حيفا - (أ ف ب): قُتل شخص وأُصيب أربعة آخرون بجروح، في هجوم طعنا بسكين أمس في مدينة حيفا بشمال إسرائيل، وهو أول هجوم قاتل داخل إسرائيل منذ سريان الهدنة في قطاع غزة في 19 يناير.
ووقع الهجوم، الذي استشهد منفذه، في محطة للحافلات في المدينة الساحلية، في وقت يبدو أنّ تمديد الهدنة في غزة يواجه عراقيل، في ظل تعليق إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر والمدمّر.
وقالت الشرطة إن المهاجم شاب درزي إسرائيلي من مدينة شفاعمرو في شمال إسرائيل مشيرة إلى أنه «أمضى الأشهر الأخيرة في الخارج وعاد إلى إسرائيل الأسبوع الماضي».
من جانبها، أشادت حركة حماس بالهجوم. وقالت في بيان «نُبارك العملية البطولية التي نفّذها أحد أبطال شعبنا في محطة الحافلات المركزية في مدينة حيفا المحتلة صباح اليوم (الاثنين)».
ووقع الهجوم في وقت يبدو أنّ المفاوضات غير المباشرة بشأن استمرار التهدئة في قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بعد 15 شهرا من عدوان بدأ في السابع من أكتوبر 2023.
والأحد، أعلنت إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعدما أتاحت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرّت ستة أسابيع دخول مواد غذائية وصحية أساسية إلى القطاع.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أمش أنه قصف زورقا «مشبوها» رصده قبالة سواحل خان يونس في جنوب القطاع، زاعما أنه «شكّل تهديدا».
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس استشهاد أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين الأحد في غارة إسرائيلية.
وجاء القرار الإسرائيلي تعليق دخول المساعدات الإنسانية، بعدما أعلنت إسرائيل دعمها مقترحا أمريكيا لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة حتى منتصف أبريل، بينما تتمسك حماس ببدء مباحثات المرحلة الثانية التي يُفترض أن تضع حدا نهائيا للعدوان.
ووفق إسرائيل، فإن المقترح الذي تقدّم به المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، يقضي بإطلاق سراح «نصف الرهائن، الأحياء والأموات» في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، وإطلاق سراح بقية الرهائن «في نهاية (الفترة)، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار».
ورفضت حماس الخطّة الأمريكية، ووصفت القرار الإسرائيلي بأنّه «ابتزاز رخيص، وجريمة حرب وانقلاب سافر» على اتفاق الهدنة.
وأشارت إلى أن «الاحتلال يتنصل بشكل متكرر من الاتفاقات التي وقع عليها».
وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي في بيان تلقته وكالة فرانس برس «الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق.. بدءا من تنفيذ المرحلة الثانية والتي تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ومن ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها.. هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه».
وتشترط إسرائيل أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح كليا وتفكيك حركة حماس التي تدير القطاع منذ العام 2007.
وفي هذا السياق من التوترات المتصاعدة، أعلنت الولايات المتحدة تسريع إرسال مساعدة عسكرية بقيمة حوالي أربعة ملايين دولار إلى إسرائيل.
في قطاع غزة الذي يسكنه حوالي 2,4 مليون نسمة، يخشى السكان أن يؤدي تعليق دخول المواد والإمدادات، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وحضّت ألمانيا أمس إسرائيل على التوقّف «فورا» عن منع إدخال المساعدات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سيباستيان فيشر في مؤتمر صحفي، إنّ برلين دعت أيضا حركة حماس إلى إطلاق سراح الرهائن الذين مازالت تحتجزهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك