القراء الأعزاء،
إنه اليوم الأول من شهر رمضان المبارك لهذا العام؛ فهنيئاً لكل من يقرأني أن كُتب له العود إليه، ومبارك هذا الشهر على جميع المسلمين بإذن الله تعالى، وأسأل الله أن يعيننا جميعاً على صيامه وقيامه وجميع طاعاته وأن يتقبلها منا قبولاً حسنا.
ومن المعلوم أن جميع الشرائع السماوية قد تنزلت بأسمى مبادئ الإنسانية وأصول التوحيد، إلى أن شُوّهت أحكام بعضها، فضلّ عن صراط ربّه من اتبع الضلالة وأغضب الله من عصاه من المغضوب عليهم والضالين، وبقي الدين الإسلامي محافظاً على أحكامه وفقاً لوعد الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة الحجر الآية 9.
وقد نظم الإسلام قبل أربعة عشر قرنا قواعد الإنسانية وحقوق الانسان القائمة على مبدأ المساواة، تنظيما دقيقا يتفوّق على مواثيق حقوق الإنسان المعاصرة، لذا يُمارسها المسلمون باعتبارها ثقافة وأسلوب حياة لا يحيد عنه سوى القلّة من غير الأسوياء.
وتبدو جليّة صور الإنسانية في شهر رمضان المبارك، حيث تتصاعد وتيرة مبادئ التكافل الاجتماعي والتراحم والتسامح والعطاء والروحانية كما يتوافق مع روحانية الشهر الفضيل، ولا يعني ذلك أن تفعيل هذه المبادئ في شهر رمضان فقط بل في كل أيام العام، ولكن لخصوصية الشهر الكريم أحكامها الخاصة.
ومن المواقف التي سبقت شهر رمضان بأيام والتي تستحق الوقوف عليها والاشادة بها هي الالتفاتة الإنسانية الأبويّة لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، التي غيرت نمط الاحتفال باليوم العالمي لسرطان الأطفال، من خلال زيارة سموّه الأبوية لعدد من أبطال مرضى السرطان، حيث قام خلال زيارته بتحقيق أمنياتهم، ولكم أيها القارئون أن تتخيلوا حجم الفرحة والسعادة التي أدخلها سموه على قلوب هؤلاء الأطفال بمجرد إطلالته عليهم، ثم منحهم حُنوّ الأب ومساندته وكفل لهم تلك السعادة التي تغمر الأطفال عند تحقيق أصغر أمانيهم، وهي لفتة حانية ناضجة جداً أبرزت الجانب الإنساني والطبيعة الأبويّة في سموه وقرّبته أكثر من جمهوره ومتابعيه ومحبيه، فشكراً لسمو الشيخ خالد على إدخال الفرحة على قلوب هذه الفئة التي تستحق الدعم المتواصل والمستمر، عافاهم الله وشافاهم.
وعلى صعيد آخر، ضمن حديثنا عن الإنسانية، من المعلوم أن المساعدات الاجتماعية تنشط في شهر رمضان المبارك، إذ إن باغِيي الأجر كُثر، كما تجتهد الجمعيات الخيرية على تلبية احتياجات ذوي الحاجة من الأسر المتعففة وفق آلياتها وأنظمتها من خلال صرف كوبونات لشراء مواد غذائية، ولكن يبدو أن هناك من يستغل هذه اللفتات الإنسانية الكريمة للحصول على فائدة مادية من خلال بيع الكوبونات بمبالغ تقل عن قيمة مشترياتها، وفي هذا دلالة على عدم حاجتهم إليها، لذا يجب على الجمعيات المعنية مضاعفة تدقيقها على مستحقي المساعدات وأحقيتهم في ذلك، حتى لا يختل ميزان الحسنات عندما يُحرم ذوو الحاجة الفعلية من الوصول إليها بينما تصل إلى من لا يستحقها.
مبارك عليكم الشهر وعادت عليكم.
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك