إسطنبول - (أ ف ب): أعلن حزب العمال الكردستاني أمس وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة تاريخية لإلقاء السلاح وحلّ الحزب وجّهها زعيمه عبدالله أوجلان من السجن، يؤمل بأن تنهي عقودا من النزاع الدامي.
وفي أول تعليق من حزب العمال الكردستاني على دعوة أوجلان التي صدرت الخميس، دعت اللجنة التنفيذية للحزب إلى منح «الحرية» لزعيمه التاريخي الموقوف منذ أكثر من ربع قرن والمحكوم عليه بالسجن المؤبد.
وقالت اللجنة التنفيذية للحزب في بيان «من أجل تحقيق والمضي قدماً في دعوة القائد آبو (لقب أوجلان) المتمثلة في السلام والمجتمع الديمقراطي، إننا نعلن وقفا لإطلاق النار اعتبارا من اليوم».
وأضافت: «نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر ونعلن أننا سنلتزم بمتطلّبات الدعوة وننفّذها من جانبنا»، مؤكدة أنّه «سنلتزم بمتطلبات الدعوة وننفذها من جانبنا، ولكن مع ذلك، لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضاً لضمان النجاح».
وتابعت: «لن تقوم أيّ من قواتنا بتنفيذ عمليات مسلحة، ما لم تُشن الهجمات ضدنا، كما أن تحقيق قضايا مثل وضع السلاح، لا يمكن أن تتم إلا بالقيادة العملية للقائد آبو».
وكان أوجلان البالغ 75 عاما، قد قال في رسالة تلاها وفد من نواب «حزب المساواة وديموقراطية الشعوب» (ديم) المؤيد للأكراد الذي زاره في سجنه في تركيا، إن «على المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه».
وفي حين أكد الحزب استعداده لتلبية الدعوة، شدد على أن تنفيذها لا يمكن أن يتم ما لم يتمتع أوجلان بالقدرة على «العيش والعمل بحرية جسدية».
وشددت اللجنة التنفيذية على وجوب «ضمان تحقيق الظروف التي تمكن القائد عبدالله أوجلان من العيش والعمل بحرية جسدية، وأن يكون له اتصال مع كل من يريد، بما في ذلك رفاقه، دون عوائق، ونأمل أن تفي مؤسسات الدولة (التركية) المعنية بمتطلبات ذلك».
وتابعت: «لقد قمنا حتى الآن بإدارة الحرب على الرغم من كل الأخطاء وأوجه القصور، ولكن القائد آبو هو الوحيد القادر على إدارة حقبة السلام والمجتمع الديمقراطي».
وتابعت «إننا على استعداد لعقد مؤتمر الحزب تماشياً مع دعوة القائد آبو، ولكن... يجب تهيئة الظروف المناسبة، ومن أجل نجاح المؤتمر، لا بدَّ أن يتولى القائد آبو قيادة المؤتمر شخصياً».
ومنذ سجن أوجلان في عام 1999، جرت محاولات عديدة لإنهاء النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل. وبعد انهيار آخر جولة محادثات في عام 2015، لم يتمّ إجراء أي اتصال آخر لاستئنافها وصولا إلى أكتوبر عندما بادرت الحكومة التركية إلى هذه العملية عبر حليفها زعيم «حزب الحركة القومية التركية» دولت بهجلي.
وبعد عدّة اجتماعات مع أوجلان في سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، نقل حزب المساواة وديموقراطية الشعوب الخميس، دعوة الزعيم الكردي لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر لإعلان حلّ الحزب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك