اعتدت منذ سنوات أن استضيف شخصية طبية مرموقة لنتحاور، وابحث في داخله لنكتشف سويا ما في قلبه وعقله. ولم أكن أعلم ان تبادل الأدوار له رهبة، وان الامر ليس سهلا على الإطلاق. فقد جلست على كرسي الضيف في الشارقة، إمارة الثقافة وبيت الكُتاب وكان موضوع الحلقة دور الصحافة الطبية في التوعية ومراحل صعودها في الإعلام، وتطرقنا بالحديث إلى بعض مقالاتي الأكثر قراءة وتأثيرها على تغير نمط حياة القارئ.
بدأنا بنبذة عن مجلة (نيو انجلاند) التي قام بتأسيسها جون كولينز وارن وجيمس جاكسون ونشر العدد الأول في يناير 1812 في الولايات المتحدة لتكون أول صحيفة طبية متخصصة.
من بعدها زاد اهتمام الإعلام بقضايا الصحة ولكن في سياق تخصصات فرعية. والحقيقة ان الصحافة الطبية تعتبر مهمشة الى حد ما وقبل سنوات قليلة كانت التقارير الصحفية الطبية نادرة ولا تحظى باهتمام صالات التحرير وقلما احتل الخبر الصحي مكانا في العناوين الرئيسية.
وكان لجائحة كورونا فضل لتكون من أهم الأسباب التي فرضت أهمية الصحافة الطبية، وجعلت الخبر الطبي في عناوين النشرات، واستمرت لأكثر من عام هي العناوين الرئيسية الوحيدة نظرا الى اختفاء الأحداث مع فرض الحجر الصحي العالمي.
كما برزت أهمية رصد ومتابعة مخرجات الاتصال الصحي ومدى تأثيره في الأشخاص وقدرته على تغيير المجتمع إلى أنماط ايجابية صحية.
وهذا بالطبع إلى جانب اعتماد مقدمي الرعاية الصحية على نشر الأخبار الطبية والمعلومات الصحية من أجل التواصل مع المرضى وإعلان خدماتهم من خلال الترويج بالمحتوى الطبي.
حاليا يختلف حاضر الصحافة الطبية عن الماضي، فوسائل الإعلام أدركت أهمية الأخبار الطبية ومدى اهتمام الجمهور بها، وصارت المستجدات الطبية والصحية الأخبار التي تحتل مكانة مميزة، خصوصا في حالة البحث عن مصداقية الخبر.
وكذلك أيقنت الجهات الصحية الرسمية أهمية توجيه رسائلها عبر الصحف المتخصصة ومن خلال الصحفيين المتخصصين في هذا المجال للاستمرار في العلاقة التبادلية النفعية.
وقد صدرت إحصائية عام 2019 تسلط الضوء على الصحافة الطبية وأهميتها، وتشير إلى أن محرك البحث جوجل يستقبل 70 ألف بحث في الدقيقة عن معلومة طبية، بما يعادل مليار بحث في اليوم، وهذا يعني ارتفاع مستوى الوعي لدى الأفراد.
أدعوكم لمتابعة الحوار في شهر رمضان وللحديث بقية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك