الرياض – الوكالات: أعربت السعودية أمس عن رفضها أي دعوة إلى تشكيل حكومة موازية في السودان بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وأعلنت المملكة في البيان ذاته اعتراضها على أي خطوات أو إجراءات غير شرعية خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية للسودان «قد تمس وحدته ولا تعبر عن إرادة شعبه الشقيق» بما في ذلك الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية. وأكدت السعودية موقفها الثابت تجاه دعم السودان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
كما دعت السعودية جميع الأطراف السودانية إلى تغليب مصلحة السودان على أي «مصالح فئوية» والعمل على تجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى، مشددة على التزام السعودية ببذل كافة الجهود لوقف الحرب في السودان وتحقيق السلام بما ينسجم مع إعلان جدة الذي وُقع بتاريخ 11 مايو 2023 لضمان حماية المدنيين.
وأعربت قطر في وقت سابق أمس عن «بالغ القلق إزاء استمرار الحرب في السودان»، مشيرة إلى أنها أعادته عقودا إلى الوراء وخلفت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، على رأسها «فقدان آلاف السودانيين لأرواحهم وممتلكاتهم وتشريد الملايين منهم وتعطيل التنمية ودمار البنية التحتية بشكل غير مسبوق».
وقالت المندوبة الدائمة لدولة قطر بجنيف هند عبد الرحمن المفتاح خلال الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف: «لقد آن الأوان لإنهاء هذه المأساة»، مضيقة أن لا سبيل لذلك إلا بإجراء «حوار شامل وعقلاني... للتوصل الى اتفاق يعيد الأمن والاستقرار للسودان، ويحفظ وحدته وسيادته، ويجنبه المزيد من الدمار والانقسام».
ووقّعت قبل بضعة أيام قوات الدعم السريع وائتلاف من المجموعات السياسية والمسلحة ميثاقا في نيروبي يمهّد الطريق لتشكيل حكومة «سلام ووحدة» موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان، فيما أشار وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي لاحقا إلى أن الحكومة المقترحة ستعيد «السلام والاستقرار والحكم الديمقراطي» في السودان.
وسبق أن رعت السعودية جولات تفاوض عدة في مدينة جدة من دون التمكن من دفع الأطراف للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023، نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي»، خلف أزمة إنسانية كارثية مع انتشار المجاعة وتفشي الكوليرا.
وتسببت الحرب بتشريد الملايين في «أكبر أزمة نزوح في العالم» بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي تقدر عدد النازحين في السودان بحوالي 8,8 ملايين شخص. بينما فر 3,5 ملايين شخص آخر إلى الدول المجاورة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك