العدد : ١٧١٥٧ - الجمعة ١٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٧ - الجمعة ١٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رمضان ١٤٤٦هـ

المجتمع

أكلات تقليدية راسخة رغم تغير الزمن
الموائد الرمضانية في البحرين.. بين بساطة الماضي وثراء الحاضر

الخميس ١٣ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬موائد‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تحمل‭ ‬طابعًا‭ ‬بسيطًا‭ ‬يعكس‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬آنذاك،‭ ‬حيث‭ ‬اعتمد‭ ‬البحرينيون‭ ‬على‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تناقلتها‭ ‬الأجيال‭ ‬جيلًا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭. ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬السفرة‭ ‬الرمضانية‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنوع‭ ‬الكبير‭ ‬أو‭ ‬الترف‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬اليوم،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬مليئة‭ ‬بالبركة‭ ‬والمحبة‭.‬

وتحدث‭ ‬الشيف‭ ‬أحمد‭ ‬القاهري‭ ‬والمعروف‭ ‬بطباخ‭ ‬بحريني‭ ‬أن‭ ‬موائد‭ ‬رمضان‭ ‬القديمة‭ ‬تعكس‭ ‬الروح‭ ‬الحقيقية‭ ‬للشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭: ‬كان‭ ‬الإفطار‭ ‬يبدأ‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬النبوية‭ ‬بالتمر‭ ‬والماء،‭ ‬أو‭ ‬اللبن‭ ‬إن‭ ‬وجد،‭ ‬كعادة‭ ‬ثابتة‭ ‬لدى‭ ‬معظم‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تأتي‭ ‬الحلويات‭ ‬الخفيفة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬اللقيمات‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬كرات‭ ‬العجين‭ ‬المقلية‭ ‬المغطاة‭ ‬بالدبس،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تحضرها‭ ‬الأمهات‭ ‬بأبسط‭ ‬المكونات‭. ‬أما‭ ‬‮«‬الهريس‮»‬،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬الأطباق‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬المائدة‭ ‬الرمضانية،‭ ‬ويتكون‭ ‬من‭ ‬قمح‭ ‬مطحون‭ ‬مطبوخ‭ ‬مع‭ ‬اللحم،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬العائلات‭ ‬الميسورة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬إضافة‭ ‬اللحم‭ ‬إليه‭. ‬

وأضاف‭: ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مائدة‭ ‬الإفطار‭ ‬تكتمل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طبق‭ ‬‮«‬الثريد‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خبز‭ ‬الرقاق‭ ‬المغموس‭ ‬في‭ ‬مرق‭ ‬اللحم‭ ‬والخضار،‭ ‬وكان‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأطباق‭ ‬شيوعًا‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طبق‭ ‬‮«‬المجبوس‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬حاضرًا‭ ‬على‭ ‬السفرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬الأرز‭ ‬المطبوخ‭ ‬مع‭ ‬البهارات‭ ‬المشكلة‭ ‬والدجاج‭ ‬أو‭ ‬اللحم،‭ ‬محققًا‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬النكهة‭ ‬والقيمة‭ ‬الغذائية‭. ‬

وتابع‭: ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الحلوى‭ ‬البحرينية‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬السهرات‭ ‬الرمضانية،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الحلويات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬مع‭ ‬القهوة‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬الإفطار،‭ ‬كطقس‭ ‬اجتماعي‭ ‬يجمع‭ ‬العائلة‭ ‬والأصدقاء‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وجبة‭ ‬السحور،‭ ‬كانت‭ ‬تتميز‭ ‬بالبساطة‭ ‬أيضًا،‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬الأكلات‭ ‬الخفيفة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬النخي‮»‬‭ (‬الحمص‭ ‬المسلوق‭) ‬و«الباجلا‮»‬‭ (‬الفول‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اللبن‭ ‬والخبز‭ ‬البحريني‭ ‬التقليدي،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة‭ ‬توفر‭ ‬طاقة‭ ‬كافية‭ ‬للصائمين‭ ‬طوال‭ ‬النهار‭.‬

مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬تغيرت‭ ‬موائد‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تنوعًا‭ ‬وثراءً‭ ‬بفضل‭ ‬تحسن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتوافر‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬روح‭ ‬رمضان‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عامًا‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬البحرينيين،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬البساطة‭ ‬والتآلف‭ ‬والبركة‭ ‬هي‭ ‬العناوين‭ ‬الرئيسية‭ ‬لموائد‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا