أقام ملتقى القصة الإلكتروني التفاعلي ليلة وفاء للقاص د. جعفر الهدي بمناسبة يوم القصة العالمي عبر منصة (إكس) شارك فيها مجموعة من كتاب السرد من السعودية والبحرين أدار الأمسية القاص هاني الحجي الذي قدم بداية سير ذاتية عن الكاتب قرأ قصة للكاتب وأشار الى ملامح عن الجوانب الأدبية في تجربة الكاتب القصصية والسردية وإلى ومضات من الملامح الإنسانية في عمل الهدي الخيري.
وعن الكاتب – رحمه الله – ذكرت القاصة طاهرة آل سيف:
«لم يرحل، ففي ذاكرتنا الكثير مما نحمله له من أدبٍ وعلمٍ وعاطفة..
إنها لأمانة عظيمة تلك التي أدركها وقَبِل أن يحملها، وقد أدى منها ما شاء الله له، تلك أمانة الأدب، التي بها تستقر الإنسانية ويستقيم ذكرها، فإنما اللحظات التي تمضي من الحياة وتنتهي هي اللحظات التي لا يكتبها أديب، ولا يرصدها قلمه..
لم تجمعني بالدكتور –رحمه الله– سوى لقاءات قليلة، لكنها من القلائل التي لا تغادر الذاكرة، لما لها من أثر، كنا قد التقينا في نادي الشاعر سعود الفرج بمدينة القطيف، مع وفدٍ من أسرة الكُتاب والأدباء الكرام، كان هاشاً باشاً كعادته، لا تفارق البسمة محيّاه، وقد أهداني روايته التي تحمل عنوان شارع المعارض، ومن ثم تلتها لقاءات متلاحقة في مملكة البحرين، أولها دعوة لأمسية قصصية من تنظيمه، كنت والصديقة الشاعرة زهراء الشوكان الضيفتين، وقد كان مثلما عرفناه بدماثة خلقه، وحسن ترحيبه، وبساطة تعامله..
وفي مشاركة د. جميلة الوطني
عضوة بلجنة السرد بأسرة الأدباء والكتاب د. جميلة الوطني تحدثت عن الجوانب الأخلاقية للراحل.
وقالت «دكتور جعفر الهدي الإنسان الذي لم تغيره المناصب التي تبوأها، تاركا بصماته الواضحة في كل مجال وطأته قدماه، وخط حبر قلمه الذي ينبض سردًا وأدبًا، ونتمنى أن تزهر كلماتنا له بالترحم أولًا، وبالحنين لبراعة لغته العربية، ونسج حروفه الآسرة ثانيًا.
أيها الهادي الهدي، صحيح قد سبقتنا بخطوات الرحيل لزقاق المنتهى، لكنك تبقى أديبًا جميلًا مزهرًا تعلمنا منك الكثير، وحمّلتنا تركة ضخمة مُثقلة بالأحلام والتطلعات الأدبية تضوى آثارها السردية مشتعلة في الرواية والقصة، وآخرها حين أطلقت عنان صلواتك السردية في محراب القرآن الكريم.
حتى اليوم لم ولن ننسى حضورك، بقيت الأديب الذي يوجعنا فقده من قبل حين كنت رئيسا للجنة السرد بأسرة الأدباء والكتاب في البحرين، ومن بعد غيابك عن الأمسيات التي تحرص المشاركة والحضور، تدور نظراتنا اليتيمة في أروقة المكان نرى مقعدك قد مزقه الفراق الأبدي، وعزائنا أفاق معرفتك باقية، ملفوفة بأحلام العطاء على سفوح مُعتلى الثقافة في وطننا البحرين. رحمه الله الذي هو حيا، حتى ساعة مماته».
الناقد والأكاديمي فهد حسين ذكر في إشارة لسيرته التطوعية
«جعفر الهدي الذي أوكل نفسه بعد الجامعة للعمل التطوعي للعمل الاجتماعي من خلال مؤسسات رسمية أهلية ثم انتقل للعمل الثقافي وانخرط مع أسرة الأدباء والكتاب وطوال هذه الفترة لم يقف قلمه أو يكل عن الكتابة لكنه كان متريثا في الإصدار والنشر غير أن روحه التواقة للمشاركة الثقافية انخرط في مجلس الاسرة ليكون عضوا فاعلا وطبع عددا من أعماله السردية وأعمال أخرى في مجال الشأن العام اصدر كتابا تناول فيه السردية في القرآن»
وقال القاص ظافر الجبيري في مداخلته:
«أعتبر الليلة جزءًا من الوفاء من قبل الأصدقاء وملتقى القصة الإلكتروني التي تكونت مع الراحل عبر مدة وجيزة وتعتبر ملمحا من ملامح التواصل الثقافي بين السعودية والبحرين» وأضاف «ان الكاتب المرحوم كان من الأدباء الذين شكلوا حضورهم الثري بنصوصه الجميلة ومشاركاته وتعليقاته على نصوص الأعضاء ولم يدخل في إشكالات معهم طوال وجوده ويتقبل النقد بسعة صدره وروحه الجميلة».
وتناول قصة جعفر عن بغداد وإنسانها والحدث وكأنه من أهل بغداد والملتصقين بشوارعها وعرف التحولات التي مر بها العراق في العشر سنوات الأخيرة.
ونقل صورة التحولات الاجتماعية من خلال الطفلة في القصة التي لديها ميزان والتي عبرت عن هموم الإنسان العراقي.
وذكر القاص عبدالله النصر في مداخلته «يطيب لي في هذه العجالة، أن أتحدث إليكم عبر هذه البوابة الغَرّاء، عن قيمةٍ عظيمةٍ تمثلت في أديبنا الراحل الدكتور جعفر الهدي، رحمه الله، وهي (الإحساس بالإنسانية) التي كانت سمةً مميزةً فيه قبل أن تكون في أعماله. الثيمةُ التي هي الشعورُ الذي ينبعُ من القلبِ عندَ رؤيةِ ألمٍ في عيونِ الآخرين، أو عندَ سماعِ نداءٍ صامتٍ، فتشعرُ بذلكَ الألمِ وكأنّه جزءٌ منك.
الإحساسُ بالإنسانيةِ هو فهمُ هشاشةِ البشرِ رغم قوتهم الظاهرة، والتعاطفُ معهم دون السؤالِ عن السببِ أو كيف حدثَ ذلك. هو أن ترى العالمَ بعينيّ الآخرين ولو للحظةٍ، فتلمسُ أحلامهم المكسورةَ، وتسمعُ صمتهم المؤلم، ثم تمضي قدماً وأنتَ تحملُ أثقالهم في قلبِك.
والدكتورُ جعفرُ الهدي، رحمه الله، لأنه يحمل ذلك، لذا فإنه كان يدركُ تماماً أنَّ ما يجرحُ الآخرينَ يجرحُنا أيضاً، وأنَّ ما يسعدهم يبعثُ الأملَ في قلوبِنا. ولذا أصبح هذا المعنى متجلياً في نصوصه الأدبية، ففي قصته «ورقةٌ مهترئةٌ»، التي تُظهرُ بُعداً إنسانياً عميقاً من خلال تصويرِ المأساةِ الناتجةِ عن الحروبِ والصراعاتِ. في هذه القصة، يتجلى الألمُ الشخصيُّ والعائليُّ الذي تتركه الحروب، ويتحولُ محققُ القصة إلى شخصيةٍ تأثرت داخلياً بالمعاناةِ التي تحملها الورقةُ المهترئةُ، التي أصبحت أكثرَ من مجردِ دليلٍ ماديٍّ، بل رمزاً لمعاناةٍ إنسانيةٍ وحلمٍ ضائعٍ بالعودةِ إلى الوطن. تبرزُ لمسةُ الإنسانيةِ في مشهدِ لقاء المحققِ بزوجةِ سيدِ إبراهيمَ وأبنائه، حيث تصفُ القصةُ زوجته بأنها توقفت عن البكاء وأصبحت بلا ملامح، ما يعكسُ فقدانَ الأملِ التامِّ والفراغِ الذي يشعرون به بعد الفقد».
وشارك الروائي حسين الأمير بمداخلة تحدث فيها عن الجوانب الإنسانية من خلال معرفته بالأديب الراحل وتشجيعه واهتمامه بالتواصل مع المشهد الأدبي.
وتحدثت مريم الحسن عن عضوية الهدي في ملتقى القصة وجوانب من مشاركاته وقراءاته لنصوص الأعضاء وتفاعله وتواصله مما أكسبه حب الجميع في فترة وجيزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك