اللاذقية – الوكالات: دعا الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أمس الى الحفاظ على الوحدة والسلم الأهلي في سوريا، بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في غرب البلاد، قتل خلالها أكثر من ألف شخص بينهم مئات المدنيين العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة «مستقلة» بهدف التحقيق بالأحداث التي وقعت في غرب البلاد، لافتة الى انها تتألف من سبعة أشخاص.
وقالت الأمم المتحدة أمس إنها تتلقى تقارير «مقلقة للغاية» بشأن مقتل عائلات بأكملها في شمال غرب سوريا، ودعت إلى وقف فوري للعنف. وجاء في بيان للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك «إن قتل المدنيين في مناطق ساحلية في شمال غرب سوريا يجب أن يتوقّف فورا».
بدوره، أدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس «مجازر» ترتكب بحق أقليات في سوريا، وحضّ السلطات الانتقالية على محاسبة المسؤولين عنها.
وندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالمجازر «المروعة» بحق المدنيين في غرب سوريا، مطالبا «السلطات في دمشق بأن تضمن حماية جميع السوريين وتحدد مسارا واضحا للعدالة الانتقالية».
ووصفت ألمانيا تقارير بشأن أعمال القتل في سوريا بأنها «صادمة». وقالت وزارة الخارجية الألمانية «تقع على عاتق الحكومة الانتقالية مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها»، وتابعت «نحضّ بشدة كل الأطراف على إنهاء العنف».
وبدأ التوتر الخميس في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق المرصد السوري الذي تحدث منذ ذلك الحين عن حصول عمليات «إعدام» طالت المدنيين العلويين.
وقال الشرع في كلمة ألقاها في أحد مساجد دمشق إن «ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة». وأضاف «يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية، على السلم الأهلي قدر المستطاع»، مؤكدا أن السوريين قادرون على «أن نعيش سوية بهذا البلد».
وفي حصيلة جديدة أمس، أورد المرصد السوري أن «830 مدنيا علويا قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة» منذ الخميس. وبذلك، تبلغ الحصيلة الإجمالية 1311 قتيلا على الأقل، بينهم 231 عنصرا من قوات الأمن و250 من المسلحين الموالين للأسد. ولم تعلن السلطات أي حصيلة رسمية.
وأمس أعلنت وزارة الداخلية إرسال تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس، بهدف ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع قوله «تجري الآن اشتباكات عنيفة بمحيط قرية تعنيتا بريف طرطوس، حيث فر إليها العديد من مجرمي الحرب التابعين لنظام الأسد البائد ومجموعات من الفلول المسلحة التي تحميهم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك