العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

مقالات

مجالس شهر رمضان النسائية

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

يصدف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬يوم‭ ‬كتابتي‭ ‬لهذا‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مارس،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬اعتمدته‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باعتباره‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1977‭ ‬ليتحول‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬رمز‭ ‬لنضال‭ ‬المرأة‭ ‬وحقوقها‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬سنويا،‭ ‬ولا‭ ‬تخفاكم‭ ‬القصة‭ ‬خلف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسمية‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬بعد‭ ‬مطالبة‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬نيويورك‭ ‬ونساء‭ ‬أوروبيات‭ ‬بحقوقهن‭ ‬السياسية‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬لتجني‭ ‬نساء‭ ‬العالم‭ ‬ثمار‭ ‬هذا‭ ‬النضال‭ ‬النسوي‭ ‬بشراكة‭ ‬مجتمعية‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬سياسياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬وثقافياً‭.‬

واحتفالنا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬شعار‭ (‬الحقوق‭ ‬والمساواة‭ ‬والتمكين‭ ‬لكافة‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭)‬،‭ ‬يتقاطع‭ ‬مع‭ ‬احتفالات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المنصف‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالته،‭ ‬ضمن‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الذي‭ ‬اتخذ‭ ‬من‭ ‬كفالة‭ ‬وصون‭ ‬وتعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬له،‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬أصل‭ ‬الحياة‭ ‬والنماء‭ ‬والبقاء‭.‬

وحديثي‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الانصاف‭ ‬لهذا‭ ‬النصف‭ ‬الأساسي‭ ‬والمحوري‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهي‭ ‬الأم‭ ‬والأخت‭ ‬والزوجة‭ ‬والابنة‭ ‬والصديقة،‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تتّسم‭ ‬بالعظمة،‭ ‬ويبرز‭ ‬ذلك‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬اتخذت‭ ‬المرأة‭ ‬موقعها‭ ‬الملائم‭ ‬الذي‭ ‬يُعزز‭ ‬مقدرتها‭ ‬وكفاءتها‭ ‬وعظمتها،‭ ‬حيث‭ ‬ثبت‭ ‬أنها‭ ‬بجانب‭ ‬تمكّنها‭ ‬بجدارة‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬مهمتها‭ ‬الفطرية‭ ‬الاولى‭ ‬كأمّ‭ ‬وربة‭ ‬أسرة،‭ ‬صارت‭ ‬تقف‭ ‬جنباً‭ ‬الى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتُسهم‭ ‬بشكل‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬نماء‭ ‬الاوطان‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فكر‭ ‬متقدم‭ ‬وتشريعات‭ ‬حامية‭.‬

ويغمرني‭ ‬الزهو‭ ‬والفخر‭ ‬بمنجزات‭ ‬صديقاتي‭ ‬وزميلاتي‭ ‬وأخواتي‭ ‬ومواطناتي‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الفكر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬السابق‭ ‬لعصره‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬عاهل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬والذي‭ ‬تمثّل‭ ‬بصورة‭ ‬واقعية‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الاصلاحي‭ ‬لجلالته‭ ‬الذي‭ ‬ركّز‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دعم‭ ‬تقدمها‭ ‬لتنهض‭ ‬مستقلة‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬وطنية‭ ‬مرسومة‭ ‬بدقة‭ ‬للوصل‭ ‬بالمرأة‭ ‬الى‭ ‬المكان‭ ‬والمكانة‭ ‬التي‭ ‬تستحقها‭.‬

خطوات‭ ‬جاءت‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬حققت‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬أحلاماً‭ ‬وتبوأت‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬وأصبحت‭ ‬شريكة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬لتحظى‭ ‬بالحُسنيين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حُسنى‭ ‬رعاية‭ ‬أسرتها‭ ‬وتربية‭ ‬الأجيال،‭ ‬وحُسنى‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتقديم‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬تستطيعه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نهضته‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانته‭ ‬إقليميا‭ ‬ووطنيا‭.‬

وضمن‭ ‬منظومة‭ ‬شراكة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وفي‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬ينشط‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬دور‭ ‬المجالس‭ ‬النسائية‭ ‬الرمضانية‭ ‬العامة،‭ ‬وهو‭ ‬خطوة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تفعيل‭ ‬وأهمية‭ ‬المجالس‭ ‬الأهلية‭ ‬كثقافة‭ ‬بحرينية‭ ‬أصيلة‭ ‬وعريقة‭ ‬توارثتها‭ ‬الأجيال‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬وزخرت‭ ‬بها‭ ‬الفرجان‭ ‬البحرينية،‭ ‬لتصبح‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬مدارس‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬الكبير‭ ‬قبل‭ ‬الصغير‭.‬

وحين‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬المجالس‭ ‬النسائية‭ ‬الرمضانية‭ ‬فلست‭ ‬أعني‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬لتمضية‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طائل‭ ‬أو‭ ‬فائدة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬أعني‭ ‬النقيض،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬المجالس‭ ‬قد‭ ‬أصبحت‭ ‬منارة‭ ‬يشعّ‭ ‬منها‭ ‬نور‭ ‬المعرفة‭ ‬والنفع‭ ‬بما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬مواضيع‭ ‬جادة‭ ‬للحوار‭ ‬وتبادل‭ ‬الفكر‭ ‬والرأي،‭ ‬بجانب‭ ‬إحياء‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬لدول‭ ‬الحاضرات،‭ ‬إذ‭ ‬تزخر‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬النسائية‭ ‬بالجنسيات‭ ‬المختلفة‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية،‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬طبيعة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬التي‭ ‬تتكئ‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬مبادئ‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬الفكري‭ ‬والديني‭ ‬والقومي،‭ ‬إذ‭ ‬يتميز‭ ‬بقبوله‭ ‬للآخر‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭. ‬

وهنا‭ ‬أوجه‭ ‬تحية‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وتحية‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وتهنئة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الآفاق‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬المشروع‭ ‬الملكي‭ ‬الاصلاحي‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬بيت‭ ‬خبرة‭ ‬يُعدّ‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الاجهزة‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬كآلية‭ ‬لتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬وكفالة‭ ‬حمايتها‭ ‬واحترامها،‭ ‬وهو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭.‬

نساء‭ ‬العالم‭! ‬

كل‭ ‬عام‭ ‬وأنتن‭ ‬الخير‭ ‬لمجتمعاتكن‭ ‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا