القراء الأعزاء،
يصدف أن يكون يوم كتابتي لهذا المقال هو الثامن من شهر مارس، وهو اليوم الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة باعتباره اليوم العالمي للمرأة، وكان ذلك في عام 1977 ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة وحقوقها يحتفل به سنويا، ولا تخفاكم القصة خلف الوصول إلى تسمية هذا اليوم، بعد مطالبة حقيقية من نساء نيويورك ونساء أوروبيات بحقوقهن السياسية والحق في المساواة في ظروف العمل في العقد الأول من القرن العشرين، لتجني نساء العالم ثمار هذا النضال النسوي بشراكة مجتمعية شاملة في الحياة العامة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
واحتفالنا هذا العام باليوم العالمي للمرأة الذي حمل شعار (الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات)، يتقاطع مع احتفالات مملكة البحرين باليوبيل الفضي لتولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم مقاليد الحكم، فإنه من المنصف أن نقف على واقع المرأة البحرينية في ظل العهد الزاهر لجلالته، ضمن مشروعه الإصلاحي الذي اتخذ من كفالة وصون وتعزيز وحماية واحترام حقوق الانسان ركيزة أساسية له، على أسس من أن الإنسان هو أصل الحياة والنماء والبقاء.
وحديثي هنا عن المرأة من منطلق الانصاف لهذا النصف الأساسي والمحوري في المجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والصديقة، فهي التي تتّسم بالعظمة، ويبرز ذلك متى ما اتخذت المرأة موقعها الملائم الذي يُعزز مقدرتها وكفاءتها وعظمتها، حيث ثبت أنها بجانب تمكّنها بجدارة من أداء مهمتها الفطرية الاولى كأمّ وربة أسرة، صارت تقف جنباً الى جنب مع الرجل لدفع عجلة التنمية في المجتمع وتُسهم بشكل فاعل في نماء الاوطان في ظل فكر متقدم وتشريعات حامية.
ويغمرني الزهو والفخر بمنجزات صديقاتي وزميلاتي وأخواتي ومواطناتي من نساء البحرين في ظل الفكر الملكي السامي السابق لعصره الذي يحمله عاهل مملكة البحرين المعظم والذي تمثّل بصورة واقعية في المشروع الاصلاحي لجلالته الذي ركّز على دعم وتمكين المرأة على أسس من مبدأ تكافؤ الفرص، ومن ثم دعم تقدمها لتنهض مستقلة وفق خطط وطنية مرسومة بدقة للوصل بالمرأة الى المكان والمكانة التي تستحقها.
خطوات جاءت واحدة تلو الأخرى، حققت فيها المرأة أحلاماً وتبوأت مناصب قيادية وأصبحت شريكة فاعلة في بناء المجتمع لتحظى بالحُسنيين في هذا الوطن الغالي مملكة البحرين، حُسنى رعاية أسرتها وتربية الأجيال، وحُسنى الشراكة في جميع مجالات بناء الوطن وتقديم أقصى ما تستطيعه من أجل نهضته وتعزيز مكانته إقليميا ووطنيا.
وضمن منظومة شراكة المرأة في المجتمع وفي الشأن العام، ينشط في شهر رمضان المبارك دور المجالس النسائية الرمضانية العامة، وهو خطوة جديدة على صعيد تفعيل وأهمية المجالس الأهلية كثقافة بحرينية أصيلة وعريقة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل وزخرت بها الفرجان البحرينية، لتصبح هذه المجالس مدارس يستفيد منها الكبير قبل الصغير.
وحين أتحدث عن المجالس النسائية الرمضانية فلست أعني تلك التي وجدت لتمضية الوقت من دون طائل أو فائدة ، بل أعني النقيض، ذلك أن أكثر المجالس قد أصبحت منارة يشعّ منها نور المعرفة والنفع بما تطرحه من مواضيع جادة للحوار وتبادل الفكر والرأي، بجانب إحياء الموروث الشعبي البحريني والتعرف على الموروث الشعبي لدول الحاضرات، إذ تزخر هذه المجالس النسائية بالجنسيات المختلفة عربية وأجنبية، في صورة تعكس حقيقة طبيعة المجتمع البحريني التي تتكئ على أسس مبادئ التعايش والتسامح الفكري والديني والقومي، إذ يتميز بقبوله للآخر دون تمييز.
وهنا أوجه تحية لكل امرأة على وجه الأرض بشكل عام، وتحية للمرأة البحرينية بشكل خاص، وتهنئة على جميع الآفاق التي استطاعت أن تصل إليها في كنف المشروع الملكي الاصلاحي ولا سيما في ظل وجود بيت خبرة يُعدّ من أهم الاجهزة التي وجدت كآلية لتعزيز حقوق المرأة وكفالة حمايتها واحترامها، وهو المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم.
نساء العالم!
كل عام وأنتن الخير لمجتمعاتكن
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك