غزة – الوكالات: يبذل الوسطاء جهودا مضاعفة لتذليل تباينات بين فصائل المقاومة وإسرائيل تتّصل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع مفاوضات تجرى في القاهرة والدوحة.
ويجري ممثلون عن حماس محادثات في القاهرة مع مسؤولين مصريين، في حين أعلنت إسرائيل أنها سترسل اليوم الإثنين وفدا إلى الدوحة.
وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 من الرهائن الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني من سجونها.
وتشترط إسرائيل «نزع السلاح بشكل كامل» من القطاع وخروج حماس من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
في المقابل، تصر حماس على البقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ العام 2007، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات مالية بناء على خطة أقرتها القمة العربية التي انعقدت مؤخرا.
وأمس، جدّد القيادي في حماس محمود مرداوي تأكيد التزام الحركة «تنفيذ كل بنود الاتفاق». وشدّد مجدّدا على «ضرورة إجبار الاحتلال على تنفيذ الاتفاق والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية» وفق «المعايير المتّفق عليها».
وكان المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع أكد في بيان مساء السبت أن «المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية». وأضاف أن «جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار» الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير وانتهت مرحلته الأولى في الأول من مارس، لكنه شدد على «ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق».
وأمس أيضا أعلنت حماس، موافقتها على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة على المستويات الوطنية والرئاسية والتشريعية.
جاء ذلك خلال لقاء عقده وفد من قيادة الحركة، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي لحماس، مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، في القاهرة، حيث ناقش الجانبان عدة قضايا، من بينها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
من جهتها أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدا اليوم إلى قطر، إحدى الدول الوسيطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، «بهدف دفع المفاوضات قدما».
وستتزامن زيارة الوفد الإسرائيلي مع وجود المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في المنطقة، إذ من المقرر أن يعقد اجتماعا في السعودية خلال هذا الأسبوع مع وفد أوكراني لمناقشة هدنة مع روسيا.
في الأثناء وصف المبعوث الأمريكي الذي أجرى محادثات مباشرة غير مسبوقة مع حركة حماس الاجتماع بأنه «مفيد جدا»، معربا عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة «في غضون أسابيع».
وفي حديث إلى شبكة «سي ان ان»، أقر آدم بوهلر، وهو يهودي أمريكي، بغرابة الموقف حين جلس وجها لوجه مع قادة حركة أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات «الإرهابية» منذ عام 1997، بدون ان يستبعد عقد مزيد من الاجتماعات معهم.
وقال بوهلر إنه يتفهم «انزعاج» إسرائيل من إجراء الولايات المتحدة محادثات مع حماس، مشيرا إلى أنه كان يسعى إلى تحريك المفاوضات «الهشة». وتابع «في نهاية المطاف، أعتقد أنه كان اجتماعا مفيدا جدا»، مضيفا «أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما في غضون أسابيع، باعتقادي هناك اتفاق يمكنهم عبره إطلاق سراح جميع الرهائن، وليس الأمريكيين فقط». ولفت بوهلر إلى أن هناك فرصة لإجراء مزيد من المحادثات مع حماس، قائلا «لا أحد يعلم أحيانا قد تكون في المنطقة وتقوم بزيارة مفاجئة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك