تعد الكفاءة في اختيار القيادات والمسؤولين داخل الهيئات الإدارية والقطاعات الاقتصادية عاملاً حاسماً في تحقيق التنمية المستدامة. فالقرارات الاستراتيجية التي تؤثر في الاقتصاد، الاستثمارات، والإنتاجية تعتمد على وجود الشخص المناسب في المكان المناسب، حيث تلعب الكفاءة والخبرة والقدرة على اتخاذ القرار الدور الأساسي في تحقيق الأهداف التنموية وتعزيز الاستدامة.
اختيار المسؤولين على أسس صحيحة ينعكس بشكل مباشر على أداء المؤسسات والقطاعات المختلفة. عندما يتم تعيين الأشخاص ذوي الخبرة والمهارات المناسبة، يتحسن مستوى الحوكمة، وتصبح عمليات صنع القرار أكثر فاعلية، مما يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية على مستوى النمو الاقتصادي وتحسين كفاءة العمل. فالقائد الإداري القادر على فهم طبيعة القطاع الذي يديره، واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على البيانات والتحليل الدقيق، يستطيع أن يدفع عجلة التنمية إلى الأمام بفاعلية.
التنمية الاقتصادية لا تعتمد فقط على الخطط والاستراتيجيات، بل تحتاج إلى أشخاص مؤهلين قادرين على تنفيذ هذه الرؤى وترجمتها إلى واقع ملموس. عندما يكون الشخص المناسب في موقعه الصحيح، يصبح قادراً على تحفيز بيئة العمل، تطوير الابتكار، وتحقيق أهداف الاستدامة. كما يسهم في توجيه الموارد بكفاءة، ما يقلل من الهدر ويزيد من الإنتاجية، وهو ما يعزز النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
أما في حال عدم تطابق المهارات مع المسؤوليات، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الأداء، تعثر المشاريع، وانخفاض الإنتاجية، مما ينعكس سلباً على بيئة الأعمال والاستثمار. لذلك، فإن وضع معايير واضحة لاختيار القادة والمسؤولين يعد أداة رئيسية لضمان التقدم والاستقرار الاقتصادي. من خلال تطبيق أنظمة تقييم تعتمد على الأداء، وربط التعيينات بالمؤهلات والكفاءة الفعلية، يمكن خلق بيئة إدارية تدعم الاستدامة وتحفز الابتكار.
إحدى الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن تبنيها هي وضع معايير لقياس الأداء (KPIs) للمسؤولين، مما يضمن وجود رقابة مستمرة على الأداء الإداري، ويسمح بتطوير السياسات وفقاً للنتائج المحققة. كما يمكن تعزيز دور التدريب والتطوير القيادي لضمان أن المسؤولين لديهم المهارات اللازمة لمواكبة التطورات الاقتصادية والإدارية الحديثة.
تحت قيادة جلالة الملك المعظم، وبدعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله ورعاهم، تسير البحرين نحو نموذج إداري يعزز الكفاءة ويحقق التنمية المستدامة. تبني نهج «الشخص المناسب في المكان المناسب» ليس مجرد شعار، بل استراتيجية عملية لضمان الاستقرار الإداري والاقتصادي، وتحقيق رؤية المملكة الطموحة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً.
ماجستير تنفيذي بالإدارة من المملكة المتحدة (EMBA)
عضو بمعهد المهندسين والتكنولوجيا البريطانية العالمية (MIET)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك