غزة – الوكالات: رأت حركة حماس أمس أن التهديدات التي أطلقها دونالد ترامب تشجّع إسرائيل على تقويض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعدما توعّد الرئيس الأمريكي سكان القطاع الفلسطيني المحاصر بـ«الموت» ما لم يتم الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين فيه.
وأتى تهديد ترامب بعيد تأكيد الولايات المتّحدة أنّها أجرت بالتشاور مع إسرائيل، اتصالات سرية مباشرة مع الحركة الفلسطينية تركزت على الرهائن الأمريكيين في القطاع، وذلك في تغيير جذري عن سياسة طويلة الأمد للولايات المتحدة، قضت بعدم إجراء محادثات مباشرة مع مجموعات تصنّفها «إرهابية».
ووجّه ترامب إلى حماس «آخر تحذير» لكي تطلق الرهائن الأحياء والأموات، وتغادر قيادتها قطاع غزة المدمّر بفعل العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023.
وكتب ترامب على منصّته «تروث سوشل»: «إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح».
وأضاف: «إنّي أرسل إلى إسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم هذا آخر تحذير لكم! بالنسبة إلى القيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة».
وردّ المتحدث باسم حماس حازم قاسم أمس بالتأكيد أن تهديدات ترامب «تشجع» إسرائيل على «عدم تنفيذ بنود» اتفاق الهدنة الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير الماضي.
وأوضح أن التهديدات «تعقد المسائل (المتعلقة) باتفاق وقف إطلاق النار وتشجع الاحتلال على عدم تنفيذ بنوده»، طالبا من الإدارة الأمريكية «الضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية بحسب ما نص عليه الاتفاق» الذي أبرم بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.
وامتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني كانوا في سجونها.
ومع انقضاء المرحلة الأولى في نهاية الأسبوع أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف أبريل بناء على مقترح أمريكي، في حين تمسكت حماس بضرورة التفاوض حول المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تضع نهاية للحرب.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حماس على أخد تهديدات ترامب على محمل الجد. وقال إن الرئيس «لا يقول هذه الأمور من دون أن يعنيها، كما يكتشف ذلك الناس في العالم. إذا قال إنه سيقوم بأمر ما فسيقوم به».
وأتى تهديد ترامب إثر تأكيد واشنطن يوم الأربعاء إجراء اتصالات سرية مباشرة مع حماس، بعدما أوقفت التواصل المباشر معها مذ صنّفتها «إرهابية» في 1997.
وأمس أكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التزامها وقف إطلاق النار، وقال المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة في رسالة مصوّرة: «رغم كلِّ محاولات العدو المراوغة والكذب والتَّحايل المعهود... آثرنا ولا نزال نؤثر الالتزام بالاتفاق حقنا لدماء أبناء شعبنا ورغبة في سحب الذرائع التي يحاول العدو جاهدا اختلاقها واحتراما لتعهُدات الإخوة الوسطاء من الأشقاء».
في الأثناء أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ضرورة استبعاد حماس «بالكامل» عن إدارة غزة بعد الحرب مع إسرائيل، مرحبة بخطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن الخطة «تشكّل أساسا جديا وموثوقا للاستجابة من اليوم لحاجات إعادة الإعمار والإدارة والأمن في ختام الحرب في غزة». وأضاف: «على هذه الخطة أن تستبعد بالكامل حماس من إدارة قطاع غزة، إذ يجب أن يتم نزع سلاحها وتوفير ضمانات متينة لأمن إسرائيل».
وتبنّى القادة العرب خلال قمة طارئة يوم الثلاثاء خطة لإعادة إعمار غزة تلحظ عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع وتُعَدّ طرحا بديلا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بتهجير سكانه ووضعه تحت سيطرة الولايات المتحدة. لكنّ اسرائيل رفضت الخطة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك