جوتيريش: نرحب ونؤيد الخطة ومستعدون للتعاون الكامل
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتماد خطة إعادة إعمار غزة بالقمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة أمس.
وأفاد بيان القمة العربية الطارئة بأن الخطة المصرية بشأن غزة تحولت إلى الخطة العربية بعد إقرارها، وبأن الخطة ترسم مسارا جديدا للأمن والسياسة في غزة.
كما أضاف البيان أن لجنة التكنوقراط لإدارة غزة لن تكون فصائلية وستدير القطاع لـ6 أشهر، لافتا الى ان خطة غزة مرنة وقابلة للتطوير.
وأوضح البيان أنه دعا مجلس الأمن الى نشر قوات حفظ سلام في الضفة وغزة، وأن هناك إمكانية لإيجاد بديل واقعي لتهجير الفلسطينيين. كذلك أكد البيان رفضه فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.
كما رحب البيان الختامي للقمة العربية بجهود الإصلاح في السلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات، والترحيب بالقرار الفلسطيني لتشكيل لجنة لإدارة غزة.
وأكد السيسي من جانبه أن قمة القاهرة الطارئة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية أكدت ضرورة تحقيق المصالح العربية وصون الأمن القومي العربي وتعزيز العمل العربي المشترك.
وكان السيسي قد أكد في كلمته الافتتاحية بالقمة أن العدوان على غزة خلّف وصمة عار في تاريخ الإنسانية وأن ما يحدث في المنطقة من تحديات تهدد دولا عربية وتنتزع أراض عربية من أصحابها.
كما قال إن المنطقة تواجه تحديات كبيرة تكاد تعصف بالأمن والاستقرار والحرب على غزة سعت بقوة السلاح لتفريغ القطاع من سكانه، مشيرا إلى أن الخطة تجاه غزة تحفظ للشعب الفلسطيني حقه بإقامة الدولة.
وأضاف أن بلاده لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل، موضحا أنه سيتم تدريب الكوادر الفلسطينية التي ستدير شؤون غزة، ومؤكدا أن لجنة إدارة غزة التي تم عملها بالتنسيق مع الفلسطينيين ستعمل على تيسير شؤون القطاع تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية.
وكشف السيسي أن مصر ستستضيف مؤتمرا لإعادة إعمار غزة في أبريل المقبل، ونعتزم إنشاء صندوق لدعم خطة الإعمار، مطالبا بحشد الدعم الخطة مصر بشأن غزة.
وتدعو الخطة المصرية التي تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، إلى إعادة إعمار غزة على مدى خمس سنوات، كما تقترح إنشاء صندوق يخضع لإشراف دولي لضمان «كفاءة التمويل» وكذلك «الشفافية والمراقبة»، وفق مسودة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
وفق الخطّة، يتمّ تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية مدة ستة أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية من التكنوقراط.
وبموجب الخطة، فإنّ هذه اللجنة ستعمل «تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وذلك تمهيدا لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة بشكل كامل الى قطاع غزة».
وتشكّل الخطة بديلا من مقترح أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع فبراير وينص على سيطرة الولايات المتحدة على غزة «بعد انتهاء القتال» ونقل سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى مصر والأردن لإعادة بنائه وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».
إلى ذلك أكد الرئيس المصري رفضه وتحذيره من استمرار الانتهاكات في المسجد الأقصى، موضحا أنه لا سلام في الشرق الأوسط من دون تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولا سلام بدون دولة فلسطينية.
وقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادر على تبني السلام في المنطقة، مشيرا إلى أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية نموذج يحتذى به.
وأبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداد السلطة لإجراء انتخابات عامة ورئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما دعا دونالد ترامب الى دعم خطة إعمار غزة، مضيفا «نرفض أي خطط لتهجير الفلسطينيين ونرفض ممارسات الاحتلال بفرض واقع استيطاني في الضفة الغربية».
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في افتتاح القمة العربية، أن إعادة إعمار غزة في وجود أهلها ممكن. وقال أبو الغيط إن «إعادة غزة للحياة هو نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها وجهودهم». وأضاف في قمة القاهرة: «إعمار غزة ممكن إن صمت السلاح وانسحبت إسرائيل بشكل كامل من القطاع».
وتابع قائلا: «إننا نقدر كل من يعمل من أجل السلام، ونؤكد تقديرنا لدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر ولكن القبول بمشروعات ورؤى غير واقعية وغير مبنية على أساس قانوني لن يكون من شأنه سوى زعزعة استقرار المنطقة».
بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دعم السلطة الفلسطينية وتمكينها، مضيفا أن «حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية». وتابع: «يجب تأكيد رفضنا التام للتهجير».
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رفض المملكة بشكل قاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على رفض الاستيطان والسعي لتهجير الفلسطينيين. وأضاف في كلمة خلال القمة الطارئة أن المملكة مع حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، مؤكدا ضرورة إيجاد ضمانات دولية تثبت وقف النار في غزة. كما أوضح أن إعمار غزة يجب أن يتم ببقاء أهلها فيها، رافضا المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. وقال إن المملكة تقف مع السلطة الفلسطينية في إجراءاتها تجاه الأمن والاستقرار.
من ناحيته أكد الرئيس السوري، أحمد الشرع، أن بلاده ترفض بكل قوة مخططات تهجير الفلسطينيين. وقال في كلمة أمام القمة الطارئة بالقاهرة إن دعوات التهجير القسري للفلسطينيين وصمة عار. كما أضاف: «نعتبر دعوات تهجير أهل غزة تهديداً لكل العرب». كذلك شدد على أن الشعب الفلسطيني له الحق في تقرير مصيره.
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالخطة، معلنا «تأييده الشديد» لها. وقال جوتيريش: «نرحب ونؤيد بشدة المبادرة التي تقودها الدول العربية لحشد الدعم لإعادة إعمار غزة التي تم التعبير عنها خلال القمة والأمم المتحدة مستعدة للتعاون الكامل». وشدد على أنه «يجب أن تبقى غزة جزءا من الدولة الفلسطينية».
أما رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا فذكر: «الاتحاد الأوروبي يرفض بشدة تغيير الطابع الديمغرافي في غزة بما يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».
وأبرز: «الاتحاد الأوروبي ملتزم بتحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل الدولتين.. يحق للشعب الفلسطيني أن يرسم مستقبله ويعيش في وطنه من خلال حل الدولتين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك