققوا في هويات الركاب لتحديد أولئك القادمين من خارج الإقليم، في خطوة مشابهة لما جرى خلال هجمات نفذها «جيش تحرير بلشوستان» في الآونة الأخيرة. وقال راكب سار لساعات قبل الوصول الى أقرب محطة قطارات: «أتوا وتفحصوا الهويات وبطاقات الخدمة وأطلقوا النار على جنديين أمامي وأخذوا أربعة آخرين الى مكان أجهله».
وتابع الراكب الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «الإرهابيين أخذوا البنجابيين»، في إشارة إلى المتحدرين من إقليم البنجاب. ونقل نحو 80 بالمائة من الركاب المحررين الى مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان في ظل «إجراءات أمنية مشددة»، بحسب ما أكد مسؤول في الشرطة طلب أيضا عدم كشف اسمه.
تفرض السلطات قيودا على الوصول إلى بعض مناطق بلوشستان حيث تدعم الصين العديد من مشاريع الطاقة والبنى التحتية، علما بأن بكين استثمرت المليارات في المنطقة بما في ذلك في ميناء كبير ومطار. يُعتبر إقليم بلوشستان غنيا بالهيدروكربونات والمعادن، إلا أن سكانه يشكون التهميش والحرمان من الاستفادة من هذه الموارد الطبيعية، ما جعل منه أفقر منطقة في باكستان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك