في السابق كانت موائد رمضان في البحرين تحمل طابعًا بسيطًا يعكس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية آنذاك، حيث اعتمد البحرينيون على الأكلات الشعبية التقليدية التي تناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل. إذ لم تكن السفرة الرمضانية تتسم بالتنوع الكبير أو الترف كما هو الحال اليوم، لكنها كانت مليئة بالبركة والمحبة.
وتحدث الشيف أحمد القاهري والمعروف بطباخ بحريني أن موائد رمضان القديمة تعكس الروح الحقيقية للشهر الكريم، إذ قال: كان الإفطار يبدأ على الطريقة النبوية بالتمر والماء، أو اللبن إن وجد، كعادة ثابتة لدى معظم الأسر البحرينية. وبعد ذلك، تأتي الحلويات الخفيفة مثل «اللقيمات»، وهي كرات العجين المقلية المغطاة بالدبس، والتي كانت تحضرها الأمهات بأبسط المكونات. أما «الهريس»، فهو من الأطباق الأساسية على المائدة الرمضانية، ويتكون من قمح مطحون مطبوخ مع اللحم، وغالبًا ما كانت العائلات الميسورة هي التي تستطيع إضافة اللحم إليه.
وأضاف: لم تكن مائدة الإفطار تكتمل من دون طبق «الثريد»، وهو عبارة عن خبز الرقاق المغموس في مرق اللحم والخضار، وكان يعد من أكثر الأطباق شيوعًا في الشهر الكريم، إلى جانب طبق «المجبوس» الذي كان حاضرًا على السفرة البحرينية، وهو عبارة عن الأرز المطبوخ مع البهارات المشكلة والدجاج أو اللحم، محققًا التوازن بين النكهة والقيمة الغذائية.
وتابع: لم تكن الحلوى البحرينية تغيب عن السهرات الرمضانية، إذ كانت تعد من أشهر الحلويات في المنطقة، وغالبًا ما تقدم مع القهوة العربية بعد الإفطار، كطقس اجتماعي يجمع العائلة والأصدقاء.
وأشار إلى أن وجبة السحور، كانت تتميز بالبساطة أيضًا، وتعتمد على الأكلات الخفيفة مثل «النخي» (الحمص المسلوق) و«الباجلا» (الفول)، إلى جانب اللبن والخبز البحريني التقليدي، حيث كانت هذه الأطعمة توفر طاقة كافية للصائمين طوال النهار.
مع مرور الوقت، تغيرت موائد رمضان في البحرين وأصبحت أكثر تنوعًا وثراءً بفضل تحسن الأوضاع الاقتصادية وتوافر المنتجات الغذائية. ومع ذلك، لا تزال روح رمضان الحقيقية التي كانت سائدة قبل 50 عامًا محفورة في ذاكرة البحرينيين، حيث كانت البساطة والتآلف والبركة هي العناوين الرئيسية لموائد الشهر الكريم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك