تعهّد وزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد اليوسف بانتهاج أقصى درجات الصرامة في محاربة ظاهرة الفساد ومحاسبة المتورّطين فيها محيلا على التجربة السعودية في هذا المجال.
وقال الوزير خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني إنّ لدى بلاده «ريتز» على طريقتها الخاصّة وذلك في إشارة إلى فندق بالعاصمة السعودية الرياض كان قد تحوّل سنة 2017 إلى مركز لاحتجاز العشرات من الأثرياء المتهمين بالفساد والإثراء غير المشروع بينهم أعضاء في الأسرة الحاكمة ومسؤولون كبار في الدولة تمهيدا لمحاسبتهم وإجراء تسويات مالية مع عدد منهم تمّ بفعلها استرجاع مبالغ كبيرة إلى خزينة الدولة.
وعانت الكويت بدورها خلال سنوات سابقة من استشراء ظاهرة الفساد ونهب المال العام وظلت تشهد تفجّر قضايا كبيرة تورّط فيها موظفون عامون ومسؤولون حكوميون بينهم أعضاء في الأسرة الحاكمة.
واكتست الظاهرة في الكويت طابعا استثنائيا، حيث تعاظمت في ظلّ وضع سياسي استثنائي تميّز بكثرة التوترات والصراعات بين الحكومات والبرلمانات المتعاقبة وذلك بسبب تضخّم سلطات أعضاء مجلس الأمّة التي كثيرا ما كانوا يستخدمونها في غير موضعها الصحيح ويحوّلونها إلى وسيلة لمنع الإصلاح وإحكام تنظيم مؤسسات الدولة وقوانينها وذلك حفاظا على امتيازات لهم وللجهات التي يمثلونها ويعملون لمصلحتها.
وأصبح باب الإصلاح مشرعا على مصراعيه في الكويت منذ قيام أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في مايو الماضي بحلّ البرلمان وتعليق العمل بمواد في الدستور لفترة محدّدة زمنيا بأربع سنوات بدا أن السلطات قد انطلقت خلالها في ما يشبه سباقا ضدّ الساعة لفتح أعقد الملفات الإصلاحية وحسمها بشكل جذري وحاسم.
وبدا أن وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف بما عرف عنه من حرص وصرامة، شخصية محورية في عملية الإصلاح المنشودة وهو ما انعكس في توليه أحد الملفات المعقّدة والحساسة والتي تعذّر فتحها خلال سنوات الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويتعلّق الأمر بملف الجنسية الكويتية التي تقول السلطات إنّ الآلاف من حملتها حصلوا عليها بغير وجه حق، ولذلك بادرت بسحبها منهم.
وقال الشيخ فهد إن الملاحقة القانونية جارية للعديد من الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم فساد مشيرا إلى توقيف الكثيرين من أعلى المناصب بينهم وزراء ونواب وقضاة سابقون، ومعلنا في نفس الوقت عن توجّه نحو فتح ملف مشاهير السوشيال ميديا مجدَّدا للتأكد من سلامة وقانونية المبالغ المالية الكبيرة التي اكتسبوها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك